Wednesday 8th December,200411759العددالاربعاء 26 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

28 محرم 1392هـ الموافق 14-3-1972 العدد 382 28 محرم 1392هـ الموافق 14-3-1972 العدد 382
ما قلَّ. ودلَّ

اختيار الأسماء
(لقي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رجلاً من جهينة، فقال عمر ما اسمك؟ قال الرجل: شهاب، فقال عمر: أبو مَنْ؟ فقال: أبو جمرة، قال: ممن أنت؟ قال من بني حرقة ثم من بني حرام، قال عمر: وأين مسكنك؟ قال ذات لظى.. فقال له عمر: أدرك أهلك وما أراك تدركهم وقد احترقوا. فأتاهم، وقد أحاطت النيران بهم..). فراسة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- أمر معروف لدى الجميع.. وليست هذه بغريبة عليه، والمهم هو أثر التسمية في حياة المرء.. ولا شك أن ذلك يجري في حياة الأفراد. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغيِّر أسماء بعض الصحابة عندما يسمعها.. فقد سأل رجلا عن اسمه فقال: حزن، قال: بل اسمك سهل، قال: لا يا رسول الله إنَّ السهل يوطأ ويُمتهن.. فتبسَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن إجابة هذا الاعرابي لرسول الله تبدو علة التسمية لديهم، فقد كانوا يقصدون الشجاعة والعزة دون النظر إلى ما تعطيه هذه المسميات من معانٍ تشاؤمية أو تفاؤلية.
وقد اجتمعت كل المعاني النارية في الأسماء المتعلقة بشهاب هذا.. فتفرس عمر -رضي الله عنه- النتيجة التي تدل عليها كل هذه المعاني، وهكذا كان من باب الصدفة.
والمشاهد الآن أن الأسماء لها علاقة بخلق وطباع صاحبها غالبا.. فقلَّ أن ترى ذا لقب حسن إلا وله من اسمه نصيب، وأن ترى ذا لقب سيئ الا ولصاحبه من لقبه أثر وعلامة.
ولذا كان على الوالد أن يختار لأولاده أسماء حسنة تدل على التعبد والسعادة والرضا.
وقد قلَّ كثيرا في هذا الزمن وجود الأسماء الغريبة إلا أن أصحابها صاروا لا يعمدون الى تغييرها.. وأذكر أنه مرّ عليّ منذ أيام رجل اسمه (أبو جهل) فقلت له هل تعلم معنى هذه الكنية؟ قال: اسم أجدادي وعائلتي.. قلت له: لكن هل تعلم مَنْ هو أبو جهل.. قال: نعم.. ولكن ماذا أصنع؟ قلت تغير اسمك.. قال: قد عرفت بهذا الاسم.. قلت له.. ولكن ما ذنب أولادك.. الذين سيبقى لهم هذا الاسم الممقوت.. واذا اخترت لهم لقباً حسناً دعوا به وتخلصوا من القديم.. وبعد حديث قصير اقتنع بالفكرة ووعد بتحقيقها.
وكل هذا مزيج بين الحقيقة والصدفة والأمور العارضة، ولكن علينا أن نختار لأنفسنا وأولادنا أسماء نعرف معانيها وآثارها وجرسها في السمع.. وبعد ذلك نترك ما يأتي إلى الإله العليم الحكيم.

عبدالعزيز المسند


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved