من أبرز عوامل استمرارية النجاح والتفوق في الشأن الرياضي الكروي هو وجود التخطيط الجيد المدروس المبني على أسس واقعية ودلالات مكشوفة ورؤى مستقبلية، بالاضافة إلى وجود آليات التنفيذ من عناصر مادية وخبرات إدارية وفنية متميزة، مع المتابعة الدؤوبة لكافة المستجدات الطارئة كدخول منافسين أو فشل مسار ما داخل حيز التخطيط.
- لو أخذنا حالة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لتطبيق ما ورد أعلاه لوجدنا أن النتائج والانجازات السعودية المتلاحقة، وعدم غياب الاخضر عن ساحة الانجازات خلال العشرين عاماً الماضية، دليلٌ واضحٌ على ان هناك عملا دؤوبا واهتماما متميزا ودعما مستمرا كان عاملاً رئيسياً في تلك الانجازات.
- لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هو: كيف سيكون (التخطيط) للمرحلة القادمة للمنتخب بعد ثورة التطور الفني الواضح التي اجتاحت المنتخبات الخليجية مثل قطر والبحرين وعمان، والمنتخبات العربية مثل العراق والاردن؟!! وهل كان درس النهائيات الآسيوية السابقة كافياً لدق ناقوس الخطر وايضاح حاجة الاخضر لصياغة استراتيجية مختلفة عن السابق؟!
- من ناحية التخطيط الإداري فإن المنتخب السعودي يحظى بتخطيط متميز ومرموق من لدن سمو الأمير سلطان بن فهد ونائبه سمو الأمير نواف بن فيصل.. فالامكانات متوافرة والاهتمام موجود والرعاية على مدار الساعة.
- لكنّ - وهذه وجهة نظر شخصية - ثمة خللاً فنياً واضحاً يتقاطع مع روعة التخطيط الإداري ويعترض وبقوة اجندته المرسومة ويعيق تقدم خطواته المطبقة!
- الخلل يكمن في عدم وجود الاستقرار العناصري للمنتخب السعودي.. فالوجوه تتبدل بشكل مفاجئ ومستمر خلال الاستحقاقات المتلاحقة.. ومنذ فترة طويلة والاخضر يعاني من تلك الاشكالية التي تفرز آثاراً سلبية من ناحية الاداء الفني العام داخل الملعب، اضافة إلى التشتت الذهني للاعبين وعدم وجود الثقة داخل أنفسهم.
- عند تحقيق المنتخب السعودي لبطولة العرب وبطولة دورة الخليج السابقتين كان هناك توليفة عناصرية متميزة ثابتة لم تتبدل، وبعد نهاية لبطولة دورة الخليج اختلت موازين القياس الفني للاعبين فبدأ الاخضر مرحلة التجارب وهدم ما بناه سابقاً، والنتيجة كانت مكلفة حيث الإخفاق الآسيوي الاخير والغاء عقد مدرب كانت الخطط مرسومة لبقائه حتى المونديال القادم، واستقالة الكادر الاداري بقيادة الامير تركي بن خالد!!
- لو عدنا إلى الوراء واستعرضنا الانجازات التي حققها الاخضر لشاهدنا انها تحققت بوجود عناصر فنية ثابتة يصيبها التغيير لاسباب طفيفة كالاصابات والايقافات!!
- يجب أن نخلق جيلاً سعودياً ثابتاً كسائر أجيال الكرة في العالم ممن ينشد النجاح والتميز.
- بدون ذلك لا أعتقد أن ثمة بوادر تشير إلى نجاح التقاء التميز الاداري مع التخطيط الفني!!
- الثبات العناصري لا يلغي مبدأ التنافس؛ لأنه مبني على أسس فنية للاعب الاساسي.
- الشيء الذي يعطي الثقة والاطمئنان لدى المتابع الرياضي السعودي هو وجود قامة إدارية مرموقة متمثلة بالأمير سلطان بن فهد على رأس الهرم الرياضي.
- كل الأماني للأخضر بمواصلة الإنجازات وتحقيق الطموحات.
مهمة صعبة
قرار إسناد مهمة القيادة للمدرب الارجنتيني كالديرون خلال منافسات دورة الخليج قرار يجب احترامه حتى لو كان يخالف الرأي الشخصي لأي متابع رياضي، على اعتبار ان كالديرون حديث عهد باللاعبين ولا يمكن الحكم على عمله سواء بالسلب او الايجاب خلال دورة الخليج.. وكنت اتمنى ان يكون الجوهر مدرباً للاخضر لابعاد الضغوط الاعلامية والفنية عن كالديرون الذي سيكون المسؤول الأول عن كل ما يخص مستوى الاخضر بعد قبوله الاشراف على المنتخب رغم ضيق الوقت.
تصويبات
* أقل مكافأة كانت تنتظر حارس مرمى الاتحاد حسين الصادق هي عودته للأخضر من جديد بعد تطور مستواه وبروزه خلال الفترة السابقة!!
* ( فتش عن الدوري؟!) سؤال مهم إجابةً لتطور وتميز أي منتخب في العالم!!
* مدرب منتخب المانيا (كلينسمان) قرر ان يضم اخصائي الطب النفسي هيرمان لمساعدة لاعبيه للتخلص من الضغوط اثناء المنافسات، وهي بلا شك خطوة موفقة يحتاجها أي لاعب ونتائجها ستكون رائعة.
قبل الطبع
وحدها الثقة تتجزأ
|