* واشنطن - تورنتو - الوكالات:
استشهد جيريمي هينزمان وهو جندي فار من الجيش الأمريكي وطالب لجوء سياسي في كندا، مساء الثلاثاء بجندي من المارينز روى لسلطات الهجرة المكلفة بالنظر في ملف هينزمان كيف أن وحدته قتلت أكثر من ثلاثين مدنياً عراقياً خلال يومين.
وفي شهادته أمام لجنة الهجرة ووضع اللاجئين التي تنظر في طلب حق اللجوء السياسي الذي تقدم به هينزمان البالغ من العمر 26 عاماً متذرعاً بانه فر من الجيش كي لا يقتل أبرياء.
قال السرجنت جيمي ماساي: (أعلم أننا قتلنا مدنيين أبرياء).
وأضاف أن أكثر من ثلاثين قتلوا برصاص رجاله عند نقطة تفتيش في بغداد في ربيع 2003م.
وأوضح أن الجنود في تلك الفترة وخوفاً من وقوع عمليات انتحارية كانوا يطلقون النار على كل سيارة لا تتوقف على الحاجز بعد إشارة من اليد أو إطلاق طلق تحذيري.
وأشار إلى أن أربع سيارات تعرضت هكذا لإطلاق نار غزير ولكن عندما تم تفتيش من كان داخلها لم يكتشف الجنود أي أدلة تثبت أنها كانت تقل غير أبرياء فقراء.
وتذكر أيضا أنه شاهد جنوداً يقتلون أربعة متظاهرين عزل كما قتلوا أكثر في اليوم التالي خلال عملية مراقبة في العاصمة العراقية.
وتساءل جيمي ماساي عندما لا تعلم من هو العدو ماذا تفعل؟ وبعد تعرضه لانهيار عصبي وظهرت عليه أعراض التعب النفسي تم تسريحه من الخدمة العسكرية بعد 12 عاماً من التحاقه بالجيش.
وقال هينزمان الذي كان ينتمي إلى الفرقة 82 المجوقلة وخدم في أفغانستان إنه أدرك بعد تطويعه في العام 2001م إنه غير قادر على قتل إنسان.
وقد سافر إلى كندا مع زوجته ابنه وطلب اللجوء السياسي مؤكداً أنه سيتعرض للمضايقات في حال أعيد إلى الولايات المتحدة.
من جهة أخرى ذكرت وثيقة أن أعضاء في فريق أمريكي للعمليات الخاصة ضربوا سجناء وارتكبوا انتهاكات بحقهم في العراق أمام مسؤولين من هيئة المخابرات التابعة لوزارة الدفاع ثم هددوا المسؤولين حتى لا يقوما بالإبلاغ عما شاهداه. وأعلنت الوثيقة مساء الثلاثاء. وجاء في خطاب من هيئة المخابرات إلى مسؤول بارز في مجال المخابرات بوزارة الدفاع (البنتاجون) أن المسؤولين شاهدا ايضا معتقلين على أجسادهم أثار حروق وكدمات.
ويتضمن الخطاب تفاصيل انتهاكات ارتكبتها القوات الأمريكية في حق السجناء في العراق ولم تكن معروفة من قبل.
وكتب هذا الخطاب بعد شهرين من نشر صور لجنود أمريكيين يسيئون معاملة سجناء في سجن أبو غريب قرب بغداد وبعد خمسة أشهر من أول مرة علم فيها القادة الأمريكيون بأمر الانتهاكات التي كانت ترتكب في أبو غريب.
وأدى الكشف عما حدث في أبو غريب إلى إثارة مشاعر الغضب على في مختلف أنحاء العالم كما قلل من مصداقية الولايات المتحدة حيث تسعى لتحقيق الاستقرار في العراق وسط عمليات مسلحة دموية منذ الغزو الذي وقع العام الماضي.
وورد هذا الكشف الجديد عن ارتكاب انتهاكات في مكان آخر في خطاب أرسله الاميرال لويل جاكوبي مدير هيئة المخابرات بوزارة الدفاع إلى ستيفن كامبون وكيل الوزارة لشؤون المخابرات في 25 يونيو - حزيران.
وكان الخطاب من بين العديد من وثائق الحكومة الأمريكية نشرها اتحاد الحريات المدنية الأمريكي الذي حصل عليها بموجب قانون حرية المعلومات.
وتصف وثائق أخرى انقساما بين وزارة الدفاع ومكتب التحقيقات الاتحادي بشأن استخدام البنتاجون لأساليب قاسية لاستجواب السجناء.
وكتب جاكوبي يقول: إن مسؤولي هيئة المخابرات اللذين لم يحدد هويتهما كانا يعملان في استجواب معتقل في بغداد حين شاهدا ضباطا من فريق العمليات الخاصة (يلكمون سجيناً في وجهه إلى الحد الذي استدعى خضوع هذا الشخص لرعاية طبية).
وقال جاكوبي: إن (المحقق أمر بمغادرة الغرفة) ولم يذكر تاريخ هذه الواقعة. وتابع أن المسؤولين لاحظا أيضاً (وصول سجناء إلى المعتقل المؤقت في بغداد وعلى ظهورهم حروق.. وبعضهم كان مصابا بكدمات وشكا البعض من ألم في الكلى). وأضاف أن أحد المسؤولين التقط صوراً للإصابات وعرضها على رئيسه في فريق العمليات الخاصة الذي (صادرها على الفور). واتخذ أفراد في فريق العمليات الخاصة إجراءات ضد المسؤولين بينها توجيه تهديدات لهما لم يتم تحديدها ومصادرة مفاتيح سيارتهما وإصدار أوامر لهما (بعدم التحدث إلى أي إنسان في الولايات المتحدة) وإخبارهما بأن البريد الالكتروني الخاص بهما يخضع للمراقبة.
وجاء في الخطاب أيضا أن افراد الفريق (أصدروا تعليمات للمسؤولين) بعدم مغادرة المجمع دون إذن خاص حتى من أجل قص شعريهما). ولم تحدد وظيفة فريق العمليات الخاصة.
وكان البنتاجون قد استخدم خلال حرب العراق العديد من هذه الفرق المؤلفة من أفراد العمليات الخاصة وأحيانا مسؤولين بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) للبحث عن هاربين (لهم قيمة كبيرة) وأسلحة دمار شامل.
وقال جميل جعفر المحامي باتحاد الحريات المدنية الأمريكي: إن الوثائق تظهر محاولة للتعتيم على انتهاكات وتشير إلى توجيه تهديدات لاثنين من مسؤولي هيئة المخابرات.
وأضاف جعفر في إشارة إلى رواية الحروق على ظهور بعض السجناء والكدمات وفقا لأي تعريف فإن هذا يشير إلى أن شيئا يماثل التعذيب كان يجري. هذا أمر مثير للقلق.
|