في مثل هذا اليوم من عام 1925 وقعت بريطانيا وإيطاليا ومصر معاهدة جغبوب لترسيم الحدود بين مصر وليبيا، حيث نصت المعاهدة على ضم واحة جغبوب المتنازع عليها إلى ليبيا. وكانت إيطاليا قد احتلت ليبيا منذ مطلع القرن العشرين في حين كانت بريطانيا تحتل مصر رغم الاستقلال الاسمي الذي حصلت عليه مصر في اعقاب الحرب العالمية الأولى بفضل ثورة 1919 التي أجبرت بريطانيا على إصدار تصريح 28 فبراير الذي نص على استقلال مصر كمملكة دستورية مع احتفاظ بريطانيا بحقها في الوجود العسكري في مصر لحماية مصالحها. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى حاولت إيطاليا تدعيم وجودها في ليبيا خاصة بعد نجاحها في القضاء على ثورة عمر المختار في العشرينيات فتقدمت قواتها ناحية الحدود المصرية الليبية لتصطدم ببريطانيا التي كانت تعتبر نفسها الحاكم الفعلي لمصر.
دخلت بريطانيا وليبيا في مفاوضات طويلة بمشاركة من الحكومة المصرية اسفرت عن معاهدة جغبوب لترسيم الحدود بين البلدين. وقد احترمت الاطراف الثلاثة هذه المعاهدة حتى قيام الحرب العالمية الثانية واشتعال المواجهة بين قوات الحلفاء بقيادة بريطانيا وقوات المحور بقيادة ألمانيا على الحدود المصرية الليبية التي انتهت بهزيمة المحور في معركة العلمين. ورغم الحرب لم يتغير ترسيم الحدود بين مصر وليبيا. وقد شهدت العلاقات المصرية الليبية بعد استقلال ليبيا وقيام ثورة الرئيس معمر القذافي تذبذبا واضحا وصل في عهد الرئيس المصري أنور السادات إلى حد المواجهة العسكرية بين البلدين.
|