الحديث عن هواية التكاليف (الإبل) وهواية المتاعب (الصحافة) حديث ذو شجون وهناك عوامل مشتركة تربط بين هاتين الهوايتين منها التعب المحبب إلى النفس فهواية الإبل هي عشق أزلي لدى أبناء البادية والصحراء وكذلك هواية المتاعب (الصحافة) هواية مشوقة لمن يجيد عشقها والركض وراءها مثل ركضنا المتكرر هذه الأيام إلى (خبة القرو) لتغطية مناسبة إقامة مزاين (المجاهيم) والذي يرعاه سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي بن سعود الكبير آل سعود رعاه الله والذي يمتد عشقه للإبل من عشق والده لها رحمه الله والذي تشرفت بمعرفته قبل سنين طويلة عندما زرته مع أحد جيراني في السكن وهو من أسرة آل خرصان حيث كان الأمير تركي رحمه الله وجعل ذلك في موازين حسناته قد تكفل ببناء بيت لابن خرصان في (حي الجنادرية) وكان يقع بجانب بيتي وأذكر بأني أهديت إليه رحمه الله أول مؤلفاتي وهو كتاب (صور من الصحراء الصادر عام 1409هـ فناقشني بمحتوياته مناقشة الخبير بأحوال الصحراء والبادية وقصصها وشعرها، وأعود إلى هواية الإبل فقبل أربعة أعوام وتزامناً مع انضمامي للعمل في جريدة (الجزيرة) انضمت إلى هواياتي المتعددة هواية اقتناء الإبل حتى قارب عددها العشرين ناقة فزادت تكاليفها مع مرور الوقت وأخذت من مالي ووقتي وجهدي الكثير وأخيراً أصغيت إلى نصائح أخي الأكبر (الحميدي) وأخي الأصغر (زبن) وحثهم على تقليص عددها وقبل أيام عملت لها الإحصائية التالية فكانت النتيجة هي التالي: بيع ست منها وإهداء ثمانٍ وموت واحدة وضياع أخرى والمتبقية أربع فقط وحيث تربطني علاقة قربى وزمالة وحب مشترك للإبل مع الشاعر الكويتي المعروف غالي الذايدي مؤسس نادي الهجن في دولة الكويت ورئيس تحرير مجلة القلم والذي يملك قطيعاً من الإبل يقارب المائة ودائماً ما أحل ضيفاً عليه في أثناء زياراتي لدولة الكويت وقبل أيام كانت بيننا مكالمة هاتفية بمناسبة عيد رمضان المبارك فاخبرني بأن إبله دخلت للرعي في صحراء حفر الباطن السعودية وأخبرته بأن البقية الباقية من ابلي هي أربعة فقط فرحب (أبو حبيب) كعادته باستضافتي لمدة ثلاثة أيام فقط واستضافة بقية ابلي بصورة مستمرة وكذلك عندما علم مالك الإبل المعروف ووريث الكرم والنخوة سلطان بن قيران العنزي بهذا الموضوع عاتبني على عدم إخباره به وأبدى استعداده لحفظها مع ابله (الصفر) أو (المغاتير) وهذا ما جعلني أطمئن إلى أنني سوف أتخلص قريباً من هذه الأعباء والتكاليف سواء تم إيداع نياقي الأربع مع غالي الذايدي أو مع سلطان بن قيران وأن أتفرغ إلى هواية التأليف وقبلها هواية المتاعب (الصحافة) والركض وراء غرامها المشوق. والى اللقاء...
|