في مثل هذا اليوم من عام 1917 أعلنت فنلندا استقلالها عن روسيا وهو عيدها القومي حاليا. تقع فنلندا في أقصى شمال أوروبا وقد ظلت جزءا من المملكة السويدية على مدى أكثر من 700 عاما منذ استولى عليها السويديون في عهد الملك إيريك عام 1154.
وفي عام 1808 غزت قوات الإمبراطور الروسي ألكسندر الأول الأراضي الفنلندية واستولت عليها ولكنها احتفظت لها بحق الحكم الذاتي تحت قيادة الدوق الأكبر الذي أعلن اتحاده رسميا مع الإمبراطورية الروسية.
ولم يقبل الفنلنديون أن يحل الروس محل السويديين في استعمار بلادهم لذلك ظهرت حركة وطنية فنلندية قوية تقاوم النفوذ الروسي في البلاد.
ومن أشهر الانتفاضات الوطنية في تاريخ فنلندا انتفاضة كاليفالا عام 1835 وانتفاضة 1892 التي أسفرت عن حصول فنلندا على قدر أكبر من الاستقلالية عن الإمبراطورية الروسية.
وفي أكتوبر عام 1917 قامت الثورة الشيوعية في روسيا وأطيح بالنظام الملكي في موسكو وأعلنت الحكومة الثورية الروسية رفضها للنزعة الاستعمارية التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
وبالفعل انتهز الفنلنديون الفرصة وأعلنوا استقلال بلادهم عن روسيا في السادس من ديسمبر 1917 وسرعان ما أعلنت الحكومة الشيوعية في موسكو اعترافها باستقلال فنلندا.
ولكن الحرب الأهلية التي اشتعلت في روسيا في أعقاب الثورة الشيوعية أدت إلى تدهور العلاقات بين روسيا وفنلندا. وفي عام 1920 وقعت الدولتان معاهدة تارتو لترسيم الحدود بينهما. وخاضت فنلندا معركتين كبيرتين ضد القوات السوفيتية خلال الحرب العالمية الثانية مدعومة من جانب ألمانيا النازية. ولكن القوات النازية في المقابل احتلت الأراضي الفنلندية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا. وبعد الحرب اتخذت فنلندا موقفا أشبه بالحياد بين الكتلة الشرقية الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفيتي والكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة طوال سنوات الحرب الباردة. عاصمة فنلندا حاليا هي هلسنكي. وتعود شهرتها حاليا إلى إحدى شركات الهواتف المحمولة التي تعد أكبر شركة في هذا المجال على مستوى العالم.
|