* فلسطين المحتلة-بلال أبودقة:
يبدو أن إسرائيل غير معنية حقاً بالسلام، فعلى المستوى السياسي ترد تل أبيب اليد السورية الممدودة لها، وعلى الأرض توسع المستوطنات في هضبة الجولان السوري المحتل منذ عام 1967م، وعلى ما يبدو أنها خطوة معاكسة للرد على المبادرة السورية لاستئناف مفاوضات السلام..
مصادر إسرائيلية مسؤولة، قالت: إن المجلس الإقليمي للمستوطنات اليهودية قرّر توسيع ثماني مستوطنات في المرتفعات السورية المحتلة خلال العام المقبل (2005)، وذلك لاستيعاب موجة الاستيطان الجديدة، التي يروّج لها مجلس المستوطنين، ضمن حملة (انضمّ إلى الحلم)!!، التي بدأت قبل ثلاث سنوات، والتي تشهد حملة دعاية مركّزة، بدأت منذ السابع عشر من تشرين أول- أكتوبر) الماضي..
وهذه المستوطنات هي (أفيك)، (أودم)، (الحمة)، (أليعاد)، (ألروم)، (ألوني هبشان)، (شاعل)، و(نوف).
وتزعم دولة الاحتلال الإسرائيلي أن توسيع تلك المستوطنات يأتي لتلبية احتياجات الزيادة الطبيعية في عدد سكان المستوطنات القائمة.
ويأتي قرار المجلس الإقليمي للمستوطنات اليهودية هذا، بعد زيادة عدد العائلات المهتمة بالقدوم للاستيطان في الجولان، حيث تمّ تسجيل 1300 اتصال جديد، بعد الحملة الإعلانية الأخيرة، الأمر الذي دعا سكرتارية المجلس إلى زيادة عدد خطوط الهاتف في المكتب، للتمكّن من الردّ على الاتصالات الكثيرة، من قبل عائلاتٍ وأشخاصٍ معنيين بالاستيطان في الجولان..!! وكانت 130 عائلة جديدة اجتمعت يوم الثلاثاء الماضي في مستوطنة (حاد نيس)، ضمن حفل تعارفٍ وتهيئة لاستيعابهم في المستوطنة، التي تتمّ فيها حالياً أعمال التهيئة لـ101 محضر بناءٍ جديد، بيع منها حتى الآن 90 محضراً..
ويهدف هذا الاجتماع إلى تشجيع هذه العائلات، عبر تعارفها وتهيئتها للحياة الجديدة وإطلاعها على مراحل البناء، حيث تمّ خلال الاجتماع عرض مخطّطات المساكن والمرافق العامة والبنى التحتية..
كما تمت مناقشة عقود الاستيطان، بواسطة المحامي الإسرائيلي (كوبي كورين) الذي قَدِم خصيصاً لهذه الغاية.
ويقول مدير المشروع اليهودي (أمير ييغال): من المهمّ جداً في هذه المرحلة حضن المستوطنين وتعريفهم بالمسؤولين الذين سيرافقونهم خلال مرحلة البناء وسيقدّمون لهم كلّ العون..
وفي سياق التعنت الإسرائيلي، تجاه دمشق، ذكرت صحيفة معاريف العبرية في عددها الصادر صباح يوم الأحد الماضي أن اسرائيل منعت مزارعين من قرى عربية في مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967م، مؤخّراً من تصدير التفاح إلى سوريا، رغم أن السلطات السورية أعطت الضوء الأخضر لهذه المبادرة.
وأضافت الصحيفة العبرية أن انخفاضاً ملحوظاً طرأ خلال العام الماضي (2003) على مدخولات المزارعين في مرتفعات الجولان المحتلة من بيع التفاح بسبب حالة الركود في المرافق الاقتصادية في الدولة العبرية وانخفاض أسعار التفاح في السوق المحليّ، مشيرة إلى أن المزارعين من سكان الجولان كانوا يرغبون بتصدير التفاح إلى سوريا عبر المعبر الحدودي في القنيطرة بمساعدة قوات الأمم المتحدة.
من جانبه أكّد مسؤولٌ رفيع المستوى في وزارة الزراعة الإسرائيلية أن المزارعين توجّهوا إلى الوزارة بطلب تصدير التفاح إلى سوريا، موضّحاً أن وزارته أحالت الموضوع إلى الجهات المعنيّة، إلا أنها لم تتلقَّ أيّ ردٍّ على هذه المبادرة..
* إسرائيل ما زالت تعيد بصلف اسطوانة الشروط التي على سوريا تنفيذها قبل بدء المفاوضات..!!
وفي هذا السياق، زعم وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤول موفاز في رده على سؤال حول بدء حوار محتمل مع سوريا أنه عندما تصبح الظروف مواتية سنكون أول من يمد يد السلام نحو سوريا.
وكرر موفاز اسطوانة الشروط التي ترى إسرائيل أنه فرض على سوريا تنفيذها قبل بدء المفاوضات معها، بقوله: إن الجانب السوري يعلم تماما ما عليه القيام به، مثل تفكيك مقار (الإرهاب) في دمشق وسحب القوات السورية من الأراضي اللبنانية وتفكيك حزب الله وحرس الثورة الإيراني ووقف دعم إيران لحزب الله..!!
وأكد موفاز أنه في حال بادرت سوريا إلى تنفيذ الشروط السالف ذكرها فإن ذلك سيكون بمثابة مؤشر حقيقي على جدية نواياها بتحقيق السلام. ولفت موفاز إلى أن الأصوات التي تنبعث من سوريا تختلف بين الحين والآخر..
قال السوريون: أولاً سنذهب للمفاوضات بدون شروط، ثم بعد ذلك بشروط..
وقال موفاز: أي خطوة تتعلق بالحوار السلمي يجب فحصها بتدقيق.. عندما تنظر إلى الصورة كاملة ترى أن إدارة بوش أصدرت تحذيرات واضحة وصريحة من أجل مكافحة (الإرهاب) ووقف الدعم الإيراني الذي يصل إلى منطقة الشرق الأوسط..
هذه الأمور خلقت ضغطاً على السوريين وجعلتهم يتجهون نحو خيار الحوار..!! وكرر موفاز أن إسرائيل تفحص بحرص الواقع الموجود ويجب التحقق من جدية الأصوات السورية المسموعة طيلة الوقت..
يجب وضع كل أمر قيد الاختبار لكن اختبار سوريا في هذا السياق يتعلق بالأفعال، مضيفاً: سيسرني جداً أن يتخذ الجانب السوري الخطوات المناسبة، وفي حال تأكدنا أنه تم ذلك فعلاً في سبيل نوايا حقيقية بإجراء الحوار سيكون قاعدة متينة لبدء المفاوضات.. لم نبلغ هذه المرحلة بعد.
بالمقابل، صرح عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري، لدى وصوله إلى العاصمة القطرية الدوحة، السبت الماضي، أن إسرائيل غير جدية في نواياها المتعلقة بتحقيق السلام، وأن عقد لقاء بين الرئيس السوري ورئيس الحكومة الإسرائيلي غير وارد.
وقال خدام: إن إسرائيل غير معنية حقاً بالسلام وقامت في ضوء ذلك برد اليد السورية الممدودة لها..
وتناول خدام تصريحات مسؤولين إسرائيليين قالوا فيها: إن سوريا معنية بتحقيق السلام كجزء من العلاقات الجماهيرية التي تقيمها..
وعقب على ذلك بقوله: إن قبول سوريا للقرارات الدولية يوضح أنها تريد سلاماً حقيقياً وشاملاً يتم في إطاره إرجاع الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل..
|