تكثر في موسم الإجازات بعض الألعاب الخطيرة التي يروِّجها تجار الموت الانتهازيون من أجل الحصول على المادة وإيقاع الضرر بالأطفال الصغار الذين يستهويهم لعب الفرقعات النارية والتي يطلقون عليها - صواريخ نارية - وللأسف يسعد بها الكبار قبل الصغار ويشترونها مهما كان ثمنها غير مكترثين للأضرار الجسيمة التي قد تسببها لهم..!!وإنني أذكر تلك الواقعة التي حدثت عندما كنت أعمل مترجمة شفوية في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة قسم الأطفال، فقد وصلت حالة طفل حرجة تثير الرعب والهلع في النفس عندما قام باللعب بالمفرقعات فانفجرت على الفور في وجهه وأصابته بضرر في إحدى عينيه.. وكم آلمني منظر والديه وهما يستغيثان بالطبيب المعالج ويلحان أن يسعف ابنهما المصاب..!لم أستطع أن أنظر إلى ذاك الصغير وصراخه يعلو ويدوي في أرجاء المستشفى حتى إنني لمحته عن بعد ولم أستطع التحقق من ملامح وجهه التي أصابها التشوّه.
وفي اليوم التالي سألت زميلة في العمل فأخبرتني أن الطفل قد فقد عينه من جراء الحادثة.. دارت الدنيا من حولي وكدت أسقط مغشياً علي من هول ما سمعت وأصابني الحزن على ذاك الصغير، وقلت كان الله في عون والديه وثبتهما في مصيبتهما هذه. واللوم يقع هنا على التجار الجشعين الذين يعيشون بلا ضمائر ولا يكترثون لما يحدث لغيرهم ولا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية حتى لو كانت على حساب الآخرين وأذيتهم بما يروّجونه من مفرقعات!
وأتساءل: كيف تروّج هذه الأصابع المشتعلة في بلدنا..؟
ألا يوجد رقابة صارمة على الصادر والوارد من الداخل والخارج..؟
أين عين الرقيب..؟! ومن هو المسؤول عما يحدث..؟
وكيف تصل هذه المفرقعات إلى أيدي السيدات الإفريقيات اللواتي يقمن ببيعها على شاطئ الكورنيش، بل في كل مكان في المدن لا سيما أوقات الإجازات.. وعند بداية العطل نجد وفوداً غفيرة من الإفريقيات وهن يحملن بعض الكيلوات من هذه المفرقعات ويجبن الشوارع وهن يحملن على أكتافهن الأصابع المشتعلة وبأسعارها المختلفة التي تتراوح بين العشرين ريالاً والسبعين ريالاً؟والأطفال يهرعون وراء ما يرونه من أشكال وألوان تجذب الأنظار وبأشكال تبهر النظر. ولا شك في أن للأهل دوراً في الكارثة التي تحدث لأبنائهم ومجاراتهم في شراء ما يضرهم ويؤذيهم، فأنت أيها الأب مسؤول مسؤولية كاملة، وكذلك أنت أيتها الأم مسؤولة عما يحدث لأبنائك..!
فلو كل أسرة امتنعت عن شراء تلك الألعاب الخطرة لما روّجت ولقلَّ الإقبال عليها، ولكن ما يحدث هو العكس، وكلما ازداد الطلب ازدادت نسبة ترويجها في المدينة..! وإنني أناشد وزارة التجارة ألا تأخذها الرأفة بهؤلاء المهرِّبين لمثل هذه الألعاب، وإنني أوقن من أنها لن تسمح بالضرر.. بل إن هذه السلع تأتي عن طريق التهريب..!
وألا تأخذهم هوادة أو رحمة بهؤلاء التجار الانتهازيين. يقول عليه الصلاة والسلام (لا ضرر ولا ضرار).
نسأل الله السلامة.
|