* الأمم المتحدة - أ.ش.أ:
انتقد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الميل السائد إلى ربط الإرهاب والعنف بالإسلام، مؤكّداً ضرورة ألا يحكم على الإسلام من خلال أعمال من وصفهم بالمتطرفين الذين يستهدفون ويقتلون المدنيين عن قصد، وفي خطاب ألقاه يوم الثلاثاء في افتتاح حلقة دراسية بعنوان (مواجهة الخوف من الإسلام تعليم التسامح والتفهم).
قال عنان إن الفئة القليلة تسيء إلى سمعة السواد الأعظم وهذا إجحاف، وينبغى أن يدين جميعنا أولئك الذين ينفذون مثل هذه الأعمال البغيضة أخلاقياً والتى لا يمكن أن تبررها أي قضية.
ونبَّه الأمين العام إلى محاولات تشويه المعتقدات الإسلامية ونزعها من سياقها ومن بينها ادعاء البعض بأن الإسلام على نقيض الديمقراطية وأنه يرفض الحداثة وحقوق المرأة، وأخذ على بعض الدوائر السماح بالإساءة إلى المسلمين بدون استهجان مما أعطى الانطباع بأن التحيّز ضد الإسلام مقبول.
وأشار عنان إلى تعبير أو مصطلح الرهاب أو الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا) بقوله عندما تستحدث كلمة جديدة في اللغة تكون في العادة نتيجة تقدم علمي أو بدعة وعندما يضطر العالم إلى نحت مصطلح جديد لوصف تعصب واسع النطاق على نحو متزايد يعتبر هذا التطور مؤسفاً ومثيراً للانزعاج وينطلبق ذلك على مصطلح الخوف من الإسلام.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إن تعبير أو مصطلح إرهاب أو الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا) هذه الكلمة، فيما يبدو ظهرت في أواخر ثمانينات وأوائل تسعينات القرن الماضي ولكن الظاهرة تعود إلى قرون سابقة.. واليوم ترك وزن التاريخ وأثار التطورات الأخيرة عدداً كبيراً من المسلمين فيما حول العالم يشعرون بالغبن وعدم فهمهم والقلق إزاء تأكل حقوقهم وحتى خوفهم بالنسبة لسلامتهم البدنية.
وأكد عنان بصفة خاصة على الحاجة إلى نبذ القولبة التي تجذرت في عقول الكثيرين وفي وسائل الإعلام العديدة، ولاحظ أن الإسلام ينظر إليه في الغالب على أنه عقيدة أحادية بينما هو عقيدة متنوّعة مثل أي دين آخر له أتباع يختلفون من المحدثين إلى التقليديين وبعض المعلقين يتحدثون كما لو كان عالم الإسلام مطابقاً تقريباً للعالم العربي، بينما أغلبية المسلمين ليسوا من المتحدثين بالعربية.
وأشار إلى أنه توجد أكثر البلدان الإسلامية كثافة بالسكان في آسيا غير العربية (من إندونيسيا إلى جنوب شرقي) وجنوب آسيا إلى آسيا الوسطى (إيران وتركيا) وهما بطبيعة الحال في آسيا وأوروبا (تركيا) كما توجد بلدان غالبية سكانها من المسلمين في إفريقيا شبه الصحراوية.
وتناول الأمين مختلف ظواهر القولبة ومن بينها اعتبار المسلمين مناهضين وكارهين للغرب بينما يكذب الواقع والتاريخ ذلك، وأكد أن الحضارة الأوروبية لو لم يستفد العلماء المسيحيون من دراسة أدب الإسلام في العصور الوسطى وما بعدها لما كانت قد بلغت هذا الحد من التقدم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه لا يمكن الفصل بين ما يحدث في العالم الإسلامي والتطورات السياسية، فتجربة المسلمين التاريخية تشمل الاستعمار الذي شمل أنحاء عديدة من العالم الإسلامي وهناك سيطرة الغرب إما بطريق مباشر وإما غير مباشر، وهناك الشعور بالاستياء الذي تغذيه الصراعات التي لم تحل في الشرق الأوسط والوضع في الشيشان والفظائع التي ارتكبت ضد المسلمين في يوغوسلافيا السابقة ورد الفعل هذه الأحداث يمكن أن يكون عميقاً مما يعطى إحساساً شخصياً تقريباً بالامتهان.
وقال لا ينبغي أن نستخف بالاستياء والإحساس بالظلم الذي يشعر به أعضاء إحدى ديانات وثقافات وحضارات العالم العظيمة.
|