لم يحقق الاتحاد مجرد بطولة آسيوية تذوقتها الجماهير السعودية مرات عديدة على مستوى الأندية والمنتخبات، وانما حقق ما هو أهم حيث جاءت في توقيت صعب وبعد انتكاسات متكررة للكرة السعودية على الصعيدين القاري والعالمي، اضافة إلى انها تمر محلياً بمرحلة حرجة وغير مستقرة اثرت على شكل ومستوى واجواء الدوري وبقية المسابقات.
بطولة الاتحاد الآسيوية عبارة عن انفراج لأزمة كروية لا نستطيع تجاهلها، وهي كذلك اثبات لوجود ونبوغ وسيادة وتألق الكرة السعودية، وانها ما زالت قادرة على فرض نفسها واسمها وتوهجها على المشهد الكروي الآسيوي بالرغم من كل الاخفاقات التي تعرضت لها، والمواقف السلبية التي عادة ما يبدع الاتحاد الآسيوي في اتخاذها ضد الأندية والمنتخبات السعودية.
شكراً لرجال وابطال العميد الذين قدموا للوطن انجازاً قارياً أعاد له تفوقه وثقته وهيبته، وهنيئاً لهم الاسهام الرائع في تحقيق جزء مهم من احلام الوطن الكروية وطموحاته الرياضية.. ودعاء صادق للمولى القدير بأن يديم على بلادنا عزها وخيرها وشموخها ومنجزاتها.
سر الإنجاز
مهما قلت من عبارات الاطراء والمديح والاعجاب بالاتحاد فلن تكفي لإنصافه وتثمين بطولته، ولن أضيف أو يضيف غيري شيئاً جديداً يمكن ان يعبر انطباعياً عن معنى وقيمة وابعاد البطولة.. لذلك من الضروري الخروج منها بحقائق ووقائع تزيدها أهمية وتقدم للجميع دروساً تستحق الامعان بها والاستفادة منها في ممارساتهم ونوعية أفكارهم.
في ظل ما حدث في جدة، ووسط ظروف ونفسيات وايضاً معنويات هابطة حد التشاؤم ودرجة اليأس، ما كان الاتحاد ليعود بالكأس وبنتيجة مذهلة اشبه بالمعجزة الا لان تغيراً قوياً وهائلاً ومؤثراً قد طرأ على الفريق، جعله يتحول بسرعة خاطفة من فريق بائس كئيب متهالك الى عملاق متمرس كاسح، لم يكن اجراء خارقاً بقدر ما كان استثماراً متوفراً وتوظيفاً صحيحاً لامكانات وطاقات اللاعبين وابرازاً لمواهبهم وتحفيزاً لمكامن بذلهم وعطاءاتهم بطريقة تقهر المستحيل وتصنع المعجزات.
نعم كان هنالك اعداد اداري وتهيئة نفسية لتجاوز هذه المعضلة، وكذلك تدخلات فنية من المدرب البديل دورقان، لكن الأكثر تأثيراً هو النابع أولاً واخيراً من حماس اللاعبين وقوة ارادتهم وحجم استعدادهم ورغبتهم الجادة في احراز نتيجة تضمن لهم العودة من كوريا بكأس البطولة، وهذا ما رأيناه من اللاعبين بلا استثناء وهم يحرثون الارض ويقاتلون باصرار, يدافعون بشراسة ويهاجمون بحرفنة واتقان.
الاتحاد في كوريا لوحة جميلة ومعبرة، فيها من التفاني والعطاء والوفاء الشيء الكثير، وهي نموذج لفعل الانسان ومواهبه وقدراته من خالقه، يستطيع بموجبها في شتى الميادين والمجالات ان يبدع ويتألق ويتطور ويصل بذاته ومجتمعه الى القمة متى ما أراد ان يكون كذلك..!
أين انتم من الهلال؟!
التفاعل الرسمي والشعبي مع منجز الاتحاد هو التوجه السليم والاتجاه الصحيح لهذا النوع من الانتصارات المسجلة باسم الوطن، وهو بالضبط ما كانت تستحقه الأندية السعودية في مختلف منجزاتها الخارجية، وفي مقدمتها الهلال الذي قدم لوطنه ما لذ وطاب من البطولات وأكثرها عدداً خليجياً وعربياً وآسيوياً وقبل ذلك محلياً.
ما حظي به الاتحاد أمر مفرح وطبيعي واحتفاء منطقي لابد منه، ولا يليق بنا تهميشه والتقليل من شأنه، لكننا في ذات الوقت كنا نتمنى ان يجد الهلال القليل منه وهو يبحث عن لقبه الآسيوي (نادي القرن) المسلوب ظلماً واجحافاً وتلاعباً، كنا نتمنى ذلك لانه في النهاية باسم ولفائدة كل الوطن، مما يعني بديهية والزامية دعمه والوقوف معه باعتباره لقباً مشروعاً له وحقاً مكتسباً لا يجوز التفريط والتنازل عنه، وهنا أشير الى ان الاتحاد الآسيوي تعمد حجب اللقب لانه للهلال، ولم يمنحه اي اهتمام بسبب عدم متابعته والمطالبة به من قبل الجهات المعنية هنا، والمسؤولة عن المحافظة على حقوق الاندية ومكتسباتها..!!
لو كانت هذه البطولة هلالية - كالعادة - فكثير من الوجوه والاصوات والمواقف ستختفي أو ربما تقول كلاماً فجاً يفضح تعصبها وحقدها وكراهيتها..!
غرغرة
* نأمل ان يكون مردود بطولة الاتحاد على المنتخب في دورة الخليج ايجابياً وليس العكس.
* فرق كبير بين رقي وتواضع رجل الاتحاد الأول وصانع انجازه منصور البلوي وبين انفعال وتعالي شقيقه إبراهيم..!!
* يطالبون بمشاركة النصر سادس الدوري الأخير في البطولة الآسيوية المقبلة بديلاً عن الأهلي وينسون ببساطة وبمنتهى الجهل والانانية خامس الدوري الاتفاق..!!
* يظل خميس العويران القاسم المشترك والرقم المهم في معادلة انتصارات الاتحاد والمنتخب.
* التصريحات الأخيرة لادارة النصر وقرارها بالموافقة على التنازل عن عبد الله القرني لاي ناد الا الطائي، نتاج آخر للعلاقات الجديدة المتطورة التي تتمسك بها وتتحمس من أجلها ادارة الطائي..!!
* ما فعله الاتحاد في كوريا حدث تاريخي سوف يبقى في ذاكرة الرياضيين سنوات طويلة قادمة.
* بعض المحسوبين على الاتحاد كتبوا عن البطولة وكأنهم العناصر الرئيسية في تحقيقها..!
|