نشرت في جريدة الجزيرة (صفحة عزيزتي الجزيرة) في عددها 11742 بتاريخ 8- 10-1425ه مقالاً بعنوان: (لماذا لا يحب طلابنا مدارسهم؟) ونشرت الجريدة مشكورة بعد ذلك العديد من التعقيبات على هذا المقال، ومنها تعقيب الأستاذ ناصر اليوسف في العدد 11752 بتاريخ 19- 10-1425ه، الذي ختم مقاله ب(فيا ليت كاتبنا العزيز أن يردف مقاله بمقال: لماذا لا يحب معلمونا مدارسهم؟).
ونظراً لأن هذا العنوان لا ينطبق على جميع المعلمين، جعلت عنوان هذا المقال: كيف يحب المعلمون مدارسهم؟ أي ما هي الطرق التي تجعل المعلم يحب مدرسته؟ وأجمل الإجابة عن هذا السؤال في النقاط التالية:
- أن يشعر المعلم أن المدرسة هي المكان الذي يؤدي فيها رسالته التي حمله الله إياها، وهو مسؤول عن هذه الأمانة يوم القيامة، وأن يستشعر أنه إذا أحب هذا المكان - المدرسة - فإنه سيقوم بأداء تلك الأمانة على الوجه الأكمل.
- أن يكون المعلم في مدرسته علاقات طيبة وجميلة مع جميع العاملين فيها من إداريين ومعلمين، وأن يفعل ذلك مع طلابه.
- أن يتجاوز المعلم عن الهفوات والزلات التي قد تحدث من بعض زملائه الإداريين أو المعلمين في المدرسة.
- أن يأتي المعلم إلى المدرسة وقد أفرغ همومه الاجتماعية والأسرية والتجارية وغيرها من الهموم بعيداً عن جو المدرسة التربوي والتعليمي، وأن يفرغ ذهنه لأداء تلك الرسالة.
- أن يشارك المعلم مشاركة فاعلة في برامج وأنشطة المدرسة الصفية واللاصفية، وأن يشارك مع طلابه في تلك البرامج بفاعلية، ولهذه الأهمية فمشاركة المعلم في ماليزيا في النشاط المدرسي إلزامية.
- أن ينظر المعلم إلى طلابه نظرة الأب إلى أبنائه الذين يعيش معهم في بيت واحد - المدرسة - يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ويعمل على إسعادهم.
- أن يعمل مدير المدرسة وبالتعاون مع الإداريين والمعلمين على خلق جوٍ من الألفة والمحبة والتعاون بين المعلمين.
- أن يعمل مدير المدرسة على توزيع حصص الجدول الدراسي بين المعلمين بشكل يعمل على راحتهم وتقليل خروجهم أثناء حصصهم الدراسية.
- أن يتوافر في المدرسة الأماكن التي تتناسب مع المستوى العلمي والاجتماعي للمعلمين، فمثلاً: أن تكون مكاتب المعلمين وغرفهم على مستوى عالٍ من التجهيزات والتأثيث وتوافر الأدوات اللازمة، وأن يكون للمعلمين مكان خاص لقضاء وقت الفراغ - غير المكاتب الإدارية وغرف المعلمين -، وأن يكون هناك كذلك مكان ومجال لممارسة بعض الهوايات المحببة للمعلمين داخل المدرسة.
- أن يقوم المسؤولون في وزارة التربية والتعليم ببعث رسائل تشجيعية وتحفيزية إلى المعلمين في مدارسهم ومجتمعهم عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة، يؤكدون فيها على أهمية الرسالة التي يقومون بها ويبرزون الأدوار التي يؤدونها داخل مدارسهم.
- أن يكون للإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم وإدارات التربية والتعليم دور في تحقيق هذه الغاية وهي (حب المعلمين لمدارسهم)، ولا يخفى على الإعلاميين التربويين الآليات المناسبة في كيفية تحقيق هذه الغاية.
- أن يعمل المشرفون التربويون في إدارة التربية والتعليم قدر المستطاع على راحة المعلمين وتوفير جميع متطلباتهم ومعالجة جميع مشكلاتهم الإدارية والفنية وغيرها.
- أن تحرص الإدارة المدرسية في إدارات التربية والتعليم على توافر الصفات الإنسانية مع الإدارية عند اختيار مديري المدارس ووكلائها.
- أن تقوم وزارة الثقافة والإعلام عن طريق وسائل الإعلام المختلفة بنشر الدور التربوي والتعليمي الرياديين اللذين يقوم بهما المعلم في المجتمع، وأن تعمل على رفع معنوياته وغرس الثقة فيه وبجهوده.
- أن تقوم الجهات الحكومية المعنية بتحسين الأوضاع الوظيفية للمعلمين، وذلك بتحسين مستوياتهم الوظيفية إلى المستوى الذي يستحقونه، أو تعيينهم عليه بناءً على اللوائح والأنظمة، ففي كوريا الشمالية مثلاً يتلقى المعلمون رواتب أعلى من أي وظيفة أخرى.
- أن تعمل الجهات الحكومية المختلفة على التخفيف من الأعباء الإدارية المطلوبة من المعلمين في تلك الدوائر، وتساعدهم في سرعة إنجاز معاملاتهم حتى يتسنى لهم سرعة العودة إلى مدارسهم، فالمعلم في كوريا الشمالية له نظام تفضيلي للحصول على خدمات مرافق الدولة.
- أن تشارك الجهات الأهلية والتجارية بالتعاون مع المدارس والمعلمين في تهيئة الجو المدرسي الداخلي للمعلمين وتجهيزه بما يحتاج إليه المعلمين تقديراً لجهودهم واعترافاً بدورهم السامي.
- أن تتعاون المكاتب التجارية مع المعلمين في إنجاز مهامهم ومعاملاتهم الخارجية التي يحتاجون إليها وبأسعار مناسبة.
- أن يشجع أولياء أمور الطلاب المعلمين، وذلك من خلال زيارتهم في المدارس والاتصال بهم، والإشادة بجهودهم في المجالس العامة، وبعث خطابات الشكر إليهم، وكذلك من خلال حرص الآباء على أبنائهم ومتابعتهم في تحصيلهم السلوكي والأخلاقي.
- أن يدرك أفراد المجتمع جميعاً الدور الذي يبذله المعلمون في مدارستهم، والتأثيرات الإيجابية التي يحدثونها في سلوكيات طلابهم ومن ثم يعملون على تقديرهم والرفع من معنوياتهم وتشجيعهم على الاستمرار في أداء رسالتهم بدون كلل أو ملل.
حمد بن عبد الله القميزي
مشرف التدريب التربوي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الخرج |