وصفنا لتطوير التعليم بالتطوير الصم يشابه وصفنا لتعلم الطلاب بالتعلم الصم لنبدأ بطرح السؤال التالي: ما الذي يدفع طلابنا إلى التعلم الصم؟ عندما يستقبل الطالب فكرة أو مفهوماً جديداً فإنه يبدأ يفتش في بنيته العقلية عن مفهوم سبق له تعلمه وتمثله في نسقه الذهني وله علاقة مباشرة بالمفهوم الجديد المراد له أن يتعلمه، وعندما يجد الطالب ذلك المفهوم فإنه يسهل عليه امتصاص المفهوم الجديد وذلك من خلال ربطه (إلصاقه) بمفهوم سبق له تعلمه، عندئذ فقط نَصِفُ ُالتعلم بأنه تعلم حقيقي وذلك لأن الطالب نجح في جعل المفهوم الجديد جزءاً لا يتجزأ من بنيته العقلية المتماسكة.
وعندما لا يجد الطالب في نسقه الذهني مفهوماً سبق له تعلمه ليربطه بالمفهوم المراد له أن يتعلمه فإنه يضطر عندئذ إلى تخزينه مؤقتاً في ذاكرته، وبمرور الوقت يفقد الطالب ذلك المفهوم.
تطوير التعليم - بالمثل - يصعب استمراره ويسهل فقده وذلك عندما نفشل في جعله جزءاً لا يتجزأ من بنية نظامنا التعليمي القائم.
من السهل جداً أن نحدث التغيير المطلوب في مناهجنا، ولكن هذا التغيير سيفشل حتماً إذا لم نربطه بعناصر مهمة في بنية نظامنا التعليمي، ومن أهم تلك العناصر القيادة التربوية التي تتفهم التطوير، المعلم المتمكن، بيئة التعلم المناسبة، التدريب الفعال، نظم التقويم، والإمكانات المادية الملائمة. إذا لم نربط تطوير التعليم بتفاصيل وضعنا التعليمي القائم فسنضطر إلى حفظه مؤقتاً - كما يفعل طلابنا.
|