* بغداد - د.حميد عبد الله:
قالت مصادر في جمعية حقوق الإنسان العراقية أن قوات الاحتلال ترفض تقديم كشف بالعدد الحقيقي للسجناء العراقيين المحتجزين لديها، وان هناك مئات السجناء الذين أخفتهم قوات الاحتلال ومنعت الاتصال بهم أو زيارتهم من قبل أية جهة واعتبرتهم (سجناء سريين)، وقد اعترفت مؤخرا بمائة سجين من هؤلاء من دون أن تكشف عن أسمائهم وأسباب اعتقالهم!
وافاد المصدر ان هناك المئات من الأطفال والنساء معتقلين في هذه السجون من غير ان تعرف المنظمات الإنسانية أو منظمات الصليب الأحمر أي شيء فضلا عن ان مصيرهم ما زال مجهولا بالنسبة لأهلهم وذويهم، مشيرا إلى ان العدد التقريبي للسجناء العراقيين في سجني أبو غريب وأم قصر فقط يتجاوز تسعة آلاف سجين، فيما تضم سجون سرية اخرى عائلات بكامل أفرادها وشيوخ نساء وأطفال في سن الرضاعة!!
على صعيد متصل وزعت في بغداد خريطة تتضمن عدد السجون العلنية التي تديرها وتشرف عليها قوات الاحتلال منتشرة على امتداد مساحة العراق.
وتضم الخريطة 18 سجنا موزعة بين مدينة أم قصر في أقصى الجنوب العراقي ومدينة اربيل في إقليم كردستان في شمال العراق مرورا بعدد من مدن العراق في الوسط والشمال والجنوب!
ففي مدينة الموصل توجد ثلاثة سجون هي سجون (ترانس جيل) وهو سجن مرحلي مؤقت، وسجن باد وش، وسجن الأحداث والأطفال، وفي اربيل هناك سجنان: سجن للرجال وآخر للنساء، وفي بغداد هناك خمسة سجون، هي: سجن الرصانة وسجن أبو غريب وسجن أبو غريب الداخلي الذي يضم مركزا للاستجواب والتحقيق ووحدة لانتزاع المعلومات والاعترافات عن طريق التعذيب والحرب النفسية، وسجن كامب اشرف وسجن كامب كرويز ويضمان ايضا مركزين للاستخبارات والتعذيب والاستجواب وانتزاع الاعترافات بالإكراه، وهناك سجن واحد في كل من الكوت والحلة والديوانية وكربلاء والنجف، وسجن في أم قصر يطلق عليه (كامب بوكا) وهو من اكثر السجون قسوة، حيث يتكون من مجموعة من المخيمات التي نصبت في العراء في أجواء قاسية تصل درجة الحرارة فيها إلى 60 درجة مئوية في الصيف وتبلغ نسبة الرطوبة إلى 60% في الشتاء، فضلا عن ان كل خيمة قد زج فيها بأكثر من 30 سجينا، أي اكثر من طاقتها الاستيعابية بعشر مرات، ناهيك عن حرمان السجناء من ابسط الخدمات الصحية والحياتية الأساسية لإدامة حياة الإنسان، كما أكد ذلك سجناء قضوا اشهرا في سجن أم قصر وافرج عنهم مؤخراً!
وتضم الخريطة سجونا سرية لم يعلن عنها الاحتلال، وقد أشير إليها بخطوط حمراء من غير ان يحدد مكانها بدقة على الخريطة التي تعتقد الأوساط السياسية والإعلامية ان قوات الاحتلال هي التي سربتها كما سربت فضائح سجن أبو غريب في وقت سابق!!
|