* الرياض- الجزيرة:
أرجع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والمفتش العام للشؤون العسكرية ورئيس مجلس جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه والبيئة الجافة التميز والشهرة العالمية التي تحظى بها هذه الجائزة إلى الوصف الذي اكتسبته وتتسم به وهي أنها تمثل أسلوبا راقيا يبعد عن الأنانية والخلافات الاقليمية والدولية ويستهدف إسعاد البشرية بتوفير أسمى وأغلى مقوماتها وهو الماء.
جاء ذلك في إطار الحوار الذي أجري مع سموه بمناسبة رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام للمؤتمر الدولي للموارد المائية والبيئة الجافة 2004م - المصاحب لحفل تكريم الفائزين بجائزة الأمير سلطان العالمية للمياه - والذي تنظمه وتستضيفه جامعة الملك سعود خلال الفترة من 22 - 25 من شهر شوال الجاري.
وقال إن تفضل سمو الأمير سلطان برعاية المؤتمر المصاحب لحفل تكريم الفائزين بالجائزة ليس إلا تجسيد لمدى اهتمام سموه الكريم بمعوقات البيئة بصفة عامة، وإدراكه حفظه الله بقيمة العلماء ودورهم الفعال من خلال البحوث العلمية المتواصلة في التغلب على معظم المشاكل بما فيها البيئة.
وأكد سموه على الاهتمام البالغ الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وعلى رأسها الملك فهد بن عبدالعزيز- حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني- حفظهم الله- بجميع الأمور ذات العلاقة المباشرة بحياة المواطن، وينعكس ذلك الأمر جليا في تشجيع البحوث العلمية وإقامة المراكز والمعاهد المتخصصة لذلك الشأن، وما مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء إلا صورة حية لما أشرت إليه.
وردا على سؤال حول انطلاقة الجائزة إلى آفاق عالمية قال سمو الأمير خالد: إن مساهمة الجائزة على المستوى المحلي تتمثل في حث الباحثين والأكاديميين على توجيه بعض جهودهم العملية والبحثية السابقة وبلورتها لترقى لمتطلبات وشروط الجائزة، فهي بمثابة التشجيع والحفاظ القوي لبذل مزيد من البحوث والتجارب في سبيل التغلب على مشكلة شحاحة بأساليب ميسرة وغير مكلفة، والتقليل من ندرتها.. أما على المستوى الخارجي، فيمكن القول إن الدورات المقبلة للجائزة - إن شاء الله - وبالذات بعد أن أصبحت ولله الحمد معروفة ومقدرة على أعلى المستويات لمصداقيتها وحفاظها على أمانتها العلمية، سوف تكون بمثابة الحافز القوي لتوظيف - إن صح التعبير - عقول العلماء والباحثين في مجالات عدة من المعرفة مثل الكيمياء والكهرباء والإلكترونيات وغيرها من العلوم المختلفة للوصول - بعون الله - إلى حلول جذرية لتوفير المياه الصالحة للاستخدام البشري بأقل التكاليف.
وعن احتضان جامعة الملك سعود للمؤتمرات الدولية أوضح سموه أن هذا يدل على مدى عراقتها كصرح علمي يتمتع بإدارة مدركة وقاعدة علمية قوية تتمثل في المستوى العلمي لأعضاء هيئة التدريس بالكليات المختلفة للجامعة الأم، ومدى تقديرهم لأهمية إقامة المؤتمرات العلمية والتي تشكل العمود الفقري للتعرف ومن ثم التغلب على المشاكل العلمية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها التي تهم أفراد المجتمع.
وتابع سموه: ويطيب لي أن أذكر هنا أن المركز يتمتع باهتمام بالغ من قبل إدارة الجامعة وعلى رأسها معالي مدير الجامعة وأصحاب السعادة الوكلاء بمشاريع مركز الأمير سلطان العلمية البحثية وغيرها مثل جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه ومشروع حصد مياه الأمطار ومشروع أطلس الصور الفضائية للمملكة العربية السعودية ومشروع دراسات النخيل إلى جانب العديد من المشاريع التي تهتم بالمشاكل البيئية المختلفة في المملكة العربية السعودية والقائمة الآن تحت إشراف أعضاء هيئة التدريس من مختلف الكليات بالجامعة.
وفي إجابته على تعاون الجامعات وتبادل المعارف والخبرات بينها قال سموه: مما لا شك فيه أن عدد الجامعات ومستواها العلمي يعكس مستوى الرقي والتقدم الذي حققته الأمم، وذلك بصفة عامة.. أما في حالة التعاون وتبادل المعرفة وإقامة التجارب المشتركة بين الجامعة بدولة معينة، أو بين جامعات مختلفة في دول مختلفة، فإن مرور ذلك التعاون هو إثراء القاعدة المعرفية ورفع رصد المعلومات في المجالات المختلفة التي تهم الناس في حياتهم اليومية، وما مشكلة شح المياه والجفاف والتصحر بمنأى من الاستفادة من ذلك التعاون وتبادل المعرفة.
وأعرب سمو الأمير خالد عن أمله في أن تكون الجائزة التي قدمها وتفضل بتمويلها ورعايتها السنين المقبلة إن شاء الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رعاه الله ومتعه بتمام الصحة والعافية، والمؤتمر المصاحب لتسليم الجائزة كل سنتين.. الأمل من المولى عز وجل أن تساهم هذا التظاهرة العلمية المقامة كل عامين من 2002 - 2004م في الوصول إلى حل جذري لمشكلة ندرة الماء في المملكة بصفة خاصة والمناطق الجافة بصفة عامة، وأن تساهم هذه التجمعات العلمية في إيجاد حلول علمية وفعالة في التغلب على معظم مشاكل البيئة التي أصبحت مشكلة الساعة نتيجة لنشاطات الإنسان اليومية المختلفة.
|