مشكلة هذا العصر أن الإنسان يعيش في جزيرة منعزلة.. القدرة على التواصل الحقيقي باتت صعبة..
يندر أن تجد أناساً يشاركونك نفس الاهتمامات.. ونفس الأحلام..
ازداد الشعور في العالم بالوحدة.. ربما لكثرة التطور التكنولوجي.. انتشار التلفزيون والفضائيات والراديو والهواتف والإنترنت ضاعفت العزلة!
ذات مرة كتب عبد الله باجبير عن هؤلاء الذين يعانون من الشعور بالوحدة.. ذكر أن مجلة صدرت في لندن تقدم المساعدة لهؤلاء.. غلافها غريب فهو لا يحمل صورة وإنما اعلانات قصيرة لأشخاص يبحثون عن رفيق..
هناك إعلان لسيدة تقول إنها تحب الحياة وسط الناس، وتحب جمع الأثاث القديم.
وإعلان من رجل يقول: رجل مرّ بظروف قاسية أفقدته الثقة في الآخرين يعيش وحيداً.. يملك مزرعة ولديه رصيد في البنك.. يريد التواصل مع الآخرين.
ومحرر المجلة أشار على غلاف العدد إلى أن المجلة هي همزة وصل بين الذين يعيشون في عزلة.. الذين يعانون من الوحدة.. إنها مجلة اتصالات شخصية.
المقال الرئيسي في المجلة بعنوان (وحدك) يتحدث عن الوحدة وكيف أنها تقتل الإنسان بعد أن تصيبه بالكآبة والانفراد والإحباط.. ويدعو المحرر لاستئناف الحياة وإعادة الصلة بالآخرين.. وهناك حوار مع رجل يدير مركزاً لتدريب هؤلاء الذين يحتاجون إلى المساعدة لمعاودة حياتهم مع الناس.
وهناك باب للمشاكل يتولى الردّ فيه على مشاكل القراء عدد من الإخصائيين النفسيين وأساتذة الاجتماع.
والمجلة تقول لمن يعيش وحيداً: إن الوحدة ليست سجناً أبدياً.. وإنه يمكن للشخص الوحيد أن يتعرف على آخرين ويبدأ الحياة.
|