اعتقال نيلسون مانديلا

في مثل هذا اليوم من عام 1956 اعتقلت السلطات العنصرية في جنوب إفريقيا الزعيم الأسود نلسون مانديلا و156 من رفاقه بسبب نشاطاتهم السياسية المناهضة لنظام الفصل العنصري جنوب إفريقيا.
كانت الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا قد أقامت حكومة عنصرية في البلاد بعد استقلالها عن التاج البريطاني حيث استحوذت هذه الأقلية على كل موارد البلاد وفرضت على الأغلبية السوداء الحياة في معازل خاصة.
ومع انطلاق موجة التحرر الوطني في مختلف دول العالم الثالث بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية اشتدت رغبة الأغلبية السوداء في القضاء على نظام الفصل العنصري. وشكل نيلسون مانديلا ورفاقه المؤتمر الوطني كحزب سياسي وجبهة تحرير وطني ولكن سلطات الأقلية البيضاء سارعت باعتقالهم.
ولم يستمر اعتقال هؤلاء السياسيين طويلا حيث أفرجت بعد فترة ليواصلوا كفاحهم. وسرعان ما نجحت جهود الوطنيين السود في اجتذاب التأييد الدولي حيث قررت الأمم المتحدة تعليق عضوية جنوب إفريقيا بها وفرضت المنظمة الدولية عقوبات اقتصادية ضدها.
سعت الأقلية البيضاء إلى احتواء حركة النضال الوطني للأغلبية فأعادت اعتقال نيلسون مانديلا مرة أخرى ليستمر في المعتقل أكثر من 25 عاما حتى مطلع تسعينيات القرن العشرين عندما اكتشفت الأقلية البيضاء أنها لن تستطيع تحدي المجتمع الدولي فأفرجت عن نلسون مانديلا وباقي المعتقلين السياسيين وألغت القوانين العنصرية وأجريت أول انتخابات ديموقراطية عامة فاز بها حزب المؤتمر الوطني بزعامة نيلسون مانديلا الذي أصبح أول رئيسا أسود لجنوب إفريقيا.
وعادت هذه الدولة إلى المجتمع الدولي بكل منظماته الدولية والإقليمية خلال التسعينيات. وبعد فترة رئاسة واحدة قرر نيلسون مانديلا ترك العمل الرسمي حيث خلفه تليمذه تامبو مبيكي رئيسا للبلاد حتى الآن في الوقت الذي واصل فيه نيلسون مانديلا جهوده على صعيد تسوية الأزمات الدولية بخاصة في القارة الإفريقية.