جماعات وحلقات تحفيظ القرآن في بلادنا.. من أفضل المرافق التعليمية.. وأفضل ما يمكن أن توجه ابنك له.. لأنها محاضن طيبة مباركة.. كيف وهي تتدارس كتاب الله حفظاً وتجويداً وتفسيراً؟
** هذه المحاضن التعليمية التي تستقطب الآلاف من الطلاب سنوياً.. يقوم عليها.. نخبة من الأخيار من طلبة العلم والحفظة وأساتذة القرآن وعلومه
وأساتذة التفسير والتجويد.. يتلقّى فيها الطلبة أفضل العلوم وأجلّها.. ألا وهي القرآن، وعلومه.
** هذه الحلقات.. وهذه المدارس الطيبة المباركة.. لم تسلم من ألسنة السوء.. ولم تسلم من الهجوم ومن الاتهامات.. رغم أن كل الذي يدرس فيها.. هو القرآن وعلومه.. ولا شيء غير ذلك..
** ولا أدري.. هل يقصد هؤلاء.. أن القرآن أو التفسير أو التجويد يعلِّم العنف والإرهاب.. والقتل والتدمير والإفساد؟
** وإذا كان ذلك ما يعنون بالفعل.. فهل يجهلون أنهم غير صادقين؟ وقبل ذلك وبعده.. مجترئون على القرآن؟
** ثم.. لو سلمنا بذلك وصدَّقناهم.. هل المطلوب هجر القرآن أو نسيانه وشطبه من المواد الدراسية وإلغاء هذه الحلقات والجماعات ومدارس ومعاهد التحفيظ وكليات القرآن وعلوم القرآن وأقسامها في الجامعات الإسلامية؟
** لقد هوجمت هذه الجماعات والمدارس علانية.. ووُصفت بأوصاف بشعة.. وقيل ما فيها ما نخجل من ذكره هنا.. واتهم معلموها وطلابها باتهامات باطلة.
** هذه الجماعات التي جمعت شمل أبنائنا وناشئتنا على هدي من كتاب الله.. يحفظونه ويتدارسونه ويعرفون الأحكام والعقيدة والهدي الإلهي.. من كتاب الله.. ويعرفون قصص الأوائل ويأخذون منها.. العبر والدروس..
** قبل أكثر من عشرين أو ثلاثين سنة.. كان لا يوجد لدينا حافظ للقرآن.. إلا أشخاص يعدون على أصابع اليد الواحدة.. وكان حفظهم مليئاً باللحن والضعف والتعتعة.. لأنه لم يكن على يد أساتذة مهرة.. بل كان باجتهادات شخصية.. وكان هؤلاء.. لا يعرفون التجويد ولا التفسير.. بل كانوا يهذون القرآن هذاً..
** واليوم.. لدينا عشرات الآلاف من الحفظة.. رجالاً ونساء..
** اليوم.. في المسجد الواحد.. وعندما تقام الصلاة ويتخلف الإمام.. تجد أكثر من شخص.. كلهم حفظة.. وهذا كله.. من بركات تلك الجماعات والحلقات والمدارس.
** إن هذه الحلقات والجماعات والمدارس.. تجد الدعم كل الدعم من حكومتنا الرشيدة.. وتجد كل التشجيع والمساندة رغم كل ما قيل فيها.. وما هُوجمت به.. فقد قرأت تقريراً قبل أيام.. صادراً من جهة مسؤولة يقول: إن حلقات التحفيظ زادت حوالي (9%) وان عدد الطلاب قد زاد حوالي (13%) وهذا خير رد.. وخير فضح.. لتلك الأقلام التي تمنت إغلاق هذه المحاضن المباركة أو تقليصها..
** هذه الجماعات.. لم تخرّج بفضل الله إرهابياً.. واحداً.. ولم تخرِّج من صفوفها مَنْ أشهر السلاح على وطنه ومواطنيه..
** ولم تخرج ضالاً أو فاسداً أو مفسداً بل خرجت حملة كتاب الله وحفظته.
** لقد خرجت الجامعات وحدها.. أكثر من خمسة آلاف حافظ للقرآن.. وهو رقم ضخم للغاية.. كل هؤلاء.. يحفظون القرآن عن ظهر غيب، مجوداً.. ويعرفون معانيه.. حفظوه عن طريق أساتذة متمكنين.. فأجادوا وأتقنوا الحفظ.
** ولا زالت هذه الجامعات والحلقات والمدارس.. تجد بفضل الله كل الدعم والتشجيع من لدن حكومتنا الرشيدة وستظل على ذلك بإذن الله.
** وتجد هذه الجماعات بشكل مستمر.. أنواعاً وأصنافاً من الدعم اللامحدود من حكومتنا الرشيدة.. حتى حفلات التخرج.. يحرص ولاة الأمر حفظهم الله أن يكونوا بين أبنائهم الحفظة.. مهنئين مباركين مشجعين ومتبرعين وداعمين أيضاً..
** إن جماعات ومدارس تحفيظ القرآن.. أحد روافد الخير والعطاء في بلادنا.. وهي أحد المحاضن الطيبة النقية والبيئة الصالحة الطاهرة لنشأة الطلاب والطالبات.. لم تقدم لهذه البلاد.. سوى الخير.. ولم يصدر منها ومن معلميها وطلابها سوى الخير.
** لقد كنا إلى سنوات ليست بعيدة.. نبحث عن الحفظة ولا نجدهم..
** اليوم.. تعددت بفضل الله هذه الجماعات والمدارس.. وقدمت لنا.. آلاف الحفظة.. وصار لدينا.. عشرات المسابقات السنوية التي يتبارى فيها الحفظة.. ويحصدون افضل الجوائز.. فهذه مسابقة الملك عبدالعزيز رحمه الله (العالمية) وهذه مسابقة الأمير سلمان المحلية.. وهذه وتلك.. مسابقات أخرى تجري هنا وهناك يحصد فيها أبناؤنا الجوائز تلو الجوائز لأنهم تأهلوا بأفضل تأهيل.. ونالوا ونهلوا أحسن وأفضل علم.
** إننا نتمنى المزيد من الدعم والتشجيع لهذه الجماعات وهذه المدارس.. ونتمنى أيضاً.. أن يكون لنشاطها.. وجه إعلامي يبين ما يدور فيها على حقيقته.. ويظهر مناشطها أمام الملأ.. ويظهر إنجازاتها ويدافع عنها.. ويجلو الصورة أمام الجميع..
** إن هذه الجماعات.. تفتقد للصوت الإعلامي الصادق من داخلها.. فهذه جماعة تحفيظ القرآن بمنطقة الرياض ترتكز على منجزات ضخمة عملاقة.. ورصيد كبير من العطاء.. ولكن.. لا صوت لها على الإطلاق ولا أحد يتحدث عنها..
** إننا نتمنى أيضاً.. أن يكون لهذه الجماعات صوت إعلامي ينطلق من داخل هذه الجماعات.. لتكون الصورة عنها أوضح.. وعندها.. لن يكون للآخرين حجة في القول بأننا نجهل ما يدور في داخلها.
|