مع مطلع القرن الحادي والعشرين وضع المهتمون بسياسات تعليم الكبار أطراً ومنهجيات لمواجهة التحديات الجمة التي تواجه تنمية القوى البشرية في العالم في جميع مناحي الحياة والتي تبلورت بشكل جلي في المؤتمر العالمي لتقييم منتصف عقد تعليم الكبار (بانكوك 2003) حيث حددت عشرة محاور تقوم بالربط والدمج المباشر بين مفهوم تعليم الكبار من جهة والديمقراطية وثقافة السلام من جهة أخرى وتعزيز تمكين المرأة، عالم العمل المتغير والصحة والبيئة والسكان، الثقافة ووسائل الإعلام، والتكنولوجيا الجديدة والمعلومات.
جاء ذلك في وثيقة حول تقييم منتصف عقد تعليم الكبار.
وذكرت الوثيقة ان مؤتمر تقييم منتصف العقد اعتمد على ركيزة أساسية للتعرف على آفاق الشراكات في قارات العالم الخمس حيث مثلت الشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار الجمعيات الأهلية العربية في هذا المؤتمر الذي ركز على التحديات الداخلية والخارجية لكل منطقة وطرح الفرص المتاحة والممكنة.
وأشار المشاركون من حكومات وجمعيات أهلية إلى الخطر حول أحوال الإنسان في ظل التحديات الخطيرة التي تحاصره من فقر وجهل ومرض لحوالي 880 مليون إنسان بالغ بالإضافة إلى 120 مليون طفل خارج منظومة التعليم الأساسي في العالم من جهة ومن جهة أخرى طرحت تساؤلات حول معطيات وآفاق الأنظمة الوطنية لمساندة الأميين في خلق حياة أفضل ومدى تحقيق مفهوم الشراكة بين المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية وبين القطاع الحكومي وغير الحكومي في تخطيط وتنفيذ ومتابعة سياسات واستراتيجيات تعليم الكبار.
ويقدم تعليم الكبار مفهوماً جديداً لدوره ووظيفته ومسؤولياته في بناء مجتمعات متعلمة قادرة على مكافحة الفقر والعنف والمرض وتلوث البيئة والعصبيات القبلية وقدرته على دعم مفاهيم السلام والديمقراطية في إطار منظومة مجتمعية عالمية معنية بحقوق الإنسان وإعلان القوانين والمواثيق الدولية ومفاهيم العدل والمساواة. وتتوقف قدرة المجتمعات على تدعيم هذا المفهوم في إطار إطلاق آلية مبتكرة للتعلم مدى الحياة تكون فيها المسؤولية جماعية يشارك فيها جميع المؤسسات والمنظومات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات الأمم المتحدة. وقد شاركت الشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار في مؤتمر (تقييم منتصف عقد تعليم الكبار) بانكوك 2003 بإصدار التقرير العربي للمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني الذي ركز على تطوير أوضاع تعليم الكبار في الوطن العربي من خلال تضمين مفهوم التنمية البشرية المتكاملة، تطوير التعليم الأساسي، ودراسة مدى تحقق مفهوم الشراكة داخل المجتمعات العربية مع الأجهزة والمؤسسات الحكومية.
وقد قامت الشبكة بعرض التقرير العربي على المستوى العربي قبل عرضه بالمؤتمر العالمي ببانكوك حيث عرض التقرير في نقابة الصحافيين بالقاهرة في توقيت متزامن مع عرضه في 30 عاصمة عربية عبر الجمعيات الأهلية العربية أعضاء الشبكة في تلك البلدان.
وقد تناول برنامج إصدار التقرير العربي للمنظمات غير الحكومية تنظيم ورشتي عمل الأولى ورشة عمل استطلاعية بعنوان تعميم آليات المستقبل بالقاهرة شاركت فيها ثلاثون منظمة غير حكومية مصرية، والثانية ورشة عمل عربية بعنوان الهوية والعولمة وحقوق الإنسان في برامج تعليم الكبار بالقاهرة شارك فيها 25 مشاركاً منهم 11 منسقاً لجمعيات أهلية عربية تمثل 11 دولة عربية وكان الهدف الرئيس من انعقاد ورشتي العمل ان تشكل مخرجات هاتين الورشتين أحد المصادر الأساسية بكتابة تقرير عربي صادر من المنظمات غير الحكومات ومنظمات المجتمع المدني العاملة والمهتمة بقضايا تعليم الكبار لمجالاته المختلفة بخاصة مجال محو الأمية في إطار تقييم منتصف عقد محو الأمية وتعليم الكبار وتقديمه إلى المؤتمر العالمي لتقييم العقد وعلى الله الاتكال.
|