في مثل هذا اليوم من عام 1976 فاز الأمين العام للأمم المتحدة والدبلوماسي النمساوي كورت فالدهايم بفترة ثانية كأمين عام للمنظمة الدولية بعد موافقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع على ذلك.
وكان كورت فالدهايم قد اختير للمرة الأولى أمينا عاما للمنظمة الدولية عام 1971 خلفا للأمين العام يوثانت.
ولد فالدهايم عام 1918 والتحق بالخارجية النمساوية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث عمل سفيرا لدى فرنسا وكندا. وعندما انضمت النمسا إلى الأمم المتحدة أصبح فالدهايم عضوا في الوفد النمساوي بها ثم أصبح المندوب الدائم للنمسا بالأمم المتحدة من عام 1965 إلى 1968، حيث أصبح وزيرا للخارجية.
وفي عام 1971 خاض انتخابات الرئاسة النمساوية لكنه لم يفُز. بعدها اختير لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة. ورغم السنوات العشر التي أمضاها الدبلوماسي النمساوي على قمة المنظمة الدولية فإنه لم يحقق أي إنجازات ملموسة بسبب الحرب الباردة التي أصابت الأمم المتحدة بالشلل فيما يتعلق بالصراعات الدولية التي كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي طرفين فيها بشكل غير مباشر، وكانت كل دولة تقف بالمرصاد لأي قرار تتبناه الدولة الأخرى.
وفي عام 1981 حاولت الدول الغربية تمديد خدمته خمس سنوات أخرى لكن الصين استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد القرار في مجلس الأمن ليخلفه أحد دبلوماسيي أمريكا اللاتينية وهو بيريز دي كويار.
وبعد خروجه من المنظمة الدولية فتشت المنظمات الصهيونية في ملفاته القديمة لتخرج على العالم بمزاعم عن تاريخه النازي. والمفارقة أن الولايات المتحدة سارت على درب هذه المنظمات الصهيونية والإسرائيلية فوضعته على قائمة الممنوعين من دخول الأراضي الأمريكية رغم انتخابه رئيسا للنمسا عام 1986 .
اتهمته المنظمات اليهودية بتقديم المساعدة للجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية وأنه كضابط في الجيش النمساوي التابع لألمانيا في ذلك الوقت شارك في ارتكاب جرائم حرب في يوغوسلافيا التي كانت خاضعة للاحتلال الألماني. وفشلت هذه الحملة الصهيونية في إثناء الشعب النمساوي عن انتخابه رئيسا للنمسا.
|