* دمشق - الجزيرة - عبد الكريم العفنان:
حملت جولة أبو عباس الإقليمية خطوة جديدة في مجال التأسيس لعلاقات تسعى لإنهاء مرحلة تاريخية كاملة.
وربما تكون زيارة محمود عباس إلى دمشق قد دشنت مرحلة جديدة، لكنها على الأقل ستفتح الباب أمام مرحلة من الحوار في ظل رغبة مشتركة في دفع عمليات السلام.
ووفق مصدر سياسي فلسطيني فإن زيارة أبو مازن إلى دمشق حملت معها كل التوترات التي خلفها رحيل الرئيس الفلسطيني، لذلك فإن المباحثات ستتناول بالدرجة الأولى أرضية عودة المؤسسات الفلسطينية لممارسة مهامها.
وقال المصدر في حديث مع (الجزيرة) إن أبو مازن سعى للاستفادة من الموقف السوري الحالي، وربطه مع الرغبة الأوروبية في استئناف عملية السلام، مبيناً أن المؤشرات الإسرائيلية لا تقدم حتى الآن أي أرضية لتسهيل مهمة التسوية، لكن التعامل العربي بجدية سيشكل عامل ضغط ضد تل أبيب، كما أنه سيدعم موقف المفاوض الفلسطيني.
وركز المصدر على أنه من السابق لأوانه الحديث اليوم عن ترتيبات سورية فلسطينية بهذا الخصوص، لأن هناك الكثير من النقاط التي يجب بحثها وعلى الأخص خارطة الطريق، فدمشق لم تعلن رفضاً رسمياً لها، لكن سياستها توضح أن تملك الكثير من التحفظات على مسار التسوية الفلسطيني الذي انطلق قبل أكثر من عقد ونصف.
واعتبر المصدر أن توقيت زيارة أبو مازن إلى سورية التي تمت في بداية هذا الأسبوع لا يحمل مؤشرات انتخابية، مستبعداً أي تدخل سوري في هذا الخصوص، لكن التوقيت يتزامن مع الآلية السياسية السورية باتجاه السلام، وعلى الأخص الاتصالات السورية - العربية وزيارة نائب الرئيس السوري إلى الدوحة.
وتجمع المصادر الفلسطينية في سورية على أن زيارة محمود عباس لها أهمية خاصة على صعيد الحوار الفلسطيني - الفلسطيني، والدور السوري في هذا الحوار، نظراً للتواجد الفلسطيني الكبير على الساحة السورية.
كما أن دمشق تملك قنوات حوار جيدة مع الفصائل الفلسطينية الرافضة لمجمل التطورات السياسية الحالية، ولذلك فإن سورية ربما لا تلعب دور الوسيط، بل تقدم رؤية حول الوضع الفلسطيني لأبو عباس وذلك وفق مجمل علاقاتها ودورها الإقليمي. وزيارة أبو عباس تحمل إلى الساحة الفلسطينية المتواجدة على سورية أمرين أساسيين:
- الأول: أنها تشعر أبناء المخيمات في سورية بإيقاع ما يحدث داخل فلسطين، وذلك عبر زيارة رسمية لمسؤول من السلطة، وبعد غياب طويل للمسؤولين التاريخيين عن ساحة المخيمات السورية، فاللاجئون في سورية يملكون تشكيلات مدنية لها اتصالات غير مباشرة مع مؤسسات غير رسمية مرتبطة بالقضية الفلسطينية، وزيارة أبو عباس ستدفع مثل هذا العمل بشكل قوي إلى الأمام.
- الثاني: إعادة ربط الوضع الفلسطيني في الشتات مع القضايا الحساسة في الداخل، ويؤكد أبناء المخيمات أن هذا الموضوع كان مرتبطاً بالحدث، ولم يكن هناك قطيعة لكن عودة العلاقات مع القيادات الفلسطينية في السلطة ستعيد الكثير من المسائل إلى واجهة الحدث بالنسبة لأبناء المخيمات. ويشكل الفلسطينيون المقيمون في سورية إحدى النقاط المهمة في مسألة عملية التسوية على المسار الفلسطيني، لأنهم يعتبرون نقط تنسيق أساسية في أي خطوة باتجاه السلام، فاللاجئون في سورية يملكون كافة الحقوق باستثناء حق الانتخاب أو الترشيح لمناصب سياسية، وهم يمنحون وثائق خاصة أو جوازات سفر خاصة بالرعايا الفلسطينيين.
|