اطلعت على ما سطره قلم المشرف التربوي في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض راشد محمد الشعلان بعنوان (الضعف الاملائي) يتطلب علاجاً من نوع آخر، وذلك في عدد الجزيرة 11745 وتحديداً في العزيزة. وحقيقة لقد وضع الأخ راشد النقاط على الحروف ووضح فيما كتب بعض المشاكل الدراسية التي تؤرق الكثير من رجال التعليم من خلال التطرق للضعف الإملائي عند الطلاب في جميع المراحل. وقد ذكر مظاهر الضعف، وأسباب هذا الضعف عند الطلاب، ومن ثم أساليب العلاج له. وقد أجاد في تعقيبه ايما إجادة. ولكن هناك بعض التقاط قد تكون قد فاتت على أخي لم يذكرها وهي من أسباب تدني وضعف مستوى الطلاب في هذه المادة، بل إنها من الأسباب الرئيسية التي لو تمت معالجتها لكانت كفيلة لتغيير مستوى الكثير من الطلاب ليس فقط في مادة الإملاء بل في جميع المواد، والتي احببت أن اوضحها متمنياً أن تؤخذ بعين الاعتبار ويلفت النظر إليها وهي كما يلي:
أولاً: كثافة المنهج الذي قررته الوزارة على الطلاب، مما نتج عن ذلك الضعف الواضح عند الكثير من الطلاب، إضافة إلى ان المعلم لا يستطيع ان يلم بالمنهج كله نظراً لطوله وهو المطالب بتدريسه كاملاً دون أي نقص، من إملاء القطع المقررة، والإجابة على التدريبات، وتدريس القواعد المقررة في الكتاب على التلاميذ.
ثانياً: قلة حصص الإملاء في المدارس وخاصة في مدارس تحفيظ القرآن التي قرر فيها للإملاء حصة واحدة مقسمة بينه وبين مادة الخط، وإذا كان الأمر كذلك كيف يستطيع المدرس أن يتقن تدريس مادة الإملاء وهو الذي يعاني من الضغط وقلة الحصص وطول المنهج، كما قيل (إذا أردت أن تطاع فاطلب ما يستطاع) والواقع يقول إذا أردنا من المعلم النجاح في تدريس مادة الإملاء خاصة وغيرها من المواد يجب علينا أن نرسم الطريق له، ونعطي المواد حقها، ونجعل الحصص تناسب المنهج، ليكون لدى المعلم الوقت المتسع لاتقان وتعليم مادة الإملاء.
ثالثاً: عدم إجادة بعض المعلمين التدريس ليس فقط بقلة الخبرة وعدم الإلمام ببعض القواعد الإملائية، بل في تدريس مواد اللغة العربية عامة رغم أن الكثير يحمل مؤهلاً عالياً وفي تخصص اللغة العربية، وهذا من الأسباب الرئيسية في وجود الضعف بين طلابنا، وإذا كان فاقد الشيء لا يعطيه، كيف نؤمل ونتطلع من هؤلاء المعلمين أن يخرجوا لنا أجيالاً على درجة عالية في مواد اللغة العربية وخاصة الكتابة الإملائية؟! وانظر أخي إلى كثرة الأخطاء الإملائية خاصة عند الكثير من معلمي اللغة العربية، وسندرك أن بعض المعلمين من الأسباب الرئيسية لوجود هذا الضعف.
رابعاً: عدم اهتمام المجتمع باللغة العربية، والواقع يشهد بذلك، بل ان البعض وللأسف الشديد يفضل غيرها عليها، وإذا كنا لا نتحدث بلغتنا، ولا نجيد الكتابة فيها، ولا نهتم بها، ونفضل غيرها عليها من الطبيعي أن يكون لدى الكثير منا رجالاً ونساء ضعف في مواد اللغة العربية. إذاً فالقضية المجتمع العربي كله، إذ هي لا تقتصر على الطلاب والطالبات بل تمتد إلى المجتمع كله الذي يعاني من ذلك، وقليل منا من يهتم بلغته ويحافظ عليها.
خامساً: افتقادنا الكثير من المعلمين لفن التعامل مع التلاميذ سبب رئيسي في تدني وضعف مستوى التلاميذ ليس في الإملاء فقط بل في جميع المواد، وإذا كان المعلم يفتقد لذلك فمن الطبيعي أن يكون مستوى طلابه ضعيفاً، ومن المعلوم أن المعلم الذي لا يجيد هذا الفن لن يستفيد منه الطلاب مهما كان مستواه في التدريس لأن الطلاب يحبون ويسمعون لمن يحسن التعامل معهم بل ويطبقون ما يقول لهم، أما من كان قاسياً في تعامله مع الطلاب فلن يستجاب له وسوف يكون مكروهاً مع مواده التي يدرسها.
صالح بن عبد الله الزرير التميمي /الرس
|