شهيد جديد برصاص الاحتلال في غزة
إسرائيل تشكك في جهود فلسطينية ومصرية للتسوية وأبومازن وقريع في بيروت

  * غزة - القدس المحتلة - بيروت - الوكالات:
عمدت إسرائيل الى التشكيك بل رفض تحركات باتجاه التسوية يقوم بها المصريون والفلسطينيون منتقدة محاولات للتوصل الى هدنة تقوم بها السلطة الفلسطينية وحركة حماس داعية السلطة الى الوقوف معها ضد حماس، وواصلت اسرائيل في ذات الوقت حملتها العسكرية العدوانية في قطاع غزة التي بدأت الثلاثاء.
فقد استشهد مواطن فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي ليل الثلاثاء الاربعاء شرق مدينة غزة حيث لا تزال عملية توغل الجيش الاسرائيلي مستمرة منذ صباح الثلاثاء في المنطقة.
وقالت المصادر انه عثر صباح امس على جثة شاب فلسطيني مقتولاً برصاص الجيش الاسرائيلي شرق حي الشجاعية بمدينة غزة.
الى ذلك تواصلت تحركات فلسطينية نشطة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني ولتعزيز التواصل مع انحاء العالم العربي حيث بدأ وفد من القيادة الفلسطينية امس الاربعاء زيارة للبنان الذي كان لفترة طويلة قاعدة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهي الزيارة الاولى على هذا المستوى منذ العام 1983.
والتقى امس الرئيس الجديد لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) ورئيس الوزراء احمد قريع الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء عمر كرامي.
وكان عباس وصف مساء الثلاثاء زيارة الوفد الفلسطيني الى دمشق ب(الناجحة)، مؤكدا (حرص) الرئيس السوري بشار الاسد على دعم القضية الفلسطينية.
وتتمحور المحادثات مع المسؤولين اللبنانيين حول مشاكل الفلسطينيين وعملية السلام في الشرق الاوسط على ما افاد مصدر رسمي.
ومن شأن زيارة القيادة الفلسطينية الموقتة ان تمهد الطريق امام تحسن العلاقات مع لبنان.
و اليوم الخميس يزور وفد القيادة الفلسطينية الموقتة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت وجنوب لبنان لوضع اكاليل من الزهر على ارواح (الشهداء).
ويشارك اعضاء الوفد ايضا في مخيم الرشيدية قرب صور على بعد نحو عشرين كيلومترا من الحدود مع اسرائيل في حفل تنظمه حركة فتح.
وهذه الزيارة هي الاولى على هذا المستوى في لبنان منذ اخراج ياسر عرفات في العام 1983 من طرابلس (شمال لبنان) بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982.
ولم يعد للقيادة الفلسطينية التي كان مقرها في لبنان على مدى عقدين، اي تمثيل رسمي في بيروت.
واخذت بيروت ودمشق على عرفات إبرامه سلاماً منفرداً مع اسرائيل من خلال التوقيع على اتفاقات اوسلوا (1993).
واغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة اللبنانية خلال الاجتياح الاسرائيلي ولم يسمح له بإعادة فتح ابوابه منذ ذلك الحين.
وينتشر الجيش اللبناني عند مداخلها.
وفيما يتصل بتحركات السلام فقد اعتبر مسؤول كبير في رئاسة مجلس الوزراء الاسرائيلي امس الاربعاء ان عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط الصيف المقبل في واشنطن (ليس مطروحا).
وقال هذا المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس (ان عقد مؤتمر دولي للسلام، أكان في واشنطن او اي مكان آخر، ليس مطروحاً).
ولا يمكن لأي خطة ان تحل مكان (خارطة الطريق) المبادرة الدولية الاخيرة لتسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.
هذا وقد حذر يوسي بيلين زعيم حزب يحد المعارض اليساري العلماني الاسرائيلي امس الاربعاء من ان إبرام اتفاق وقف إطلاق نار بين حركة المقاومة الاسلامية (حماس) والسلطة الفلسطينية زاعما انه سيكون له عواقب سياسية على اسرائيل.
وقال بيلين للاذاعة الاسرائيلية العامة (ان اتفاقا كهذا بين السلطة الفلسطينية وحماس سيعني ايضا ان اسرائيل ستتحمل (نتائجه). لكن ذلك قد يعطي حماس او ارييل شارون (رئيس الوزراء الاسرائيلي) حق الفيتو بشأن اعادة اطلاق عملية السلام).
واضاف (انني لا اعارض ابرام وقف اطلاق نار كهذا لكني اعتقد انه سيكون الافضل لاسرائيل ان تتعاون مع السلطة الفلسطينية ضد حماس).
ومن جانب آخر قلل مسئولون إسرائيليون امس الاربعاء من أهمية تقارير مصرية عن أن إسرائيل توصلت إلى اتفاق من حيث المبدأ مع الفلسطينيين بشأن مقترحات ترمي إلى إنهاء الصراع بين الطرفين.ونسبت الاذاعة الاسرائيلية إلى مسئولين في مكتب رئيس الوزراء ارييل شارون قولهم (لم تحدث تطورات جديدة بشأن وقف لإطلاق النار مع الفلسطينيين).
وقال المسئولون (إسرائيل سترد على الهدوء بالهدوء لكننا سنرد على أي محاولة لشن هجمات).
وكانت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية (أ.ش.أ) قد ذكرت يوم الثلاثاء أن مصر ستدعو إلى مؤتمر دولي للسلام في واشنطن في تموز - يوليو المقبل في إطار مناخ جديد سيفتح الطريق أمام تسوية شاملة في الشرق الاوسط.