Tuesday 7th December,200411758العددالثلاثاء 25 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

28 محرم 1392هـ الموافق 14-3-1972م العدد 382 28 محرم 1392هـ الموافق 14-3-1972م العدد 382
شيء من الكلام الصريح عن ثقافة الفنانين

أحسن الظن بي فجاء يسألني عن ثقافة مطربينا وملحنينا الفنية وماذا قدموا من واجبات في معركتنا المتعددة الجوانب مع العدو الصهيوني.. وأسئلة فنية أخرى أمطرني بها.. فحاولت التهرب من تلك الأسئلة المحركة، ومع ذلك فلا جدوى.. ونزولاً لرغبته فلقد حاولت مخلصاً أن أجيبه.. إجابة ليس للرياء منها حظ.. ولا للعاطفة فيها ملجأ!
قلت له بصراحة، إن ثقافة فنانينا تساوي صفراً مكبراً على الشمال في عالم الحساب.. باستثناء الفنانين الكبيرين طارق عبد الحكيم وغازي علي.. أما البقية الباقية وهم وللأسف السواد الأعظم فلا يملكون مؤهلات فنية تجعلهم يرتقون إلى مصاف الفنانين العرب الكبار الذين شقوا طريقهم إلى القمة بكل عزم وثبات!!
صحيح أن لديهم من جمال الصوت وذكاء الاختيار الشيء الكثير حقاً، ولكن مع ذلك ما زلنا في حاجة إلى فنانين يملكون مؤهلات فنية عالية ليستطيعوا أن يتقدموا بفننا إلى المركز الملائم لمكانته.
نحن ولا شك نفتخر بطلال وفوزي ومحمد عبده وغيرهم كمطربين كافحوا وحاولوا بانتحارية الوصول بفننا إلى المركز الأعلى، ولكن الواقت يحتم علينا أن نتساءل إلى أي مدى وصلت ثقافة هؤلاء الفنانين وما هي مؤهلاتهم الفنية أيضاً، عند ذلك سنصاب بخيبة أمل بالفعل فمؤهلات هؤلاء الفنانين (الفنية) كمؤهلي في الفن تماماً!
والشيء المدهش - حقيقة - بل والمرض المستعصي الذي يعاني منه فنانونا هو غرورهم! لدرجة يصعب على المرء التخاطب معهم، تصوروا أن مطرباً (ناشئاً) خرج إلى حيز الفن قبل نيف وعام بأغنية عاطفية جميلة، أصبح الآن يلحن لنفسه، ويكتب الكلمات، علاوة على الغناء، ولا تسألوني عن افتقار البلاغة للكلمات ولا عن القافية والوزن وكيف خرج اللحن، ناهيك عن الأداء الوحشي المثير فذاك ما يجعلني أطيل الحديث عنه.
إن عيب فنانينا ثقتهم الكبيرة بأنفسهم - صراحة - أنا معك أن الثقة هي طريق النجاح، والفنان الذي لا يمتلك الثقة بنفسه هو فنان فاشل ولكن أرجو أن تكونوا معي إذا قلت إن الثقة (المفرطة) هي أحد أنواع الغرور (في نظري) ومثلنا الدارج يقول (ما زاد عن حده انقلب لضده) ثم كيف (والسؤال الآن لذلك المطرب) تستطيع أن تكتب كلمات الأغنية وتلحنها، وأنت على علمي لا تملك الثقافة الأدبية والدراسة الفنية التي تجعلك تخوض غمار هذا البحر المتلاطم الأمواج، ولأجل هذا فلا غرابة - يا سادة - أن نرى فننا يسير بخطوات ثابتة إلى الأمام، ولكنه سرعان ما يتقهقر إلى الوراء..!!
يا أحبائي الفنانين: بربكم إذا أردتم وبإخلاص أن ترفعوا فننا إلى مركزه اللائق عليكم أن تتركوا الكل لاختصاصاته، الشعر الغنائي (للشعراء الفنانين على كثرتهم) والتلحين (للملحنين) والغناء (للمطربين).. أما أن ترجموا عصفورين بحجر واحد فهذا لا يجوز في منطق الفن الحديث (إذ ان من أكل لقمتين غص) كما يقول أهل البادية.!!
فما أحلى أن يترك الكل في اختصاصه.. ففيه يستطيع الانسان أن يبدع.. ويجدد بل ويحلق في الأعالي، فهو اختصاصه وموضوع دراسته، ألستم معي..!!
ثم ننتقل إلى نقطة أخرى وهي طريقة أداء بعض مطربينا لأغانيهم.. صدقوني - بكل إيمان - انني أخجل أن يرى زائر بعض مطربينا وهو يقوم بأداء أغانيه وخاصة العاطفية منها.
وبعد:
أتراني أجبتك يا سائلي.. كما أردت مني.. أم تراني قصرت في ذلك..؟!
إن كنت كما تريد فهذا أملي، وإن لم يكن فعذري.. حماستي، وغيرتي على فناني بلدي الحبيب، فخرجت كلماتي خالية من البلاغة والرونق، ولكن أجزم أنني صوَّرت الحقيقة بكل ما فيها من معنى وواقعية..!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved