* د. ماجدة ملك :
تُعد حبوب منع الحمل من أكثر وسائل تنظيم الإنجاب شيوعاً وقبولاً، بسبب تنوعها وتوفرها، وفاعليتها، وسهولة استخدامها مقارنة بغيرها من الوسائل التي تتطلب إجراءات واحتياطات خاصة عند استعمالها.. لكن ماهي حبوب منع الحمل، وماهي أوجه المفاضلة بين أنواعها، وحقيقة التأثيرات الجانبية لها، وما صحة ما يقال عن ارتباطها بعدد من السرطانات والأورام، كل هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على د. ماجدة ملك استشارية النساء والتوليد بمستشفى الحمادي بالرياض فكان هذا الحوار:
* بداية نسأل ما هي أنواع حبوب منع الحمل؟
- يمكن تصنيف حبوب منع الحمل إلى صنفين.. الأول هو الحبوب المركبة: وهي الحبوب المؤلفة من الاستروجينات والمركبات البروجسترونية التأثير بنسب وكميات ثابتة، وهذا النوع هو الأكثر جدوى والأكثر انتشاراً، حيث تؤخذ حبة واحدة يومياً لمدة 21 يوماً ثم يوقف استعمالها، فيأتي الطمث بعد ذلك بيومين أو ثلاثة أيام.. يجب أن تؤخذ الحبة في نفس الوقت كل يوم، وفي حال نسيان تناول قرص من الأقراص في الوقت المحدد يجب أن يؤخذ فور تذكره لأنه في حال تجاوز 12 ساعة فإن قدرة منع الحمل تتأثر.. والصنف الثاني هو الحبوب البروجسترونية التأثير: وهذا النوع من الحبوب يحوي مركبات البروجسترون فقط، ويُعطى هذا النوع من الحبوب عندما يكون هناك مضادات استطباب لاستخدام الاستروجين، كالنساء اللواتي لديهن صداع الشقيقة أو ارتفاع التوتر الشرياني، ومريضات السكري علماً بأن الحبوب المركبة ليست مضاد استطباب مطلقاً عند السكريات اللواتي يكون السكر مضبوطاً لديهن، كما تعطى للمرضعات، حيث إن هذا النوع من الحبوب لا يتدخل بكمية وتركيب الحليب.
* وما آلية تأثير حبوب منع الحمل؟ وهل تختلف باختلاف النوع؟
- في الحبوب المركبة يكون التأثير بمنع حدوث الإباضة، حيث إن الاستروجين يثبط إفراز هرمون ال F.S.H، بينما يمنع البروجسترون حدوث ذروة ال L.H، أي أن هذا النوع من الحبوب يتداخل بطريق هرموني في كل من مرحلتي الدورة الطمثية الطبيعية.
كما أن هذا النوع من الحبوب يغيِّر مخاط عنق الرحم ويجعله مخاطاً لزجاً وثخيناً يحول دون دخول النطف إلى جوف الرحم، وتحدث تبدلات في غشاء بطانة الرحم، فلا يجعله مهيأ التهيئة الجيدة لتلقي البيضة الملقحة وتغذيتها فيما لو حدث الإلقاح فعلاً.
في الحبوب البروجسترونية التأثير تتدخل هذه الحبوب بتغيير المخاط العنقي وبالتعشيش، كما تسرع مرور البويضة من البوق للرحم مما يقلل من قابلية الإلقاح، وفي 10-20% من النساء تمنع تطور الجريبات مما يؤدي لانقطاع الطمث، بينما النسب الباقية يحدث لديهن نزوف غير منتظمة.
* وماذا عن التأثيرات الجانبية لحبوب منع الحمل؟
- قد تحدث بعض الأعراض خلال الأشهر الثلاثة الأولى من استعمال حبوب منع الحمل وقد تدفع بعض النساء لإيقافها، وأكثر هذه الأعراض شيوعاً هي الغثيان.. المشح الدموية (النزف الخفيف) بين الطموث وألم الثدي والنزف وزيادة العد واضطراب الشهية الجنسية، وهذه الأعراض تتلاشى تدريجياً في الأشهر التالية، وقد تكون شديدة بحيث تمنع المرأة عن الاستمرار في استعمالها في الدورات القادمة.
من جهة أخرى فإن الحبوب تنظم الطمث المضطرب وتزيل الآلام التي ترافقه وتسبقه، كما تقلل من غزارة الدم الطمثي، كما أن الحبوب الحاوية على مركبات مضادة للاندروجينات مفيدة في العد (حب الشباب) كما تفيد في كيسات المبيض الوظيفية.. أما في الحبوب البروجسترونية فقد تكون النزوف المتقطعة سبباً في إيقاف استعمالها عند 20% من النساء، كما قد تظهر بعض الكيسات الوظيفية في المبيض بسبب نمو الجريب دون إباضة ولكنها تتراجع غالباً بشكل تلقائي.
* وماهي مضادات استطباب حبوب منع الحمل؟
- لا يجوز استعمال حبوب منع الحمل عند من يعانين من أمراض القلب الوعائية، أو ممن لهن سوابق التهاب وريد خثري أو صمامات، وكذلك سوابق النزف الدماغي، والمصابات بارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، أو اللواتي لديهن اضطراب في وظائف الكبد أو يرقان سابق. كما أن الحصيات المرارية قد تزداد عند مستعملات حبوب منع الحمل، ومن مضادات الاستطباب بحبوب منع الحمل أيضاً الشقيقة وسرطان الثدي.
كما أن هناك مضادات استطباب نسبية كالعوامل التي قد تزيد من خطورة الأمراض القلبية الوعائية مثل البدانة والتدخين وفرط التوتر الشرياني.
من هنا يجب ألا نستعمل حبوب منع الحمل إلا برأي الطبيب وبعد استجواب دقيق لسوابق المرأة وحالتها الحاضرة وفحصها حتى إذا وجد ما يمنع استعمالها ننصح المرأة باللجوء إلى وسيلة أخرى لمنع الحمل.
|