* رام الله - نائل نخلة:
التقى السيد ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس تحالف السلام الفلسطيني في مكتبه بالبيرة السيد ميغال موراتينوس وزير الخارجية الإسباني وبحث معه الأوضاع السياسية في المنطقة.
وأطلع عبد ربه الوزير الإسباني الضيف على مجمل سير الأمور على الساحة الفلسطينية، خاصة عقب رحيل الرئيس ياسر عرفات، وعملية انتقال السلطة بطرق ديمقراطية ودستورية، والتحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات الرئاسية والعراقيل التي تعترضها بسبب السياسات الإسرائيلية واستمرار العدوان والحصار الإسرائيلي والحواجز التي تعيق الانتقال من مكان لآخر سواء بالنسبة للمرشحين أو الناخبين. وتطرق عبد ربه إلى خطة الانسحاب الأحادي التي صاغها شارون كبديل عن العملية السلمية وبهدف تكريس حل سياسي من طرف واحد ومقايضة الإخلاء من غزة بتكريس الاحتلال في معظم مناطق الضفة الغربية.
كما أطلعه على المخاطر التي يمثلها جدار الفصل العنصري الذي تواصل حكومة شارون أقامته على حساب الأرض الفلسطينية وعمليات التوسع الاستيطاني واستمرار سياسة العدوان والقتل والتدمير في مختلف مناطق الضفة والقطاع. وشدد عبد ربه على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدوره في إجبار إسرائيل على التخلي عن سياستها العدوانية والتوسعية والحلول الأحادية والعودة إلى طاولة المفاوضات وصولا إلى الانسحاب الكامل إلى حدود العام 67 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كأساس لإقامة سلام عادل وشامل بين الطرفين.
من جانبه، أعرب موراتينوس عن تقديره للطريقة التي جرى فيها انتقال السلطة في الأراضي الفلسطينية وشدد على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات بديلا عن الحلول الأحادية.وعبر عن تقديره للدور الذي يقوم به تحالف السلام الفلسطيني في نشر ثقافة السلام والوصول إلى حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ورافق الوزير الإسباني وفد ضم أكثر من عشرين شخصية إسبانية سياسية وصحافية، استمعت من السيد إلياس زنانيري المدير التنفيذي لتحالف السلام لشرح عن مبادرة جنيف واهم بنودها، والخلفية السياسية التي قادت إليها بعد أن قررت حكومة إسرائيل وقف العملية السلمية بذريعة عدم وجود شريك فلسطيني.
واكد زنانيري أن من ابرز دلالات مبادرة جنيف التي قادها السيدان عبد ربه ويوسي بيلين وزير العدل الإسرائيلي السابق أنها فندت المزاعم الإسرائيلية بعدم وجود شريك فلسطيني يمكن الجلوس معه وهي الذريعة التي تتذرع بها الحكومة الإسرائيلية للتهرب من استحقاقات الحل السياسي العادل.
كما أكدت انه بالإمكان الوصول إلى تسوية واتفاقية اذا قرر الطرفان ذلك. وقد حضر جانبا من اللقاء مع الوفد السياسي والصحافي الإسباني الدكتور نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية الذي أثنى على مبادرة جنيف وعلى الدور الذي يقوم به تحالف السلام الفلسطيني في تعميم ثقافة السلام في ظل ما تشهده الساحة من عنف ونزاع تقوده حكومة شارون بشكل منهجي.
وقال شعث: إن مبادرة جنيف تمثل أساسا جيدا لأية تسوية يمكن التوصل اليها خاصة انها تستند الى مرجعية عملية السلام ومؤتمر مدريد والقرارات الدولية، غير انها تظل اتفاقية غير رسمية لأنها لم تأت نتيجة لمفاوضات رسمية بين الجانبين. واشار الى ان من ابرز الأسباب التي دفعت شارون إلى اقتراح خطته الاحادية هو مواجهة مبادرة جنيف التي أثارت حفيظته، بسبب مشاركة إسرائيليين في التوصل إليها، فكان من بين أهدافه قطع الطريق أمام إمكانية اقامة دولة فلسطينية وأي انسحاب محتمل من الضفة، وهو ما عبر عنه مدير مكتب شارون دوف فايسغلاس، الذي اقر بان خطة الانفصال من جانب واحد جاءت لإجهاض الزخم الدولي والمحلي الفلسطيني والإسرائيلي الذي حظيت به وثيقة جنيف.
|