أتعجب من أولئك الذين يتسلقون أكتاف الآخرين للصعود سريعاً في درجات السلم الوظيفي، وتولي المسؤوليات الإدارية!.. هناك نوع من المسؤولين في الادارات الحكومية اعتادوا على إعطاء صبغة وألوان إضافية براقة إلى أعمالهم سواء داخل الجهاز الحكومي الذي يعملون فيه أوحتى خارجه ومن خلال وسائل الإعلام أو الاتصال الأخرى؟! ففي داخل الجهاز الحكومي تجد هؤلاء ينتقلون من مكتب مسؤول إلى مكتب مسؤول آخر لشرح ما قاموا به من أعمال أو إنجازات وهم بطبيعة الحال لايفوتون اي فرصة للقاء المسؤول والحديث معه وكثيراً ما يحدث ذلك عندما يأتي المسؤول من الإجازة أو من السفر فتجدهم أول المتسابقين للقائه ليس لتهنئته بسلامة الوصول بل لاستغلال الفرصة لشرح ما قاموا به من إنجازات عديدة أثناء غياب المسؤول!! المشكلة أن هذا النوع من المسؤول يلقي اهتماماً من بعض المسؤول في الأجهزة الحكومية او حتى مجاملة مما يجعل هذا النوع من الموظفين يتمادى في سلوكه يتدخل احياناً في اعمال إدارات أخرى من منطلق قربه من المسؤول!..النوع الآخر من المديرين الذين ذكرناهم يحاول جاهداً استغلال فرصة الانجاز لإبراز نفسه من خلال وسائل الإعلام أو من خلال مخاطبة المسؤولين في الادارات الحكومية مباشرة دون اتباع التسلسل الاداري في الجهاز الذي يعمل فيه، فيخاطب مدير الادارة الوزراء مباشرة لإهدائهم مطبوعات صادرة عن اداراته، يقوم بعض هؤلاء بإنجاز خطة أوعمل ومن ثم يعد الواحد منهم خطابات إهداء موجهة إلى جميع المسؤولين في الادارات الحكومية مرفقا بها العمل المنجز أو الخطة المقترحة, وهدف هؤلاء من ذلك هو إبراز انفسهم امام المسؤولين في الأجهزة الحكومية الأخرى الذين قد يطلبون الاستعانة بهؤلاء عندما يرون أعمالهم وانجازاتهم ليكونوا دائماً في الصورة وامام جميع المسؤولين!!..نوع من هؤلاء يستغل علاقاته الصحفية مع بعض الصحفيين في تسليط الضوء على نشاط إداراته او انجازاته لدرجة ان بعض هؤلاء من مديري الادارات او المديرين العامين تخرج صورته في الصحافة المحلية أكثر من خروج صورة المسؤول عنه او حتى الوزير المختص الذي يقف على رأس الوزارة!!..إن هذا النوع من المسؤولين يصلون إلى المسؤولية سريعا ويحظون بالتقدير في البداية وما هي الا أشهر وينكشف المستور وتظهر الأعمال على حقيقتها ويشعر المسؤولون الذين اختاروهم وقربوهم بأن هؤلاء أصبحوا يشكلون عبئاً عليهم مما يستدعي تهميشهم وإبعادهم عن موقع المسؤولية..هذا النوع من الموظفين يتسلقون السلم الوظيفي سريعا ولكنهم ايضا سريعا ما يسقطون!! لأن القصور التي تُبني في السماء لا بد أن يكون لها أساسات على الأرض.. وهذا ما لا يعملونه!!
|