* الجزيرة - تركي الماضي:
تعقد مساء غدٍ الثلاثاء بدارة الملك عبدالعزيز اللقاء العلمي المفتوح عن الأمير مساعد بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- في حوار موسع وقراءات في مسيرته وشخصيته. يشارك في اللقاء: معالي الأستاذ تركي بن خالد السديري، معالي الأستاذ محمد بن علي أبا الخيل، سعادة الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي. يدير اللقاء سعادة الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع.
سيكون محور النقاش الكتاب الصادر حديثاً ل(د. عبدالرحمن الشبيلي) المعنون ب(الأمير مساعد بن عبدالرحمن آل سعود - في حوارات تلفزيونية توثيقية وقرارات في سيرته وشخصيته). وسيطرح المشاركون في اللقاء آراءهم وتصدراتهم حول الكتاب بالإضافة إلى ما سيتحدثون عنه في سيرة الأمير مساعد بن عبدالرحمن -رحمه الله-
يذكر أن الكتاب يشتمل على عدة فصول هي:
- تقديم بقلم معالي الأستاذ محمد أبا الخيل.
- قراءة في سيرته بقلم المؤلف.
- قراءة في شخصيته بقلم معالي د. عبدالعزيز الخويطر.
- قراءة في فكره بقلم معالي الشيخ صالح الحصّين.
- قراءة في سجاياه بقلم الأستاذ ناصر المنقور.
- برنامج مؤتمر صحفي: يشتمل على أهم الموضوعات التي دارت في هذا المؤتمر بين الأمير مساعد بن عبدالرحمن -رحمه الله- والمؤلف.
- برنامج شريط الذكريات.
- صور بعض لقاءاته وزياراته الرسمية.
موجز عن الكتاب
ويذكر د. الشبيلي في مقدمة كتابه قائلاً: يحلو لي، عندما أشترك في حديث عن سمو الأمير مساعد بن عبدالرحمن -رحمهما الله- أن أدّعي احتكار المقابلات التلفزيونية التي أجريت معه، وأنني ممن لم ينقطع عن ارتياد مجلسه بين حين وآخر، وممن يرتاح لسماع آرائه وتحليلاته.
وأجد اليوم، بعد ما يزيد على سبعة عشر عاماً من رحيله، أن إصدار هذا الكتاب التوثيقي هو تعبير متواضع عن محبة هذا الراحل الكريم، ومحاولة أولية لتدوين أفكاره وآرائه التي طالما كنت شاهداً عليها أو منصتاً إليها، مما تضمنته المقابلات التلفزيونية التي خصني بها أو مما بقي محور أحاديث خاصة.
وهذا الكتاب الوثائقي الذي يحمل اسم الأمير مساعد بن عبدالرحمن، هو الثالث من نوعه في هذه السلسلة، التي تُحوّل إلى كتب منشورة، مقابلات تلفزيونية تاريخية، كانت بعضها تسجيلات خاصة، وبعضها الآخر سجل في التلفزيون السعودي، وكان الكتاب الأول يتضمن جوانب من سيرة الشيخ محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى السعودي السابق -رحمه الله- (وهو تسجيل من النوع الأول)، وكان الثاني يوثق لحياة العلامة الشيخ حمد الجاسر منشئ مجلتي (اليمامة والعرب) رحمه الله، (وهو تسجيل من النوع الثاني)، أما بالنسبة لهذا الكتاب فإنه يتضمن توثيقاً لعدة حوارات تلفزيونية مع الأمير مساعد بن عبدالرحمن، عُرضت فعلاً في فترات مختلفة، كما سيأتي إيضاحه.
لقد كنت أعلم أن هذه التسجيلات، ما عرض منها ولم يعرض، هي ذخيرة توثيقية ثمينة من التاريخ الشفوي لبعض الأعلام ورواد الفكر والسياسة، قد لا تحظى بها مكتبة خاصة مماثلة، وهي ثروة تزداد قيمتها كلما تقادمت بها الأيام، ولهذا جاءت فكرة تحويلها - كما سجلت دون تغيير في محتواها - إلى كتب مطبوعة علّه يحقق الاستفادة منها، ويزيد من نشرها، ويلبي رغبة القراء في الاطلاع على تاريخ هؤلاء الأعلام، كما أرجو أن يستفيد القارئ مما أضفته عليها من تعليقات في أسفل بعض الصفحات.
ومن المعلوم سلفاً أن هذا الكتاب لا يضم كل ما يمكن أن يقال عن الأمير مساعد وعن أسلوبه في العمل، كما لم يتطرق إلى دوره السياسي الداخلي والخارجي في عهدي الملك سعود والملك فيصل، رحمهما الله، ذلك أن الكتاب محكوم بإطار المقابلات التسجيلية التي أجريتها معه، وأنه لا يُعد ترجمة مفصلة لحياته أو تحليلاً شاملاً لشخصيته.
ومن جانب آخر، لم يستغرب المؤلف ألا يجد مادة كافية تحقق رغبته في كتابه بحث مستفيض يغطي كل جوانب السيرة الذاتية للأمير مساعد بن عبدالرحمن، ذلك أن عزوفه عن الأضواء كان سبباً رئيساً في عدم احتكاك رجال الصحافة والإعلام به، كما أنه ليس من النوع الذي يحرص على تزويد وسائل الإعلام بترجمة حياته وبالصور الفوتوغرافية التي ترافق أخباره، فكان من النادر - باستثناء ما يتصل بعمله في الدولة - وجود أخبار شخصية له في الصحف السعودية، أو ترجمة وافية لسيرته في وسائل أخرى.
أما من عرفه عن قرب، من أسرته أو من عامة الناس، أو ممن عمل معه، فإنه لا يملك إلا أن يقف إجلالاً لشخصه ونزاهته وإقساطه واعتداله وثقافاته.
من هنا، كان لا بد من كتابة قراءات في سيرته الذاتية وفي أبعاد شخصيته وفكره، لتكون بمثابة التمهيد الطبيعي بين يدي المقابلات التلفزيونية التي تضمنها الكتاب، ولكي يمكن الربط بينها وبين عناصر المقابلات ومعلوماتها، مقدراً مشاركة معالي د. عبدالعزيز الخويطر وفضيلة الشيخ صالح الحصين ومعالي الأستاذ ناصر المنقور في الكتابة عن شخصيته كما عاشوها بالقرب منه.
إن صدور مثل هذه الكتب المتواضعة لم يكن ليزيد من قيمة أصحابها، بل ربما يكون العكس هو الصحيح، فباستثناء الشيخ حمد الجاسر، الذي صدرت عنه بضعة مؤلفات، كان الأحرى الا يتأخر الدارسون في إبراز سيرة شخصيات سعودية متميزة من أمثال الأمير مساعد بن عبدالرحمن، والشيخ محمد بن جبير، فهي رموز استثنائية، تستحق الاستشكاف والتوثيق، بما يليق بمكانتها العلمية والثقافية والإدارية والاجتماعية.
وكنت قد أجريت مع الأمير مساعد بن عبدالرحمن ثلاث مقابلات تلفزيونية، كانت الأولى والثانية ذواتي طبيعية إدارية تمت معه بوصفه وزيراً للمالية والاقتصاد الوطني، لكن الثالثة، تمت بعد تفرغه من العمل الحكومي، وكانت ذات صبغة توثيقية بوصفه رجل دولة، ملماً بتاريخ هذه البلاد وتطورها السياسي والاقتصادي والثقافي، ومن هنا يُلحظ بأن مكانة سموه الرفيعة تدعو للاستفادة منه في معظم البرامج التي قدمتها:
(1) تمت الأولى في تلفزيون الرياض بتاريخ 1-7-1385هـ الموافق 25-10-1965م، مقترنة بصدور الميزانية العامة للدولة في ذلك العام، وقد اكتسبت، فضلاً عن أهمية الشخصية، قيمة وثائقية بكونها أول مقابلة تُجرى في التلفزيون السعودي بعد أشهر قليلة من افتتاحه، في برنامج (حديث الأصدقاء) أول برامج التلفزيون السعودي.
وقد تركز الحديث فيها عن ملامح الميزانية ومشروعاتها وبرامج الإنفاق الحكومي المتوقع في ذلك العام، لكن هذه المقابلة ظلت - مع الأسف - مفقودة في التلفزيون، ولم يتمكن هذا الكتاب من تدوين محتوياتها.
(2) وتمت الثانية في تلفزيون الرياض بتاريخ 18-9-1392هـ الموافق 25-10-1972م، وكانت باكورة برنامج (مؤتمر صحفي) الذي كان المؤلف يستضيف فيه أبرز المسؤولين التنفيذيين في الدولة، وقد شارك في طرح الأسئلة عليه - مع المؤلف - كل من الصحفي المعروف عبدالمجيد شبكشي رئيس تحرير جريدة (البلاد)، رحمه الله، والدكتور يوسف نعمة الله الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي السعودي المعروف.
(3) وسجلت الثالثة، وهي من جزأين، في تلفزيون الرياض في يومين هما 27 و 29-3-1396هـ (الموافقين ليومي 27 و 29-3- 1976م)، و عُرضت في أسبوعين متتالين في مطلع شهر ربيع الأول سنة 1397هـ (أواخر شهر فبراير 1977م)، متأخراً عرضها عاماً كاملاً بانتظار تسجيل مزيد من الحلقات، ضمن برنامج وثائقي استضاف أبرز الشخصيات التي أسهمت في تاريخ البلاد ونهضتها، وكانت تلك المقابلة - كما في الحالتين السابقتين- الأولى في هذا البرنامج الذي حمل اسم (شريط الذكريات).
ومثلما كانت استضافة سموه في (حديث الأصدقاء) أول مقابلة تجرى في تاريخ التلفزيون السعودي، كان اللقاء معه في (شريط الذكريات) أول مادة من نوعها تسجل بالألوان، بعد أن أصبحت تلك الإمكانية متوافرة فنياً في استوديوهات التلفزيون، تمهيداً لاستخدامها في البث الملون الذي بدأ فعلاً بتاريخ 1-10-1396هـ الموافق 24-10-1976م.
من هنا يتبين أن مقابلات سموه، فضلاً عن قيمتها الموضوعية، قد اقترنت أيضاً بأوليات التلفزيون السعودي، وقد أضفت اليها هوامش توضح بعض المعلومات الضرورية اللازمة في سياق هذه المقابلات، وتترجم - بإيجاز - لأكثر من ثلاثين شخصية وردت أسماؤها فيها.
وبعد...
ليس استباقاً لمضمونه، لكن من يعرف ما كان عليه سموه الكريم من فكر مستنير، واطلاع معرفي واسع، وعمق في الرؤية والإدراك، وهدوء في الطرح، وتواضع في السلوك، وواقعية في التعامل مع الأمور، وقدوة وتوازن في المظهر والملبس والمسكن وأسلوب الإنفاق، سيتشوق لتأكيد معرفته تلك من خلال إجاباته وتحليلاته الواردة في الكتاب.
والمرجو أن يسهم نشر المقابلات وإبراز مضامينها في هذه السلسلة من الكتب، في توثيق تاريخ هؤلاء الرجال، والتعريف بما تميزوا به من عقل وعلم، وما قدموه لبناء الوطن وتنوير المجتمع من جهود وتضحيات، فهذا هو الهدف الأول من وراء فكرة البرنامج (شريط الذكريات) عند البدء بإنتاجه قبل ثلاثة عقود.
الجدير بالذكر أن فعاليات اللقاء العلمي المفتوح حول سيرة الأمير عبدالرحمن بن مساعد -رحمه الله- ستبدأ عند الساعة السابعة والنصف مساء بمقر الدارة بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي.
|