في مثل هذا اليوم من عام 1988 تعرضت جمهورية أرمينيا التي كانت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت لزلزال مدمر أسفر عن مقتل أكثر من 25 ألف شخص وتشريد خمسة ملايين شخص.
ويقال إن هذا الزلزال وفشل الحكومة السوفيتية في موسكو في التعامل مع تداعياته كان من بين العوامل التي عجلت بتفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 واستقلال جمهورياته بما في ذلك جمهورية أرمينيا.
وكان الزلزال قد أسفر أيضا عن إصابة أكثر من مائة ألف شخص منهم أكثر من أربعة آلاف أصيبوا بإعاقة دائمة. وقد محا هذا الزلزال مدينتي جيومري وسبيتاك بالإضافة إلى أكثر من 100 قرية أخرى وقد أصابت هذه الكارثة أكثر من 40 في المائة من مساحة أرمينيا بخسائر متفاوتة ورغم كل الجهود الحكومية والدولية التي بذلت لاحتواء آثار الكارثة فإنها كانت من الضخامة بحيث أصبح من الصعب احتواؤها واصبح كل الأمل هو التقليل من تلك الآثار.
وقد تدفقت المعونات الدولية سواء من جانب الدول أو المنظمات الخيرية على أرمينيا فور وقوع الكارثة كما تدفقت فرق الإغاثة والإنقاذ من مختلف دول العالم بما في ذلك دول الكتلة الغربية سواء الولايات المتحدة أو أوروبا الغربية للبحث عن الضحايا تحت الأنقاض.
وقد أدى تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 إلى توقف عمليات إعادة بناء المناطق المنكوبة حيث كانت أرمينيا من أفقر جمهوريات الاتحاد السوفيتي وكانت تعتمد بدرجة كبيرة على دعم القادم من الحكومة المركزية في موسكو.
لذلك ما زالت تلك المناطق المنكوبة بعد مرور أكثر من 15 عاما على الكارثة تعاني من أوضاع معيشية مأساوية حيث ما زال آلاف الأسر تعيش في معسكرات الإيواء دون وجود مصادر مياه صالحة ولا كهرباء ولا تدفئة رغم الصقيع القاتل في الشتاء.
|