* الرس - أحمد الغفيلي:
* ما إن تُوّج الاتحاد آسيوياً وفُتح المجال لتواجد ممثل ثالث للكرة السعودية في النسخة القادمة، إلا وارتفع صوت النصراويين ملوحين بأحقيتهم بالمقعد الجديد وجدارتهم بالاجتياز، مرددين مبررات موسمية ظاهرها مصلحة عامة ستعود على الكرة السعودية بالفائدة اذا ما تم منحهم فرصة التمثيل الخارجي، فيما يكتنف باطنها محاولة الخروج بالأصفر إلى دائرة اهتمام إعلامي وجماهيري فقده النصر بحكم غيابه لثمانية مواسم عن نيل الألقاب محلياً، واختفاء ظهوره خارجياً في المواسم الأربعة الماضية.
* ورغم صراحة ووضوح لوائح الاتحاد الآسيوي والتي تنص على رفض أي اجتهادات للاتحادات المحلية، وترفض اعتماد أي مرشح إن لم يُنهِ موسمه الأخير كبطل أو على أقل تقدير وصيف، وهو ما لم يتحقق للنصر بحكم حلوله سادساً في قائمة ترتيب كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، واكتفائه بالوصول للدور نصف النهائي لكأس ولي العهد، وهي الوضعية التي حاول من خلالها النصراويون تأكيد أحقيتهم بالبطاقة الخارجية الآسيوية بزعمهم أنهم ثالث كأس ولي العهد وهو مركز يتطلب الحصول عليه رسمياً خوض لقاء يجمعهم بالهلال (الضلع الرابع) في دور نصف النهائي لعدم تمكنه التأهل للنهائي كحال النصر، وبالتالي مغادرتهما المسابقة دون تحديد هوية صاحبي المركزين الثالث والرابع كسائر البطولات التي تنظم بطريقة خروج الخاسر من مرة واحدة.. برغم ذلك عاد النصراويون مجدداً لتفعيل مطالبتهم بالمشاركة آسيوياً وبذل جُلّ طاقتهم للتصدي لأي طرح يبرر أحقية الأهلي وصيف الكأس وثالث الدوري، والذي إن تعثر اختياره بقناعة مسؤوليه، فالهلال والاتفاق رابع وخامس الدوري، وبطل ووصيف كأس الأمير فيصل بن فهد خياران متاحان كبديلان للأهلي.. إلا أن الاتحاد الآسيوي لن يقبل باختيارهما وفق شروطه المعقدة مؤخراً.
* ولعل ما يثير الغرابة ليس رغبة النصراويين وتلهفهم للمشاركة بحد ذاتها، وإنما ما يتخللها من تذمر وتظلم وادعاء بأن الاتحاد السعودي لكرة القدم عبر لجانه المختصة بالاختيار يتعمد إبعاد النصر ويفرض حوله حصارا وتحجبا أمام أحقية المشاركة، ويسلبه حقه المشروع ويسعى جاهدا لخلق مبررات ومنافذ لمنعه من التمثيل الخارجي ويبقيه بعيداً عن نيل ما يستحقه.. وكأنه أحد أبطال الموسم والفريق الذي لم تغادر أقدامه منصات التتويج محلياً لمواسم ثمانية ماضية؛ لكون آخر ألقابه التي نالها كأس الاتحاد السعودي بمسماه القديم مطلع موسم 1418هـ، وهي المسابقة التي لم يكن لأبطالها حق المطالبة بالمشاركة خارجياً قبل ان يتم مكافأة بطلها قبل موسمين لخوض غمار البطولة الخليجية.. إلا إذا كان النصراويون بنوا مطالبهم على أثر رجعي.. فالأندية الأخرى لها نفس الحق.
* كما أن اتهام الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلا بالأمانة العامة، وتحميلها مسؤولية عدم مرافقة النصر لأبطال الموسم الماضي، يتنافى مع مواقف إيجابية ومبادرات وجهود بذلها الاتحاد السعودي ساهمت في مواسم ماضية في إيجاد مكانة للنصر في الكثير من البطولات الخارجية.
فلا يمكن أن يتم تجاهل ونكران وإغفال حرص الاتحاد السعودي على استغلال أية فرصة لاستثمارها سواء للنصر أو لغيره من الأندية متى كانت الأنظمة واللوائح لا تقف عقبة وتحول دون الترشيح.
* فالنصر شارك في البطولة العربية أبطال الكؤوس عام 2000م بجانب الهلال الممثل والمستضيف بعد أن تم رفع عدد الأندية في البطولة بمقترح من الاتحاد السعودي، وقبول وعدم ممانعة، وتأكيد بتحمل نفقات وإعاشة وإسكان الفريقين الإضافيين من قبل المنظم (الهلال) وهو ما أوجد للنصر مكانا لمشاركة الهلال.
وبالمثل دعم الاتحاد السعودي وبقوة مطلب النصراويين لاستضافة البطولة العربية أبطال الدوري عام 1996م، وبعد ان تعذر إيجاد مستضيف لها ومشاركة الهلال كبطل وممثل للكرة السعودية.. ومن الإنصاف وكواجب لرد الجميل ان يتذكر النصراويون ما بذله الاتحاد السعودي لكرة القدم من جهد وتحرك وتفاعل لم يسبق له مثيل كان سبباً مباشراً في إقناع المملثين العرب في الاتحاد القاري للتصويت لصالح ترشيح النصر لمونديال أندية العالم والذي تم بعد ان لجأ الاتحاد الآسيوي للأخذ بأغلبية الآراء الداعمة لاختيار النصر بطل سوبر آسيا 98م بعد حيرة وجدل ومفاضلة مع بطل سوبر 99م جابيليو الياباني.
* أخيراً على النصراويين العمل بجدية وتركيز جهودهم لعودة الأصفر لمنصات التتويج التي نال نصيبه منها حينما كان النصر أولى الأولويات لدى محبيه وشرفييه، وغادرها بعد ان اهتم صناع القرار النصراوي بالفرق الأخرى، وتفرغوا لمشاركتها حقوقها التي كسبتها بتواصل واستمرارية منجزاتها، وباتوا أكثر جدية في تبني مواقف مضادة لمواقف لا تحتاج لكل هذا التهويل والمبالغة، ونهايتها محسومة وفق لوائح وأنظمة لا تفرق ما بين الأندية صغيرها وكبيرها.
|