* الظهران - حسين بالحارث:
أصدر المشاركون في اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري المنعقد في الظهران بيان استنكار للعملية الإرهابية التي استهدفت القنصلية الأمريكية بجدة، وجاء فيه:
(بيان من المشاركين في اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري حول الأحداث الدامية التي وقعت في جدة).
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن المفكرين والمثقفين والشباب من الجنسين، الذين انتظم عقدهم في اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري (قضايا الشباب.. الواقع والتطلعات)، إذ ساءهم ما وقع من الأحداث الدامية في مدينة جدة بالمملكة، يؤكدون ما هو مقرر في شريعتنا، وما هو ثابت في نفوس أبناء هذا الوطن بمختلف شرائحه من تجريم هذا الفعل الذي هو عدوان على النفس الإنسانية بغير حق، فقد قال الله عز وجل في بيان عظيم جرم القاتل: {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}، كما أنه عدوان على معصوم الدم والمال بالإسلام أو بالأمان والعهد، وقد قال الله عز وجل: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، والمستأمن والمعاهد قتله جرم عظيم؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (مَنْ قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة).. ولئن جاء هذا الحدث في سياق جملة من الأحداث الدامية التي تعرضت لها بلادنا من الفئة الضالة، إلا أن ثقة المشاركين كبيرة في أن مصير هذه الغمة إلى انقشاع؛ فهي منافية لديننا وقيمنا، ومنبوذة من مجتمعنا، فالدين دين الوسطية والعدل، والأمة هي الأمة الوسط العدل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.
وإنه لمن المؤسف أنه في الوقت الذي يجتمع فيه جمعٌ من شباب وشابات المملكة مع نخبة من رجال العلم والفكر والثقافة لتدارس (قضايا الشباب.. الواقع والتطلعات)، ويعملون على أن يكون الحوار أسلوب حياة، ومنهجاً للتعامل، مما يؤسف له أن تضل فئةٌ من شباب هذه البلاد، وتقوم بسلوكيات تتنافى مع القيم التي قامت عليها المملكة وعلى رأسها الدين الإسلامي، كما يعبر المشاركون عن تعازيهم لذوي المعتدى عليهم. هذا، ونسأل الله عز وجل أو يعز دينه ويعلي كلمته، وأن يحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها.وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
|