Wednesday 8th December,200411759العددالاربعاء 26 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

بعد يوم دامٍ شهدته العروس بعد يوم دامٍ شهدته العروس
طلاب المدرسة القريبة من القنصلية يروون لـ(الجزيرة ) سيناريو الحدث

* جدة - صلاح مخارش وعلي العمري- تصوير - أحمد قيزان:
(روّعونا وخوّفونا)، (هذولا ما فيهم إنسانية)، (مجرمون)، (ليش سووا كذا)؟!!
هذه كلمات وعبارات رددها لنا أمس (الأطفال) طلاب أقرب مدرسة ابتدائية من موقع القنصلية الأمريكية بجدة والتي شهدت صباح يوم أمس الأول الاثنين عملاً ارهابياً قام به مجموعة من (الفئة الضالة والارهابية) تعامل معها الأمن بقوة وحنكة.
(الجزيرة) وبعد أقل من (24 ساعة) على انتهاء الحدث تواجدت بالقرب من مدرسة عمرو بن العاص الابتدائية للبنين في حي (الرويس) وهي المدرسة الأقرب للقنصلية الامريكية بجدة.. الدراسة داخل المدرسة كانت منتظمة ولم يتغيب أحد من الطلبة حسب ما أشار لنا بذلك وكيلا المدرسة صالح الخشرمي وعبد الرحمن القرني اللذان أكدا ان اليوم الثاني بعد الحادث الاجرامي كان كغيره من الأيام الاعتيادية وكأن شيئاً لم يكن.
أما عن يوم الحادث الاجرامي وحيث ان المدرسة قريبة من الموقع .. فقد أكد وكيلا المدرسة ان الادارة لحظة بداية الاحداث في الحادية عشرة صباحاً في الوقت الذي كانت فيه اصوات الطلقات النارية تسمع بوضوح في المدرسة وحيث ان المدرسة ابتدائية والطلبة فيها (صغار) حاولنا بقدر الامكان تهدئتهم من الروعة التي كانوا بها لأن الوضع كان غريباً عليهم وعلينا وعلى الجميع.
وقد تم بعد ذلك اخراجهم من المدرسة بطريقة منظمة ولم يغادر أية طالب الا ومعه ولي امره.. والحمد لله ان الأمور انتهت على خير.
من جهتهم قال الطلاب: فهد علي، محمد شريف، احمد ايمن، فواز سعد ان الخوف من (الرصاص) كان (يروعنا) حتى ان بقية الطلبة كانوا (يبكون) وقالوا بكل براءة لنا (هذولا ليسوا مسلمين فالمسلمون لا يقتلون أحداً).
ويضيف الطالب مناف: كنا بالفصل الدراسي داخل المدرسة وتفاجأنا بصوت الرصاص فخفنا كثيراً ودخل بقلوبنا الروع ولم نكن نعلم ما يحدث بالخارج الا ان مدرسي المدرسة أبلغونا وقاموا بتهدئتنا حتى انتهى صوت الرصاص ولم نرى أو نلاحظ على هذه الحادثة الا الأصوات وعند خروجنا من المدرسة كان الأمر كما هو معتاد في طريقة الخروج حيث وجدنا سيارة المواصلات تنتظرنا بالخارج وقد شاهدنا تجمعاً كبيراً في المنطقة القريبة من المدرسة بجوار السفارة الأمريكية.. اما الطالب محمد من مدرسة عمرو بن العاص يقول: لاول مرة في حياتي اسمع صوت الرصاص كان يوم أمس وقوع الحادثة ولم يخطر ببالي ان يحدث مثل هذا ذهلنا وكنت مع زملائي في لحظة خوف شديدة غير ان أحد أساتذة المدرسة تدخل وقال لنا ان رجال الأمن يقومون بالقضاء على الارهابيين.
أما الطالب عبد الله الذي لم يتجاوز عمره الثانية عشرة يقول: لم اكن اعرف كثيراً عن تفاصيل ما يقوم به الارهابيون إلى يوم أمس كنت حريصاً على معرفة كل ما يقومون به وعرفت أنهم فئة ضالة يحاولون الزعزعة الامنية في وطننا الغالي ويذكر طالب آخر وهو أحمد عندما دخلت إلى المنزل وجدت والدتي تبكي حتى ان شاهدتني وهدأت وابلغتها بأنني كنت في مأمن ولم يصلنا شيء الا الأصوات التي سمعناها.. ومن خلال حديث عام مع عدد من الطلبة اتضح ان الامر كان محكماً في التعامل مع هؤلاء الأبناء قام بذلك اساتذة هذه المدارس المجاورة بطريقة جاءت لتزيد من ثقافة الطلبة وتعريفهم من هؤلاء المجرمين في وسط هذا الحدث، كان الأمر الطبيعي المتوقع ان يحدث إرباك في المنطقة المجاورة ولكن الحدث غير ذلك تماماً، فالطلبة بالمدراس والسكان لم يلحق بهم الضرر حتى ان حركة السير لم تكن متوقفة على حجم الحدث فقد اقفلت بعض الشوارع ولا سيما ان الحادثة جاءت في وقت الذروة متزامنة لخروج الطلبة والموظفين من مدارسهم واعمالهم.. ومن جهة أخرى فقد انهت إحدى مدارس البنات المجاورة تماماً للسفارة دوامها كالمعتاد وباشرت في اليوم التالي وكأن شيئاً لم يكن في المنطقة المحيطة بالحدث، عادت بعد ساعات معدودة إلى طبيعتها وعند المرور بالمنطقة لا تلاحظ ما يوحي بمثل حادثة الهجوم التي وقعت داخل السفارة الأمريكية.
يروي شهود عيان العم ابراهيم حكمي ويقول انا اعمل سائقاً وبجمعية البر بجدة وأقوم بنقل الطلبة من ابناء الجمعية من وإلى المدارس وكنت بجوار الحدث اثناء تبادل اطلاق النار، والغريب انني أشاهد رجال الامن وهم يبعدون المتجمهرين خوفاً عليهم ولكن التجاوب من قبل المواطنين والمقيمين قليل ولا أدري هل هو عدم إدراك ووعي بالخطر أم انه حب الاستطلاع والفضول!.. ولكنني استطيع أن اجزم انها ثقة في محلها بأن الخطر بعيد عنهم تماماً، ومثل هؤلاء الرجال الذين يرتدون البدل العسكرية يمثلون دروعاً تحميهم ودرء الخطر عنهم، ويضيف لقد صادفنا بعض الصعوبات في تحويل الطرق ولكن الأمر طبيعي جداً ولم نتضرر بذلك.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved