Thursday 9th December,200411760العددالخميس 27 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

24 ربيع الآخر 1392هـ الموافق 6 يونيو 1972م العدد 394 24 ربيع الآخر 1392هـ الموافق 6 يونيو 1972م العدد 394
عبدالله محمد بين الغناء والتلحين..!!

بقلم: المحرر الفني
عندما يقف الفنان عند مفترق الطرق.. فله أن يختار الطريق الأكثر ملاءمة.. لكيلا تتشتت مواهبه.. وتضيع قدراته.. وقد يكون الفنان عبدالله محمد أحد الفنانين الذين يجمع بين الغناء والتلحين.. وقد عايش الفن وكان من رواد النهضة الفنية وشارك في دعم الفن وانطلاقته..
اننا لا ننكر جهود الرعيل الاول في سبيل ابراز الفن السعودي والغنائي بوجه خاص الا ان طارق وعبدالله محمد وعمر كدرس وطلال مداح الذين يشكلون امتداداً للرعيل الأول هم أولئك الذين تبنوا الفن ورعوه.. وكانوا اعلاما من اعلامه هيؤوا له هذه الانطلاقة فنما.. وترعرع..
هؤلاء الذين استهلوا حياتهم الفنية كمغنين مسموعين من خلال المذياع.. بتلك الاغنيات التي طيفها ما زال عالقا في اذهان الجميع وهي (بطحاء مكة.. وروابي شهار..) لطارق عبدالحكيم.. (وردك يا زاع الورد.. وذكريات) لطلال مداح.. (طل القمر) لعبدالله محمد.. في الطريق لعمر كدرس.. هذه الاعمال كانت المنطلق الذي من خلاله عرف الجمهور هؤلاء الفنانين.. رغم ازدواجية مواهبهم.. وقيامهم بالتلحين والغناء في آن واحد.. كان من أهم أسبابه انعدام العناصر الفنية المتخصصة (كالملحن) الذي يعد الالحان ويقدمها للآخرين من المغنين.. مما ضاعف من مسؤولية هؤلاء.. ولكنهم كانوا في مستوى الابداع آنذاك.. لعوامل التنافس الشريف.. واخراج العمل الفني المتقن.. من أجل الفن فقط.. آنذاك لم يتعرض الفنان للمساومات ولم ينصع للعروض المادية.. ولم يتقيد بمزاج السوق.. والاستهلاك! والآن بعد ان تخلى من تخلى.. وبقي في الميدان من بقي.. طارق عبدالحكيم تخصص كملحن أكثر من مغن.. وأخذ يغدق على الناشئة من الفنانين ألحانه.. واستطاع أن يقدم لنا فنانا أصبح ينافس على قمة الفن.. وان محمد عبده.. أو الموهبة التي تبناها طارق.. وهي بعد لم تزل غضة.. تشكل الآن ثقلا فنيا.. وعاملا أساسيا عندما يخضع الفن لعملية احصاء.. أو تعداد.. وكما تخلى طارق عبدالحكيم عن الغناء.. وانكب على التلحين.. نهج الفنان عمر كدرس ذلك النهج وتخلى هو الآخر عن الغناء مكتفيا بالتلحين.. ومما لا شك فيه ان عمر كدرس اذا لم يكن فنانا اعطى مثل ما اعطاه الآخرون.. من حيث عدد الاعمال.. وقلتها.. الا ان لهذا الرجل دوراً كبيراً حياة العديد من فنانينا امثال طلال.. ومحمد عبده.. فقد تأثروا بطريقة ادائه ولو لم يكن ذلك بطريقة مباشرة.. ومن ينكر ذلك من الفنانين الذين تتلمذوا في مدرسته انما يمثل العقوق ونكران الجميل!!
بقي من الرواد في الحلبة طلال.. وعبدالله محمد اللذان جمعا بين التلحين والغناء.. الا ما ندر.. والنادر لا حكم له..!
ومع أن طلال لديه من القدرة ما يحفزه إلى الجمع بين هاتين الصنعتين.. ولكنه لايريد ان يكون كذابا!!
طلال لا يتوانى عن تقديم الحان الغير.. فهو يغني وغنى من ألحان بلفقيه لايمانه بأن اللحن ليس الا ترجمة شعور قد تختلف وسائلها من شخص لآخر.. ذلك راجع لأبعاد التخيل لدى فنان وآخر.. وعمق التصوير.. وادراك الجرس في مواقع الكلمات التي ينبغي ان تكون ركيزة التأثير لدى السامع.. كطريقة عرضها.. ورنتها.. كي تكون كلمة ميسورة مستهلكة لا تملها الاذن.. وتطرب لها.. ولكن ماذا يعني بقاء عبدالله محمد في هذه الازدواجية.. والامساك بزمام التلحين والغناء.. أيكون ذلك ناتجا عن مقدرة..؟ أم أن يكون ذلك اشباع رغبة.. لا شك ان الغناء يسري في دمه.. وتتغذى منه عروقه.. ولكن هل يرضى عبدالله محمد ان يتخلى عنه جمهوره.. وهو يلفظ أنفاسه في دنيا الغناء.. لا أظن.. وقد يتعظ من مبادرة طارق بالتخلي عن الغناء وهو في قمة مجده.. ويحتل مكانة كبرى لدى المعجبين به من عشاق فنه.. تخلى وهو القادر على الاستمرار في العطاء.. خشية أن يفاجئه شبح النهاية.. والفشل.. فتخلى وترك في نفوسنا أكبر الاثر انطباعاً.. واعجاباً وتقديراً..! فلماذا يتشبث عبدالله محمد بالغناء؟
خاصة وأن حنجرته أنهكتها السنون.. وأذابت مخارج الصوت عوامل الزمن.. وأصبح صوته شحيحاً على أداء اللون الغنائي بالصورة المطلوبة وبالجرس المتعارف عليه..
لماذا لا يتفرغ من كد هذه الحنجرة.. واستغلال موهبته بتفرغه للتلحين..؟
هل هذا يسيء من سمعته الفنية..؟ وهل هذا ينقص من قدرته ولو قيراطا..؟
ولكنه لن يدع المسؤوليتين الا كما فعل القائل جال الركية (أي البئر) ولا جال ابن غنام..!
ونرجو من شيخ الفن (عبدالله محمد) أن يعي هذه السطور وليتق مغبة الوقوع فيها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved