نقل لي شاهد عيان الانطباع الإيجابي لزيارة وزير الزراعة د. فهد بالغنيم لمنطقة حائل مؤخرا ونشرت الجزيرة تفاصيلها بعددها الصادر (11751- 11752) ومبعث هذا الانطباع ليس المشاريع التي وعد بها لكن سر الانطباع أن معاليه كسر قاعدة (البروتوكولات) المعتادة لكل مسؤول يزور منطقة ما أن مواطنيها لا يحظون بلقاء مباشر وجها لوجه مع المسؤول الزائر ليبث إليه شكواهم وينقل له معاناتهم ويعرض عليه مطالبهم وزير الزراعة حسبما قرأت وما نقل لي من شهود عيان جعل من لقائه مع مزارعي المنطقة لقاء مكاشفة ومواجهة مع الجميع قائلا:
ما جئت إلا من أجل أن أستمع الى ما عندكم وهذا ما شاهدته بعيني وسمعته بأذني ما فعله وزير الزراعة هو عين الصواب لأن المستهدف من الزيارة هو المواطن بالدرجة الأولى فالالتقاء به واجب وإتاحته الفرصة للاستماع الى ما عنده من هموم وشجون ومعاناة ومشكلات أبلغ من تقارير تعد أو لقاءات تعقد قد يطغى عليها جانب المجاملات قيدها المألوف والدارج.. واقع هذا العصر يحتم على كل مسؤول فتح باب الحوار والنقاش مع من له علاقة بجهازه وأن يتسع صدره لكل ما يقال ويطرح فهؤلاء مواطنون لهم حقوق ومطالب.
ولذا تعد زيارات المسؤولين للمناطق فرصة للتعرف عن انطباع الناس عن أداء وزارته وفرعها بهذه المنطقة إن كان إيجابيا فهذا حسن وإن كان سلبيا فيعمل على تحسينه وتبديله ولا يعتمد كليا على تقارير تجمل بأرقام وأحجام تظهر له عظم الإنجازات التي ليس لها من الواقع نصيب فواقع اليوم ليس كالأمس والغد ليس كسابقه فضرورة المكاشفة والمصارحة بين المواطن و المسؤول أصبح لا غنى عنها ومن حسن الطالع أنني قبل سنة تقريبا عرضت اقتراحا شفويا على مسؤول في حائل بضرورة إتاحة الفرصة للمواطنين للقاء مواجهة مع كل وزير زائر للمنطقة ليتعرف عن قرب لما لديهم من مشكلات ومعاناة ومطالب ورغبات ولكن وزير الزراعة وفقه الله يعد أول وزير يكسر القاعدة المألوفة في حائل فله جزيل الشكر ووافر الامتنان على هذا النهج الصحيح آملين من كل الوزراء أن يحذوا حذوه وينهجوا نهجه استجابة لتوجيهات قادة هذه البلاد حفظهم الله ورعاهم.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
مشرف تربوي بتعليم حائل |