لماذا نتزوج؟ ما أصغر السؤال وما أوسع الإجابة..!!
إنه لسؤالٍ جدير فعلاً بأن نتوقف أمامه ملياً... ونبحث عن إجابة السؤال في موسوعتنا الخاصة جداً...
لأن مشروع الزواج... مشروع ضخم ومهدد بالانهيار إذا لم نبنِه على قواعد متينة تتحمل عبء هذا المشروع الفذ... وعندما طرحت هذا السؤال الضئيل في حجمه على شرائح متعددة من المجتمع النسائي والرجالي تجمعت لديّ إجابات لا بأس بها ما بين طريف وواقعي.. وهذه هي النتائج بالنسب.. فئة النساء: 70% أجبن نتزوج بعد أن نحب ولنقترن بمن نحب لنبني أسرة مستقرة في ظلال المحبة.. وأصرت هذه النسبة على أنهن لا يقبلن الزواج إلا مقروناً بالحب.
10% من النساء كان هدفهن الأول والأخير طفلاً يقول لهن ماما.. أما الزوج فلا يشترطن فيه إلا الأخلاق والوفاء..
10% من الفتيات يقبلن بالزواج من أجل الأمان والنفقة ولا يهمها نوعية الزوج.
5% من الفتيات يتزوجن مرغمات تحت تقاليد الأسرة بدون اختيار فهن يكرهن على ذلك إكراهاً..
5% من الفتيات يرفضن الزواج نهائياً لعدة أسباب منها عقدة من الرجل.. اكتفاؤها بوالديها وما بحوزتها من مال شعورها بأنها ليست كُفؤاً لتكوين أسرة..
هذه كانت إجابات الجنس الناعم بصراحة وبدون مواربة..
أما فئة الذكور فكانت لهم آراؤهم الخاصة بهم أيضاً.
40% من الرجال يتزوجون تحت إلحاح الأهل وخاصة الأم.. وباختيارها الشخصي لشريكة المستقبل وشعار هذه النسبة.. (نفعل كما فعل آباؤنا) وبالطبع يسعد الرجل بمساعدة أهله المعنوية والمادية فهم الذين حفزوا الفكرة.
20% من الرجال يصل للقرار شخصياً بعد تكوين عش الزوجية وتكاليف الزواج تحت شعار (الاستقرار وتكوين الأسرة قبل أن يفوت الأوان)، فهذه النسبة تكون قد تجاوزت الـ25 عاماً أو الثلاثين لتجهيز أعباء الزواج.
20% من الرجال يتزوجون بدافع إسلامي بحت.. فالموجّه الأول لهم محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج) وبذلك يحقق أهداف الشريعة الإسلامية.
10% من الشباب يعتبر الزواج الرغبة الأخيرة التي يقدم عليها بعد أن يكون قد حقق جميع طموحاته وأشبع جميع أهوائه وتمتع بشبابه ليستقر أخيراً مع امرأة عاقلة في القيد الذي هرب منه طويلاً.
5% من الشباب يتزوج بعد بحثٍ وتنقيب طويل عن فتاة أحلامه ذات المواصفات الخيالية والجمالية التي تدور بخلده.
5% من الشباب يرفض الزواج التقليدي عن طريق الأهل.. ليكون هو صاحب الاختيار الأول والأخير مما يكلفه الكثير من الوقت.
وهكذا نرى تفاوت الآراء واتحادها بين مجموعات واختلافها مع مجموعات أخرى.. ولكن جميع الذين أجابوا كانوا يجدون إجابة عن ذلك السؤال.. إذن فهم يواجهون أنفسهم بالحقيقة..
أما الذين لا يجدون إجابة مقنعة أو شافية تعلل إقدامهم على الزواج فأنصحهم بالتريث.. لأن الزواج كما قلت مشروع وليس مغامرة أو لعبة شيقة.
فالزواج هو شراكة بين اثنين.. تنمو هذه الشراكة لتنتج فروعاً صغيرة تنمو مع نمو هذه الشراكة المباركة.
ولكل شراكة أهداف ودستور خاص وأساس متين ترتكز عليه.
أما الشراكة التي تقوم على أساس التجربة والمغامرة والمقامرة فهي شراكة مهددة بالفشل والخسارة بلا شك لأنها أسست بدون دراسة وبدون هدف قوي..
صحيح أن شراكة الزواج تعتبر ارتباطاً وثيقاً بين شخصين لكن علامَ يقوم هذا الارتباط الوثيق وأي لغة تمارس بين الشريكين..
أعزائي المقدمين على الزواج نقبوا في أعماق أنفسكم عن دوافعكم لإنشاء هذه الشراكة أو هذا المشروع الاستثماري الضخم.. وارسموا الهدف بخطٍ واضح... لأنكم تشاركونني عبارتي التالية (فكل شيءٍ ليس له أساس يرتكز عليه سيقع لاحقاً بالتأكيد)!
| 
"الرأي"