في التقرير الصادر عن منظمة اليونيسكو لعام (2003) حول قضية التعليم للجميع، طرح البحث الكثير من الأرقام التي كانت تشير الى أن النساء في العالم ما برحن يعانين من الكثير من الفروقات والتمييز العنصري الراجع إلى النوع.
فثلثا أميي العالم هم من النساء، فيوجد في العالم (860) مليون امرأة أمية!! وهذا الرقم المرعب الذي وجد على الرغم من الميثاق العالمي الذي يتضمن القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة والذي صدق عليه حوالي (173) دولة في العالم، إضافة إلى أنه في بعض البلدان التي يحظى فيها الصبيان والبنات بفرص متساوية للذهاب إلى المدرسة، لكن الإناث عموماً يتعلمن عبر طرق تعليم مقولبة ومناهج تفترض التفوق المسبق للذكور على الإناث.
من ناحية أخرى أشار هذا التقرير الى أن النساء المتعلمات يؤخرن سن الزواج ويسعين لإحداث تغييرات في أدوارهن التقليدية ومن أبرز التغييرات هو الاستقلالية الاقتصادية التي تصحبها استقلالية في القرار من حيث إسهامها في دخل الأسرة ورفع المستوى الاقتصادي لها.
والنقطة الغريبة التي أشار لها التقرير أن التمييز ضد النساء هو أمر مألوف في المناهج المدرسية في جميع دول العالم، حتى دول شمال أوروبا تلك الدول التي أحرزت فيها النساء تقدماً ملموساً في الفاعلية الاقتصادية وسوق العمل.
أما الشيء الطريف الذي يشير له التقرير هو أن أداء الفتيات أفضل من أداء الصبيان في أي إطار مؤسساتي وثقافي واجتماعي ولكن الفتيات غير قادرات على تحويل تفوقهن الأكاديمي على الأولاد على مساواة أكبر في أوساط الحياة.
وانتهى التقرير إلى أن التغيير الاجتماعي البطيء في العديد من الدول لا يمكن تجاوزه إلا عبر مبادرات تساعدهن على تحديد حاجاتهن في الجانب (الصحي - البيئي - والتعليم - واستقلال القرار).
على الرغم من أن التقارير الصادرة عن المنظمات العالمية البارزة ومن أهمها اليونيسكو، تعتبر المؤشر الأول الذي يتحكم في الكثير من القرارات على المستوى الدولي، ولكن أيضا لا نستطيع أن ننكر أن هناك قضية التعميم التي يلجأ لها هذا النوع من التقرير بحيث تصر على توسل الشكل النمطي التقليدي لتقسيم جغرافية العالم من حيث دول صناعية متقدمة تقود العالم ودول نامية تصارع وتحاول بغرض اللحاق بالنموذج الأمثل الذي يقدمه النموذج الغربي، وأخيراً تقع في نهاية القائمة الدول المتخلفة، حيث هي مصدر للحروب والمجاعات والعنف وكل ما هو ضد الإنسانية ولكن هذا أيضا لا يمنع الوقوف أمام الكثير من البنود التي وردت في التقرير حول وضع المرأة في العالم ومراجعته... والتأسي عليه.
|