أستاذة جامعية دخلت على طالباتها وهي ترتدي حجاباً كاملاً، وشرعت في إلقاء محاضرتها على الطالبات بهذه الهيئة، وسيدات كثيرات رفضن تلبية دعوات لحضور حفلات زفاف، بسبب الخوف من أن تكون إحدى المدعوات معها جوال بكاميرا، قد تعمد بقصد، وبدون قصد، لأخذ صورة لها، وقد تصل هذه الصورة بطريقة أو أخرى إلى مَنْ يستخدمها أو تستخدمها بطريقة تسيء إلى من أُخذت لها الصورة .
هذه المشاكل التي أثارها الجوال الجديد لا تبرر منع تسويقه في بلادنا، خاصة وأننا بعد سنوات لن نجد جوالاً بدون كاميرا، وربما وجدنا كافة الهواتف العادية بها خاصية إظهار صورة المتصل، فهل نعمد الآن إلى تصنيع هواتف أو جوالات تتلاءم مع عاداتنا وتقاليدنا؟.
إنَّ أي منتج له فوائده وأضراره، فلو غلَّبنا جانب الضرر لما اشترينا سُمّ الفئران والسكاكين وغيرهما من الأدوات المزدوجة الأداء. إن سن نظم فعالة لكل حالة خروج على المألوف أفضل وأوجب من أن نقف موقفا سلبياً أمام كل منتج جديد، فلا يصلنا إلا بعد أن يكون قد قطع شوطاً في بلاد لم تعرف التطور العلمي أصلا.. لماذا؟ لأننا نضع تصرفاً فردياً مضراً مقابل فوائد كثيرة قد نجنيها من جهاز كمبيوتر أو جوال!
الجوال بكاميرا موجود الآن في كل منزل ومع كل شاب أو شابة، ولا يضير من اشتراه اذا عُطِّل أن يستبدل له بآخر، لكن أليس أفضل لبلادنا أن نستورده ونصونه بالطرق النظامية فيرخص سعره ونضمن صيانته وتستفيد خزينة الدولة والمتاجر المحلية من بيعه وتوريده؟ أم الأفضل تهريبه؟ فلا شيء يقف الآن أمام رغبة الانسان في الاستفادة من منجزات العصر. بإمكان الأستاذة الجامعية أن تلبس كامل حجابها وهي تلقي الدروس، لكن ليس بإمكانها منع ابنها او ابنتها من شراء جوال الكاميرا، ونرجو أن يكون بإمكانها في حالة تضررها هي أو غيرها من الجوال أن تقدم شكوى، ونرجو أن يكون هناك تعامل صارم مع مَنْ يسيء استخدام منجزات العصر: الجوال والمسدس وسُمّ الفئران والسكين... في غير ما صُنعت من أجله.
*-*-*-*-*-*-
ي تُختتم بما يضمن سعادة المتابع.. فيتزوجُ الأبطال،
طق (إقصائي) يحتكرُ البطولة المطلقة في
طق (إقصائي) يحتكرُ البطولة المطلقة في
*-*-*-*-*-*-
ولو تركنا (الجوال) في حاله، فإننا سنجد أمامنا العديد من العادات التي حولت حياتنا إلى معسكر منضبط. فأنت لن تستطيع أن تضرب دفاً أو تُدخل على مدعويك شيئاً من البهجة.. عندما تدعو لحفل زواج، فالحفل يبدأ في التاسعة، وينتهي برفع الأيدي عن الطعام في العاشرة أو العاشرة والنصف مساءً، وبعد ذلك لك أن تذهب وتسمر مع ثقل البطن أو المعدة.. لا شيء الآن يدل على الأفراح إلا التفنن في المائدة، والعريس الذي يتوسط والده وجده وإخوانه.. حفلات الزفاف الناشفة باتت مفروضة علينا، قيل إن ذلك يتم بحكم العادات والتقاليد!
وقد حاولتُ في العام الماضي أن أكسر العادات والتقاليد، عندما دعوت الأهل والأصدقاء لحفل زفاف ابني، لكنني جوبهت برفض مؤدب من مسؤول قصر الأفراح والليالي الملاح، فقد قال ان ذلك ربما تسبب في متاعب كبيرة للادارة، بل قد يتسبب في اغلاق القصر لعدة أيام، حتى آلة التسجيل رفض وضعها في غرفة خاصة لتبث بعض الاناشيد - لكي لا نقول الغناء - التي قد ترطب الجلسة، وتجعل من لا يجد صديقاً عندما يحضر لتهنئتنا ينشغل بالإنصات لصوت الأناشيد!
لقد حضرتُ عدة مناسبات في قصور أفراح راقية، لكن كافة هذه القصور جعلتني أحس أنني لم آتِ لكي أفرح بقدر ما أتيت لتأدية واجب يتعين عليّ فيه أن أسلم على العريس وأهله، وأتناول العشاء ثم أخرج.. فهل هكذا كانت الأفراح سابقاً؟
وسوف تطول القائمة لو تحدثنا عن العديد من الأشياء التي نمارسها في حياتنا اليومية، والتي من الممكن أية لحظة أن نُحرم منها، إما بحجة الخروج على العادات والتقاليد، وإما بتهمة عدم ملاءمتها لما اعتاده الناس من بُعد عن منجزات العصر المتتالية، والتي لم نجد حلاً معها إلا منعها وبشدة، ثم الموافقة عليها.. على استحياء، وهي موافقة أشبه بعدم الموافقة, وأقربها: الدش.. لعنة الله عليه!
إنَّ الحلالَ بَيِّنٌ والحرامَ بَيِّنٌ.. فلنُسِن القوانين الواضحة والصريحة، التي تجعل الناس تتمتع بمنجزات العصر، وفي الوقت نفسه نضمن حق كل مَنْ يتضرر من الجوال والموسيقى وقصور الأفراح!
|