في الانتخابات البلدية تظل الإجابة على سؤال (لماذا) أمراً في غاية الأهمية باعتبارها المحفز الأول للمشاركة، فإذا عرف الناس (لماذا يقترعون) بصورة وافية تغطي كل تساؤلاتهم، اندفعوا لتسجيل أسمائهم في الكشوفات المخصصة لذلك على بيِّنة.
إن إطلاق (لماذا) بصورة مكثَّفة حد الإشباع أمر ضروري في مسألة الانتخابات البلدية بوصفها ثقافة جديدة غير مألوفة في أوساطنا الاجتماعية بالشكل الذي يحتم علينا بذل أقصى جهد في عملية الإقناع عن طريق كشف كل الأسباب والمبررات التي تجعل الناخب يعرف ويدرك ويتأكد (كم أن تسجيل اسمه أمر عظيم) في المسألة الانتخابية. إن (لماذا) تأتي لتقول للناس كل شيء عن أهمية الانتخابات، وكل الأسباب التي دعت إلى تكوين مجالس بلدية وكل الفوائد التي يمكن أن تعود على المدينة والقرية وكل الخدمات الإدارية التي يمكن أن تسهِّل مهام المواطن وكل القنوات التي يمكن أن يعبِّر فيها المواطن عن رأيه حول عوائق (بيروقراطية) في الإدارات البلدية.
الجهود التي بذلت في تسويق الفكرة الانتخابية محل تقديرنا، ولكنها لا تكفي مقارنة بحجم الفكرة الكبير، وقولهم: (إذا لم تسجل اسمك لن يسمع صوتك) سبب صغير جداً وتأثيره أقل من أن يجيش المجتمع للانتخابات البلدية، حتى الكتيب الصغير يظل صغيراً مقارنة بالمهمة الكبيرة المناطة به.إن الذي يقول (لماذا) بصورة مؤثِّرة ومقنعة هي (الفلسفة الانتخابية) وهذه لم نر لها أثراً رغم أنها هي الأساس الذي ينبني عليه الفكر والناس والحضارة، فالذي يستطيع أن (يفلسف) عمله بصورة منطقية يكون أقرب إلى التأثير والفهم. ليس بالضرورة أن ينجح الإداريون أو الأكاديميون في تسويق قضايا جماهيرية هي أقرب للمثقف والمفكر والفيلسوف والمبدع.
|