لم يكن غريباً هذا التفاعل الكبير من مختلف الرياضيين بتنوع انتماءاتهم وأنديتهم مع المنجز الاتحادي بالفوز بكأس آسيا. ففضلاً عن أنه إنجاز وطني كبير يحتم على الجميع الفرح والتفاعل معه فإنه من جانب آخر منجز يشعر الكثيرون أنهم شركاء فيه حتى ولو يكونوا اتحاديين ومن عشاق العميد .. فكثير من جماهير الأندية الأخرى تشعر أن لها سهماً في الإنجاز وأن لها دوراً في البطولة القارية التي حققها العميد، لذلك فمن الطبيعي ان يكون لها مساحة تنفرد بها من الفرح والسعادة.
فمثلاً جماهير القادسية شعروا أن لهم دوراً كبيراً في تحقيق البطولة من خلال ذلك الإبداع الذي كان عليه حسين الصادق والنجومية اللافتة لسعود كريري، ونفس المشاعر سيطرت على الهلاليين وهم يصفقون بشكل خاص لخميس العويران الذي كان قائداً فعلياً للفريق، ولم يكن الشبابيون أقلّ إحساساً بمساهمتهم في تحقيق البطولة من خلال السفراء تكر ومرزوق والواكد .. وشملت المشاعر الحارة أيضا جماهير الأحساء التي تابعت عن كثب ابن هجر السابق مشعل السعيد وهو يفرض نفسه بقوة على الخارطة الاتحادية ويعتلي مع فريقه الجديد قمة القارة الآسيوية في ظرف زمني سريع، وكذلك كان أبناء طيبة مع البرق الأُحدي السابق حمزة إدريس، وليس أقلّ منهم أبناء الطائف المأنوس وهو يرون ابن وج السابق خميس الزهراني يرسم الإبداعات على المستطيل الأخضر بشكل لا مثيل له .. وتبقى المشاعر الأكثر سخونة وحرارة وحميمية قادمة من الشارع المجاور حيث تقع القلعة الخضراء والتي تفاعل وصفق وشجع أبناؤها بشكل لا مثيل له منافسهم في منازلته القارية الكبرى بدوافع الوطنية أولاً ثم الجيرة والتمثيل الرسمي لأبناء القلعة (السويد والقهوجي)، ومن هنا شعر الأهلاويون أن فريقهم كان حاضراً في النهائي الآسيوي حيث تم تتويجه بالكأس والذهب واللقب من خلال رمزية الثنائي إبراهيم وخالد.
.. وهكذا كانت مشاعر الشعلاويين والرياضيين والاتفاقيين والنجرانيين والخليجيين، ولا يمكن أبداً استثناء النصراويين من دعم الاتحاد ولو بالمشاعر حيث لم يكن لهم سهم في الإنجاز بلاعب أو غيره ولكنهم تعاطفوا وشجعوا بحرارة بدافع وطني كغيرهم من أبناء الوطن أولاً ثم كتعبير عن العرفان ورد الجميل لرئيس الاتحاد على مواقفه المشهودة مع ناديهم.
.. وهكذا توحدت المشاعر الجماهيرية مع الفريق الاتحادي الذي شعر أبناء الوطن أنه يمثلهم جميعاً من خلال تشكيلته الوطنية الفريدة.
ومن الإنصاف للأندية الممثلة بسفراء في نادي الاتحاد أن نقول لها شكراً على جهودكم وجهود أبنائكم التي تكاتفت وتعاضدت في اتحاد واحد حقق للوطن أغلى الإنجازات.
|