في الوقت الذي بلغت تكهنات الكثيرين فيه إلى الاعتقاد باستحالة زيارة المستر نيكسون لموسكو بسبب توتر الوضع في الشرق الأقصى لتصاعد الأزمة في حرب فيتنام، يبرهن القادة الروس والامريكان مرة اخرى بوصول الزعيم الامريكي الى موسكو امس على أن أي حادثة في العالم لا يمكن ان تسبب قفل باب الحوار بينهما بحيث لا يندفع الروس بالعاطفة لمقاطعة الامريكان انتصارا لفيتنام الشمالية التي تتلقى الضربات الجوية القاسية من سلاح الطيران الامريكي، كما اصبحت محاطة مياهها الاقليمية بحاجز من الألغام لا يستطيع رفعه من اعماق البحر الا الذين زرعوه .. وبالمثل فلم يضطرب حبل وصل امريكا مع روسيا عندما حطمت الاولى قيود حظر تصدير طائرات الفانتوم لإسرائيل في مواجهة العرب الذي تظهر الاخيرة صداقتها لهم بحكم معاهدات الصداقة واحتكار تصدير السلاح للبعض من دولهم.
من خلال هذه المفاهيم والوقائع تعمق الاعتقاد بأن الدول الكبرى تسعى الى تنمية مصالحها الخاصة في تعاملها مع الدول الصغرى بما في ذلك العرب والفيتنام عاملة للمحافظة على أمنها في الدرجة الاولى بتجنب اسباب الصدام مع البعض الآخر الذين ينافسونها في القوة !!
من خلال ذلك تعمل المملكة العربية السعودية ممثلة في مساعي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية إلى فتح حوار واقعي وواع مع الشقيقة جمهورية مصر العربية لتدارس الأمور ومعالجة ما يمكن من أوضاع أمتنا المعلقة والمسببة لعرقلة المسيرة التي يجب ان تكون موحدة ومنسقة وعدم الالتفات الى الخلافات الجزئية التي ينفذ منها دائما خصوم امتنا الذين يهمهم في الدرجة الاولى خلق التوتر وإثارة الزعازع والاضطرابات وتعضيد ما قد يسهل حله من مشكلات قائمة أو مستجدة !!
فمساعي المملكة الآن في شخص سمو الأمير فهد بن عبد العزيز لم تكن لمغانم خاصة ولا القصد منها التغلب على مشكلات محلية أو مجاورة فمقدرة المملكة الذاتية - كما هو معروف - مسيطرة نابهة .. بل الغاية من هذا التحرك الخيِّر النبيل ليس الا لمرامي قومية شاملة تعود ثمارها لأمتنا جميعا .. وفي ذلك أعظم المكاسب وأعز المفاخر أيضاً.
وفق الله قادتنا الى ما فيه جمع الشمل والتعاون على دفع الضرر بقيادة قائدنا الملهم فيصل بن عبدالعزيز.
|