Wednesday 8th December,200411759العددالاربعاء 26 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

تعقيباً على اليوسف : تعقيباً على اليوسف :
(نعم .. بعض المديرين هم سبب في كره بعض المعلمين لمدارسهم !!)

نعم .. دعني أبوح بها صريحة وجريئة !! ، إنني حينما أقدم أطروحتي وأهدي نصيحتي لهذا الجهاز الحكومي العريق ، لا أقدمها من وجهة نظر ناقد فاهم حصيف ، يدلي بدلوه ويوجه وجهة نظره حول القضية ، وربما أخطأ الطريق إلى الصواب أو ضل مسار التصحيح ، وإنما أطرحها كمعاصر لأشياء يعيشها ويلمسها ويسمعها من أفواه رواتها .. فعلاً لقد طرح الأخ ناصر اليوسف مشاركته على عزيزتكم العزيزة معززا برد تعقبي ثالث على مقالة الأستاذ حمد القميزي المشرف التربوي بحائل ، وقد تشرفت بقراءة تلك المشاركة يوم صدروها وهو يوم الأربعاء التاسع عشر من شوال ، وكانت فكرته أكثر من رائعة إذ تطرق للقضية المطروحة وبثها من زاوية ، لعل الكثير من الكتاب لم يتطرق لها قبله ، أما عن استدراك الأخ الفاضل الذي عنون له بمقالته تلك (بل لماذا لا يحب معلمونا مدارسهم ؟؟) ، فعلا إذا وجد من المعلمين من يبدي مشاعر الضجر والحنق حالما يذهب لمدرسته ، فلا أظن أن العطاء أو المهمة التعليمية ستؤدي على أكمل وأتم وجه ، ولكن قبل أن ألج إلى لب وأساس الموضوع ، ثمة تساؤل جدير أن يطرح وهو ما ذكره الأخ الفاضل لماذا لا يحب معلمونا مدراسهم ؟! ، وما الذي جعلهم يكرهون حضورها ويدفعون إليها دفعا لتجنب النقص في درجاتهم وأدائهم الوظيفي ؟؟ لعل البعض له رؤيته ومنهجيته الخاصة في الإجابة على هذه التساؤلات ومناقشتها بما توحي إليه تجاربه وخبرته ، وعليه فإنني لا أشك ولا أتردد في أن اللائمة العظمى والعتبى الكبرى تقع على بعض مديري المدارس - ليتنبه إلى جملتي هذه أن بعض من مديري المدارس - هم سبب أولي في ظهور هذه المشاعر السلبية عند بعض المعلمين ، ولعل هذا يعزى سببه إلى قلة خبرة بعض المديرين ، وعدم حكمتهم وحنكتهم في التعامل مع المعلمين وما يدور في أروقة المدرسة من أشياء ومستجدات .
إن هناك نماذج من مديري بعض مدارسنا لم يقدروا الثقة بتعيينهم على هذا الكرسي الصعب المرتقى الذي تدور حوله كثير من المنى !! ، يؤسفني حقاً أن يتربع على كراسي بعض الدوائر الحكومية عموما والخصوصية أخص أناس لا دراسة لهم بعظم وثقل وضخامة هذه المسؤولية الكبيرة التي ما تسنت لهم إلا بعد ثقة منحت لهم وحسن ظن وجه إليهم ، فكان أن ظنوا من عند أنفسهم ظنوناً عجيبة فأساءوا المعاملة ، وفي المقابل أحيانا أوجدوا المجاملة ! فتساهلوا تساهلات وتنازلات أضرت بالعملية التعليمية وسيرها تجاه الأفضل فكلا النوعين مفرط مضيع عاجز عن تسيير هذه الإدارة بدراية وحنكة.
قليلة تلك النماذج الإدارية التي تستحق بحق أن تمنح تكريماً وتبجيلاً نظير جهودها الضخمة في إدارة الإدارة .. إن مشكلة الإدارة هي مشكلة تكاد تكون عالمية المستوى ليس لكل أحد أن يتصدى لها ويتحمل تبعاتها ومشاقها ..
يؤسفني حقاً أن يتربع على كرسي الإدارة في هذا الجهاز العريق مديرون فوضويون ، وهم سعداء بهذه الفوضوية .. الكثير من هؤلاء المديرين لا يعطون من وقتهم ولا يبذلون لإداراتهم أدنى مجهود أو أقل بذل وعطاء ، يتحاملون على انفسهم لإنهاء خمس ساعات على كراسيهم ، ثم ما يلبثوا أن يخرجون إلى منازلهم ، حاملين معهم نقصاً وقصوراً في أدائهم الوظيفي ، كثير من هؤلاء فظا في تعامله مع زملائه المعلمين ، حاداً غليظاً سليط اللسان عليهم ، محتجاً بأن النظام هو كذلك وقد يكون النظام والتعاميم الواردة لا تقف في صفه أبداً ولا تقره ولا تؤيده .
خذ مثلاً هذا الأنموذج الذي يحصل ويتكرر كثيراً من بعض المديري وهو رفضهم للإجازات الاضطرارية التي يتقدم لطلبها المعلم ، وتحميل جميع حصص الانتظار والإلقاء بتبعاتها على معلم واحد ، وإهمال صيانة المدرسة وقلة وسائل الصحة والسلامة فيها ونقص الخدمات الضرورية والأساسية في فناء المدرسة ، كبرادات شرب الماء ودورات المياه وعدم التجاوب والتواصل مع الجهات المعنية في حل هذه الأشياء وغيرها الكثير ، لو نحن فعلاً تطرقنا لكثير من قضايانا بالصراحة والشفافية.
إننا بحق نعيش أزمة إدارية خالية من أساسيات ومقومات الإداريين الناجحين على كافة قطاعاتنا العامة والخاصة ، ولعل قطاع التعليم منها يحتل الجزء الأكبر والنصيب الأوفر لكثرة مديري المدارس ، وكافة قطاعاته ومؤسساته يجب بحق أن تنفذ آليات وتخرج بتوصيات وتعمل ببرامج ودورات للنهوض بمستوى كل مدير مقصر أو تنقصه الخبرة الإدارية ، على كل مدير أن يقصد زملاءه من المديري الناجحين ، وينظر في أسرار نجاحهم وأسباب تفوقهم في ضبط زمام الإدارة وبذل الجهد والطاقة للارتقاء بعطائها ونتاجها ، وأن يحاول كل من ولي هذه الوظيفة أن يطور من مهاراته ويغير من أسلوب تعامله وعطائه على هذا الكرسي ، حتى ننعم جميعاً بتطور هذه البيوت التعليمية بمن فيها بمجتمع علمي مثقف واع استمد تعليمه على نهج قويم وأساس متين.
خاطرة - في ذاكرتي اختزن نماذج مشرقة مازالت تقود بذكائها بعض الإدارات إلى النجاح وذاك لكفاءتها الإدارية وخبرتها في هذا الفن الأصيل (فن الإدارة) فتحياتي العبقة وأشواقي العاطرة أهديها لهم.

محمد عبدالعزيز الكريديس
بريدة- ص.ب 50802


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved