Tuesday 7th December,200411758العددالثلاثاء 25 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

تنمية أعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي تنمية أعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي
(التحديات والتطوير)
د. محمد سالم/كلية التربية - جامعة الملك سعود

لعلي لا أضيف جديداً إذا قلت بأن النظام العالمي الجديد يشهد تحولاً فريداً منذ الحرب العالمية الثانية، جعلت البعض يطلق على نوعية التحول بأنه (جديد) وجعلت البعض الآخر يطلق على التحول الحادث بأنه من الصعب الحكم عليه، إذ إنه قيد التحويل والتغيير، ومع محاولة تجاوز اشكالية النظام الدولي الجديد، فإننا يجب أن نقول على حقيقة أننا أمام مجتمع عالمي جديد، ونظام جديد له اشكالياته وملامحه وقسماته المميزة الآخذة في التشكل والتكوين.
هذا النظام العالمي قيد التشكيل يؤكد على أن هناك ملامح مميزة له آخذة في التسارع والتعمق، بحيث يمكن القول بأنها مجددة لمجتمعات ما بعد الحداثة، فمجتمع ما بعد الحداثة هو مجتمع يتميز بعدة خصائص أو سمات من أهمها التغير المتسارع الذي لا مثيل له، والذي يشهده عالم اليوم، وما سيعيشه ويعايشه خلال القرن الحالي (الحادي والعشرين).
ولا شك أن تطوير نظم وأساليب الدراسة الجامعية كان نتاجاً حتمياً للمتغيرات في فلسفة وموجهات التعليم الجامعي في القرن الحادي والعشرين، إذ يتجه التعليم العالي نحو حاجات (المستهلك) لدرجة أن هذه النظم والبرامج أصبحت مرتبطة بحاجات الزبائن، وهذا هو النموذج الأكثر رواجاً في نظم التعليم الجامعي، كذلك اعادة النظر في مفهوم التعليم الجامعي نفسه في ضوء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتغيرات في أدوار الجامعة في عصر التحولات الجذرية وما بعد الحداثة، فبنظرة سريعة على التعليم الجامعي، نلحظ أن تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسب الآلي والانترنت قد أثر بشكل جذري على نظم وأساليب التدريس الجامعي، فالنظام (القديم) كان ينطلق من أن الأستاذ الجامعي والمعلومات والمكتبة هم محور العملية التعليمية، وعلى الطالب أن ينتقل من شخص لآخر أو من مكان لآخر، أما النموذج الحديث والمتسارع فيضع الطالب في بؤرة الاهتمام باعتباره مركز العملية التعليمية في الجامعة، وباعتبار أن المعلم الجامعي لم يعد يملك الحقيقة المطلقة، والمعرفة الراسخة، في عصر التحولات السريعة والجذرية, ويطلق على هذا النموذج (بيئة التعلم المتوزع) والذي يقوم على حاجات المتعلم، والسماح له بدخول بيئة التعلم في أوقات مختلفة، ومن مواقع متعددة.
ولهذا تمر أساليب التدريس باعادة هندسة Reengineering واعادة صياغة بحيث تساعد الجامعة الطلاب على اكتساب الطلاب مهارات التعلم مدى الحياة، وأساليب التعلم الذاتي.
ولقد كان للتكنولوجيا المتطورة انعكاساتها على الجامعات التقليدية، واساليبها التدريسية المعتمدة على الكتب والمجلات واحتكار المعرفة، ذلك لشدة المنافسة، ووقع المناخ الجديد الذي فرضته الطرق السريعة للمعلوماتية، والانتشار السريع للمعرفة، ومن هنا بدأت العديد من الجامعات ومنها جامعة الملك سعود الاهتمام ببرامج التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس، ورفع كفاياتهم التدريسية.
جامعة لانكستر Lancaster University تقدم برنامجاً في التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس باعتبارهم هيئة المستثمرين في البشر ومن بين هذه البرامج برنامج في التدريس والتعليم، واستخدام تكنولوجيا التعليم المتقدمة والوسائط المتعددة في التدريس.
وفي جامعة ايست انجليا University fo East Anglia تضع الجامعة مسؤوليات التنمية المهنية والتدريب على عاتق الأفراد ورؤساء الأقسام، وتشمل برامج التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة برامج في الاتصالات وخدمات المعلومات واستخدام شبكات الإنترنت في التدريس, وفي جامعة سوثهامتون University of Southamptonتحظى التنمية المهنية بعناية خاصة باعتبارها مصدر تكوين رأس المال البشري للجامعة، وباعتبار أن تحسين الأداء لأعضاء هيئة التدريس يمكن الجامعة من تحسين جودتها وأدائها، وكذلك الحال في جامعة كامبريدج University of Cambridge ويمكن القول إن عملية التنمية المهنية لعضو هيئة التدريس في جوانبها المختلفة، خاصة ما يتعلق منها بالقدرة التدريسية تحظى بعناية فائقة في الجامعات المختلفة في الدول المتقدمة.
وإيماناً منها بضرورة تنمية المعارف والمهارات والوعي لدى أعضاء هيئة التدريس، بهدف تحسين الفعالية والكفاية للفرد والمؤسسة، وسط التغير المتسارع الذي يشهده العالم اليوم والمنافسة المتزايدة لمؤسسات التعليم العالي، تنظم كلية التربية، جامعة الملك سعود ندوة تنمية أعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي (التحديات والتطوير) بالفترة من 2-3 ذو القعدة 1425هـ بهدف تشخيص واقع أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية، وامكانية زيادة أعداد أعضاء هيئة التدريس لمواجهة الزيادة المطردة في أعداد طلاب ونمو مؤسسات التعليم العالي، إضافة إلى النظر في امكانات التطوير العلمي والمهني لأعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي بما يحقق أهداف تلك المؤسسات التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع, وتتضمن الندوة ثلاثة محاور رئيسية هي:
المحور الأول: التطور الكمي لأعضاء هيئة التدريس.
المحور الثاني: التطور النوعي لأعضاء هيئة التدريس.
المحور الثالث: تنمية أداء أعضاء هيئة التدريس.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved