Thursday 9th December,200411760العددالخميس 27 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

تساؤلات حول الدعاية الانتخابية تساؤلات حول الدعاية الانتخابية
علي التمني/أبها

ونحن على أبواب أول انتخابات بلدية في بلادنا السعودية أسأل الله تعالى أن يجعلها إضافة لخدمة ديننا ثم بلادنا على الوجه الذي يرضيه ويحقق للبلاد ما تصبو إليه من تقدم ونمو وسؤدد.
وبهذه المناسبة فإن كثيراً من الأفكار المتعلقة بهذا الحدث الجديد تتداعى وتفرض نفسها على كل مهتم بالشأن العام، ومن تلك الأفكار ما طرأ على ذهني وأنا أتأمل المشهد القائم الآن حيث تدور الأحاديث حول الانتخابات البلدية، وحيث وجد الإعلام فيها مادة دسمة للنقاش والحوار من زوايا عديدة، أقول: من تلك الأفكار التي طرأت على ذهني مسألة الدعاية الانتخابية وما إذا كانت مجدية ونافعة ومفيدة لهذه الانتخابات أم لا ؟
وبادئ ذي بدء دعونا نتفق أن هذه الانتخابات - وكل الانتخابات - ليست غاية في ذاتها، بل هي وسيلة إلى نفع المواطنين وغيرهم، وإلى نفع البلاد على كل صعيد، فإذا اتفقنا على هذه المسألة أمكننا أن ننظر الى واحدة من وسائل هذه الانتخابات وآلياتها، ألا وهي: الدعاية الانتخابية - وبعضهم يسميها (الدعاوة) اشتقاقا من الفعل يدعو، الذي هو فعل واوي وليس يائيا - .. والدعاية الانتخابية من أهم الخطوات التي تسبق الانتخابات، حيث يقدم المرشح نفسه للناخب من كافة النواحي وخاصة من جانب برنامجه الانتخابي وماذا سيقوم به في حال فوزه، وفوزه لن يتحقق إلا باقتناع الناخبين ببرنامجه الانتخابي، فالناخب في النهاية هو الذي يوصل المرشح الى الفوز بإذن الله تعالى، ولذا فالمرشحون يهتمون بشكل كبير جداً بالناخب وبما يريده ويسعى إليه، ولذا كان كثير من المرشحين يحرص على تقديم برنامج يدغدغ مشاعر الناخبين، وليس ضروريا بعد الفوز أن يلتزم بما وعد به، أو حتى ببرنامجه الانتخابي برمته، فقد تكون لديه أمور أخرى يراها أهم من برنامجه الانتخابي الدعائي، فما دام قد حقق الفوز وضمن المقعد فليس في وارده بعد ذلك مطالب الناس وتحقيق حاجاتهم.
إن الدعاية الانتخابية في تقديري ستكون عبئا على الانتخابات من نواح كثيرة يمكن أن أجملها فيما يلي:
أولا : المرشح القادر ماليا سيكون الأكثر والأعمق والأوسع دعاية، فهو يملك المال، والمال هو عصب الدعاية الانتخابية، والذي يملك يستطيع أن يحشد الدعاية الكافية بل وفوق الكافية، ويستطيع بالتالي أن يجذب الناخبين إليه، وهو في النهاية الأكثر حظاً في الفوز وحتى دون أن يملك المؤهلات الحقيقية للفوز، وهذه هي المعضلة.
ثانيا : المرشح الذي لا يملك المال ولكنه يملك الطموح والجد والخبرة والعلم والاخلاص والرغبة ولكنه لا يملك المال سيخسر هذا السباق حتما، إلا إذا شاء الله تعالى أمراً آخر، ولكن من البدهي أن لكل شيء سبباً، ومن أسباب النجاح الانتخابي الحاسمة مسألة الدعاية، وصاحبنا يملك مقومات المرشح الناجح لكنه لا يملك القدرة على المنافسة الدعائية.
ثالثا: من شأن الدعاية الانتخابية ان تصنع من الضعيف قويا ومن الجاهل عالما ومن قليل الخبرة أو عديمها عبقريا بكل معاني الكلمة، وهذا يعني أن الدعاية ستحدد من سيصل الى نهاية السباق ومن سيدخل المجالس البلدية، وليس الكفاءة والاقتدار والاخلاص، وهذا في الغالب، ولا يعني الأمر أنه لن يصل إلا هؤلاء، فقد يصل الذي لا يملك القدرة على المنافسة الدعائية ولكن سيكون ذلك نادراً جداً.
ولذا فإنني أقترح ما يلي لتفادي ظهور مجالس بلدية غير معبرة عن الواقع وغير قادرة على القيام بدورها المنوط بها:
1- تحديد سقف أعلى للدعاية الانتخابية لا يتجاوزه المرشح، وأعني بالسقف الأعلى هنا المساحة المحددة له انتخابيا في الصحافة أو الإعلام المرئي أو غيرهما.
2- أن تقدم لجان الانتخابات مساعدة لكل مرشح تدفع مباشرة للوسيلة الاعلامية.
3- أن تكون الدعاية (الدعاوة) الانتخابية واقعية وان تفرض شروط للدعاية الانتخابية بحيث يلتزم بها جميع المرشحين، وفي مقدمتها شرط التقوى والالتزام بالصدق والنزاهة في مفردات وصور الدعاية.
.. هذه بعض الأفكار والرؤى حول مسألة الدعاية الانتخابية وكيف ينبغي أن تكون من وجهة نظر خاصة، والله تعالى ولي التوفيق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved