كل منا يدرك أن لدينا العديد من الأطفال الموهوبين في الرسم والموسيقى والغناء.. وفي جميع ضروب الفن.. هذه المواهب التي تمتلئ بها المدارس.. وتعيش بين ظهرانينا لهي بأمس الحاجة إلى أيد ترعاها وتتبناها.
لقد شاهدت في المعارض الفنية المدرسية وخاصة الابتدائية بعض الاعمال الفنية البارعة.. من أطفال في عمر الزهور استطاعوا بتفكيرهم الذي قد يختلف عن تفكيرنا.. وبما تشبعوا به من طيبة وصفاء.
لقد أدركت أن الأطفال لهم أسلوب يختلف وأساليبنا في التفكير والتنفيذ.. ومع ذلك يبدعون.. ويقدمون اعمالاً تدهشنا نحن الكبار.
لقد شاهدت العمل الفني المنشور مع هذا الكلام.. والذي عبر به طفل لم يتجاوز بعد العقد الاول من عمره.. لقد صور بأخيلته النظيفة وذهنه المتفتح حفل الزفاف فضمنها ألواناً معبرة عن الأفراح.. ولو وضع اللون وحده لعبر عن تلك المشاعر المتقدة في نفسه .. ولكنه ذهب إلى أبعد من ذلك فصور الرقصات.. والولائم.. رقصات النساء في الأفراح.. ضفائرهن متلاطمة.. وحركات ايقاعية.. ضمنها الموائد.. والضجيج والصخب الذي يرافق كل حفل زفاف.
لقد شاهدت كثيراً من تلك الاعمال التي فذلكتها أنامل صغيرة.. وبراعم متفتحة.. ولم أملك سوى التعجب والثناء على تلك المواهب.. وطلبنا من المشرفين على تلك المواهب مستجدياً بعث هذه الاعمال لمعرض رسوم الاطفال الذين يقام كل عام في مدينة الرياض.. وحبذا لو تم اختيار اللوحات الفائزة منها وتم الاشتراك بها في معارض الأطفال الدولية لخرج أطفالنا بنتائج تذهل.. ومستوى يشرف.
وهناك بالمناسبة حادثة حدثت في عام 1959م وهي حكاية طريفة بطلتها طفلة يافعة تبلغ من العمر 7 سنوات.. واسم الطفلة (جيتكا سامكوفا) من تشيكوسلوفاكيا حيث رسمت رسماً بسيطاً عبرت فيه عن فرحة الأطفال بعيد الربيع واعجب المدرس بعملها وأرسله لمنظمة الأطفال.. فطبعت آلافا على شكل بطاقات تهنئة وتم توزيعها في جميع دول العالم وجمعت من توزيعها أموالا طائلة.. وهنا نجحت فكرة بطاقات المعايدة والتهاني وأصبح الرسامون الكبار من كل دول العالم يشتركون في رسم هذه البطاقات التي يصل توزيعها أحياناً قرابة 50 مليون بطاقة سنوياً توزع في أكثر من دولة من دول العالم.. واذا كان هناك فضل فهو يعود للطفلة (جيتكا) صاحبة الفكرة العظيمة.
وهنا ندرك أهمية فنون الأطفال.. والاهتمام بأعمالهم متى كانت ملفتة للنظر وفي مستوى التقدير.
|