تريدين أن تعرفي كم اشتقت إليك؟
سأحاول أن أصف يومي بدونك.
أصحو وأفتح الستائر فتبدو الأشجار في الحديقة
متعبة شاحبة تسألني: أينها؟
أحلق في الحمام وأحدق في المرآة، وتتضاعف الشعرات البيض فجأة، وتضحك المرآة بخبث وهي تسألني:
أينها؟
وأقرأ جريدة الصباح وأعثر على خبر طريف
وأبدأ في الحديث معك قبل أن يصفعني
الواقع الوقح بسؤال مباغت: أينها؟
تمر ساعات اليوم بطيئة بطيئة كجمالٍ
تحمل جندلاً وحديداً وتسألني كل ثانية منها: أينها؟
أعود إلى المنزل وأتخيل وأنا في الطريق أن كل العيون في كل الوجوه تحملق فيّ باستغراب وتسألني: أينها؟
ويضمني المنزل الخاوي.
أفتح كتاباً في التاريخ فلا أفهم شيئاً لأن كل حرف يغادر مكانه ويصرخ فيّ: أينها؟
أنصرف إلى المذياع وتنهال الموسيقى طبلاً عجرياً ملحاً يردد: أينها؟ أهرب إلى الرائي فتقفز أمامي الصور والألوان والأصوات في سيمفونية مجنونة مشوشة تعيد وتعيد: أينها؟
أفر إلى السرير. أضع المخدة فوق رأسي.
أطمع أن أراك فيما يرى النائم، ويجيء النوم
بعد جهاد مرير.
لا أكاد أنام حتى يفاجأني حلم غريب غاضب
يسألني كأنني متهم أمام القضاء.. أينها؟
وأفيق.. أنتظر الصباح المرهق
أيتها الغالية! هل بدأت تعرفين كم أشتاق إليك؟
|