* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أحد الجنود الصهاينة أمرني وجاري بوضع الجريح محمود كميل (26 عاما) أرضاً ومن ثم المغادرة؛ وبعدما سرت 20-30 متراً، سمعت 4 إلى 5 عيارات نارية، ونظرت إلى محمود فرأيت أنه يقوم ثم يتهاوى أرضاً.. وقال لي أحد الجنود : اذهب فاجلب منه محفظته.. اقتربت من محمود ورأيت أنه ميت وقد أصيب في رأسه.. لقد أخذ الجندي الصهيوني الأوراق الثبوتية لمحمود التي كانت في المحفظة، ومبلغ 450 شيقل أعطاني إياها وقال لي: أعطها لأرملته..!!!
هذه الجريمة الصهيونية الجديدة التي ارتكبت بحق ناشط فلسطيني أعزل من حركة الجهاد الإسلامي، أعدم بدم بارد بعد اعتقاله ،كشفت عنها منظمة بتسيلم الإسرائيلية ، التي تعنى بحقوق الإنسان، نقلاً عن جيران الشهيد ، مؤكدة أن قوات الاحتلال قتلت الشاب محمود كميل من بلدة قباطية ، قضاء مدينة جنين رغم كونه لا يشكل أي خطر على حياة الجنود الإسرائيليين ، فقد كان مصابا بجروح بليغة ، لكنهم اجهزوا عليه.
وتعرض (الجزيرة) حيثيات الجريمة، حسب المنظمة الإسرائيلية نقلا عن إفادات العديد من شهود العيان فإن جنود الاحتلال تعمدوا إعدام الشهيد كميل بدم بارد وبدون أي مبرر.
ولم يقتصر تأكيد هذه الجريمة على بتسيلم حيث أكد شهود عيان لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية ان جنود الاحتلال نفذوا عملية إعدام ، موضحة ان المواطن الفلسطيني ، طايل البزور، أوضح ان الشهيد كميل استضيف في بيته في ليلة استشهاده ، مشيرا إلى انه في الساعة الخامسة فجراً من يوم الجمعة
( 3 - 12 - 2004 ) سمعت أصوات انفجارات حول البيت ونداءات عبر مكبرات الصوت. اقتربت من الغرفة التي مكث فيها محمود كميل ورأيت أنه ارتدى ملابسه وكان يحمل هاتفه الخلوي.. وبعد خروجه سمعت 3 إلى 5 عيارات نارية متواصلة. وأضاف شاهد العيان البزور: في هذه المرحلة لم يكن واضحاً إن كان محمود قد قتل، وقمنا بالخروج من المنزل رافعين أيدينا، كما طلب منا الجنود الصهاينة وتقدمنا نحوهم. سألني أحدهم إذا كان الشخص الذي خرج من المنزل هو محمود كميل وأمرني بأن أعود باتجاه المنزل ، حيث رأيت محمود مستلقياً على الأرض.
وتابع الشاهد يقول: أمرني الجنود الصهاينة بجر وسحب محمود فقلت لهم إنني أعاني مشاكل في الظهر، لكن محمود كان ساعتها يتحدث برغم إصابته ، قال لي اسحبني كي يقدموا لي المساعدة.. حاولت أن أرفعه ووصل في تلك الأثناء جاري سليمان.. ثم قمنا برفع محمود. وأضاف الشاهد أن أحد الجنود أمرني وجاري سليمان بوضع محمود أرضاً ومن ثم المغادرة.
وبعدما سرت 20-30 متراً سمعت 4 إلى 5 عيارات نارية ونظرت إلى محمود فرأيت أنه يقوم ثم يتهاوى أرضًا. وقال لي أحد الجنود : اذهب فاجلب منه محفظته.. اقتربت من محمود ورأيت أنه ميت وقد أصيب في رأسه. لقد أخذ الجندي الأوراق التي كانت في المحفظة ومبلغ 450 شيقل أعطاني إياها وقال لي: أعطها للأرملة. ويقول الشاهد البزور: إنه مسؤول عن كلمة يقولها وكرر أن كميل أعدم بدم بارد.
ويعزز الجار سليمان شهادة الشاهد الأول ، البزور، ويروي بدوره ما حدث.
وحسب المصادر الإسرائيلية فقد قرر جيش الاحتلال تشكيل لجنة تحقيق خارجية في أعقاب تقارير أفادت بقيام قوة من سلاح البحرية الإسرائيلي بقتل ناشط فلسطيني من الجهاد الإسلامي بعد إصابته وأخذ سلاحه، يوم الجمعة الماضي..!!!
وجاء عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: أنه تم في أعقاب تحقيق أولي الكشف عن وقوع خلل في عمل القوة..!! وتزعم سلطات الاحتلال ان الشهيد محمود كميل أرسل في العام 2002 استشهادياً كان ينوي تنفيذ عملية في إسرائيل.. وتم إحباط العملية في أعقاب اعتقاله.. ووضع كميل في السجن في أريحا لكنه هرب من هناك وعاد إلى جنين وواصل نشاطاته المناهضة للاحتلال الإسرائيلي.
|