ماذا يحدث حين يلتقي الأصدقاء بعد عشرين عاماً من الفراق..؟
هناك العديد من القصص الشهيرة التي تطرقت لهذا الموضوع وتحولت إلى أعمال فنية.
خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة تتغيَّر أشياء كثيرة.. الهوايات تتغيَّر والحياة الاجتماعية.. وحتى بعض الصفات..!
جهاد الخازن كتب مرة عن هذا اللقاء مع صديق قديم التقاه صدفة في الطريق.. أثناء زيارة سريعة لبلده لبنان وقت الأحداث.
قال: خلال زيارة لبيروت استوقفني زميل من أيام الدراسة.. أقبل علي بلهفة وعانقني وربت بعنف على ظهري حتى بدأت أسعل.
قال الزميل إنه يتابع عملي عن كثب وإنه مسرور أنني نجحت في الحياة مثله.. وتلعثمت وحاولت التخلّص من الموقف بالسؤال عنه إلا أنه لم يتح لي فرصة السؤال، بل أوضح أنه يسر كثيراً عندما يسمع بأن زملاءه السابقين على مقاعد الدراسة استطاعوا أن يحققوا لأنفسهم مثل ما حقق لنفسه..
ومرة أخرى لم أكد أفتح فمي حتى تطوَّع بالقول إنه بائع وإنه لا يمر شهر لا يكسب فيه مبلغاً جيداً، وأكَّد لي أن مثل ذلك العمل لم ينسه أصدقاءه.. وحاولت الفرار إلا أنه كان قد حشرني في زاوية وأخذ يعبث تحبباً بملابسي..
تذكّرت أن بعض زملائي في الصف هاجروا من لبنان.. وبعضهم قتل.. وبينما كنت أحاول الإفلات منه.. وهو لا يزال يحصرني بين كلماته والحائط لم ينقذني غير رصاصة دوّت في الشارع فاستدار الزميل ليتحرَّى الأمر وقفزت أنا مسترجعاً حريتي..!!
|