يترقب الشباب بشغف حوارهم المرتقب، المزمع إقامته في هذا الشهر شوال 1425هـ، فالشباب هم روح الأمة وقلبها النابض، ويشكلون النسبة الكبرى من سكان البلاد، أولئك الأعداد الكبيرة التي تحتضنهم المدارس المتوسطة، والمدارس الثانوية هم من فئة الشباب، وتلك الأعداد الهائلة داخل أروقة الجامعات هم الشباب، والذين يَهُزُون مدرجات الملاعب شباب أيضاً، فالشباب يشكلون مساحة واسعة في جسد مملكتنا الغالية.
لذا أولت الدولة وفقها الله قطاع الشباب جلّ اهتمامها وجعلت الاهتمام بالشباب في مقدمة الأولويات والشباب طاقة وثروة ولذلك ينصح الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب أن يغتنموا شبابهم قبل هرمهم .. والحديث مع الشباب وعن الشباب يرتبط بمستقبل مملكتنا الحبيبة.
يا ترى ماذا يريد الشباب؟ وماذا يراد منهم؟ وما دور الأسرة، والمدرسة، والمجتمع ..؟
من الآمال المعقودة على الشباب بناء نفسه بناء سليماً من جميع نواحي شخصيته وبخاصة في الجانب الروحي والفكري والاجتماعي. ويطلب من الشاب التزود بجميع أنواع المعرفة فالمعرفة قوة، وأي قوة في هذا العصر عصر الانفجار المعرفي. ويطلب من الشباب أن يكونوا معاول بناء لأمتهم، يبنون ولا يهدمون ويصلحون ولا يفسدون وليست المشكلة أن تواجه الشباب بعض المشكلات لكن المشكلة العويصة أن لا يتصدى الشباب للمشكلات.
والشباب ليسوا وحدهم المسؤولين عن المشكلات التي تواجههم ولكنها مسؤولية مشتركة بينهم وبين سائر الجهات المسئولة عن التربية .. البيت والمدرسة والمؤسسات الإعلامية والأندية ومختلف المؤسسات المسئولة عن التربية والتعليم .. والأسرة يقع عليها مسئولية كبيرة تجاه الشاب والبدء معه من الصغر ومنذ نعومة أظفاره تربية، وتعليماً، ومتابعةً وينبغي تقوية العلاقات الأسرية بين أفراد الأسرة .. والمدرسة يقع عليها جانب كبير في تربية وتعليم الشباب تربية سليمة وتعليماً صحيحاً لا يشوبها شوائب .. نعم لا يبقى إلا السليمة، ولا يصح إلا الصحيح.
والمجتمع كله وبرمته يجب أن يحسن التعامل مع الشباب ويتفهم ظروفهم، إن الشباب يحتاجون إلى الكلمة الطيبة والقول السديد، وأن تسود علاقة المحبة والإخاء بين الجميع، وإذا ما أخطأ الإنسان عليه أن يتدارك ويرجع إلى رشده.
وصحيح أن كثيرا من الشباب يبحثون عن الوظيفة ومنهم من يبحث عن الكرسي الجامعي، وهذا ما تسعى الدولة جاهدة لتوفيره مع وجود صعوبات كبيرة في ظل التفجر السكاني ورغبة الشباب في مواصلة تعليمهم، وجريهم خلف الوظيفة والعمل المكتبي، وجعلهم الوظيفة هي الباب الواحد لطلب الرزق.
إني أقول للشباب إذا توفرت الوظيفة فبها ونعم وإلا فهناك أبواب أخرى يجب طرقها غير الوظيفة، فرجال الاعمال والتجار وأصحاب رؤوس الأموال لم يعرفوا طريق الوظيفة ..!!، وعلى الشباب استغلال عامل الوقت في الإنتاجية والعطاء .. وعلى الشاب في بداية مشواره الوظيفي أن يقبل بأي وظيفة تتاح له مهما دنت مرتبتها فهذا خير له من الجلوس بدون عمل وكما يقال في المثل العامي عندنا (تعبَّر بأم شوشة حتى تأتي المنقوشة) ويا شبابنا الأعزاء نحن ما زلنا بحاجة إلى الطبيب السعودي، والصيدلي السعودي، والمعلم السعودي، والمهندس السعودي والمحاسب السعودي .. و .. و .. و ويا أيها الشباب جدوا واجتهدوا وشمروا عن ساعد الجد والتوفيق بيد الله تعالى. وليحذر الشباب وليبتعدوا عن مواطن الانحراف العقائدي والسلوكي، والفكري، والله الله في دينكم ووطنكم. وكل التوفيق والنجاح لحوار الشباب المرتقب.
|