ميزانية الخير

مؤشرات انحياز الدولة الكامل للمواطن استمرت في توهجها الساطع مجدداً من خلال ميزانية الدولة للسنة المالية 1425 - 1426هـ والأرقام المصحوبة بالتفاصيل التي وردت في خطاب خادم الحرمين الشريفين أمس أمام مجلس الوزراء الموقر أكدت مجدداً أن هذا المواطن هو الغاية القصوى لكل ما يبذل من إنجاز وهو المطمح المهم ليكون قادراً على أداء دوره المأمول في نماء الوطن ورفاهيته.
ولعل أول مؤشرات اهتمام الدولة بتوظيف كل مواردها المتاحة لصالح المواطن بل والارتقاء بتلك الموارد لتكون في خدمة التنمية ما ظهر من ازدياد كبير في تلك الميزانية مقارنة بسابقتها في العام الماضي، فالأرقام المعلنة تشير إلى زيادة حجم الميزانية بمقدار خمسين مليار ريال ليتزامن ذلك مع بداية خطة التنمية الثامنة، ولتفتح المزيد من الآفاق الرحبة أمام مستقبل أكثر إشراقاً للوطن وأبنائه.
لكن المؤشرات لا تنحصر فيما سبق، فكل بنود الميزانية كانت تحمل ترسيخاً للاهتمام المستمر بكافة الفئات التي يضمها الوطن العزيز، خصوصاً في مجال التنمية المتوازنة لكل المناطق، وزيادة المشاريع التي بلغت ضعف ما اعتمد بميزانية السنة المالية الماضية مع أن مشاريع العام الماضي - كما ورد في الخطاب الملكي - كانت حافلة بالمشاريع التنموية والخدمية.
أما إعداد المواطن وتهيئته ليكون وسيلة النماء الفاعلة مستقبلاً فقد ظهرت بعض مؤشراته في ما اعتمد للانفاق على التعليم العام والتعليم العالي والتدريب التقني والفني والمهني، إذ تم اعتماد ما نسبته خمسة وعشرون بالمائة من اعتمادات الميزانية العامة للدولة لتصب في هذا الاتجاه.
وبمثلما جرت عليه العادة كان الاهتمام بصحة المواطن ركناً أساسياً من أركان الميزانية إذ تضمنت البنود مشاريع جديدة في مجال مراكز الرعاية الصحية الأولية تصل إلى 420 مركزاً بمختلف مناطق المملكة بزيادة تبلغ حوالي ثلاثة أضعاف ما اعتمد لها بميزانية السنة المالية الماضية، وتضمنت كذلك إنشاء 23 مستشفى جديداً، وتأثيث وتجهيز وتوسعة وتحديث وتطوير المرافق الصحية القائمة.
كل هذا تضمنته الميزانية.. فضلاً عن الاعتمادات الجديدة السخية التي تفضل بتوضيحها معالي وزير الثقافة والإعلام لتطوير الخدمات البلدية ودعم القطاع الزراعي وتطوير تقنية المعلومات في القطاع الحكومي وتنفيذ شبكات الطرق، وتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي وغيرها من خدمات أخرى.
إنها ميزانية الخير لوطن العطاء والخير.. أدام الله على الوطن والمواطن نعمة الرخاء وحفظ لنا قيادتنا الرشيدة لتؤدي دورها في قيادة الركب السائر دوماً نحو مدارج المجد والعلياء.