Sunday 5th December,200411751العددالأحد 23 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

19 ربيع الأول 1392هـ 2 - 5 - 1972م - العدد 389 19 ربيع الأول 1392هـ 2 - 5 - 1972م - العدد 389
سمو الأمير فهد يدلي بحديث مهم إلى إحدى الصحف اللبنانية :
لقد عالج العرب المشكلات بعد الحرب العالمية الثانية بالأسلوب العاطفي .. واستهلكوا طاقاتهم في المعارك الجانبية والخصومات المحلية

نشرت الزميلة الجريدة اللبنانية في عددها الصادر يوم الخميس الماضي ، حديثا مهما لسمو الأمير فهد بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، تطرق فيه بالحديث إلى كثير من المواضيع المهمة ويسرنا أن ننقل النص الحرفي للمقابلة :
قال الأمير فهد بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في المملكة العربية السعودية : إن الأمة العربية تجتاز في المرحلة الحاضرة أخطر أزمة في تاريخها ، وهي ملزمة باعتماد العقل سبيلا إلى حل المعضلات ومواجهة التحديات .
وأضاف أن العرب قد عالجوا المشكلات التي قامت بعد الحرب العالمية الثانية في هذه المنطقة من العالم بالأسلوب العاطفي ، فجنوا من ذلك هزائم في الميادين العسكرية والسياسية كافة ، واستهلكوا طاقاتهم في المعارك الجانبية والخصومات المحلية ، وما زالوا إلى اليوم على الرغم مما أصابهم في يونيو 1967م عرضة للتناقضات التي يعمل العدو على إنمائها وتعهدها في الشرق الأوسط ، بما يملك من وسائل السيطرة والنفوذ في العواصم الكبرى .
العقل دون العاطفة
ومضى الأمير فهد يقول : لقد آن للعرب أن يدركوا أن الصهيونية والاستعمار بمختلف أشكاله اليسارية واليمينية ، هما صورتان ومظهران لجوهر واحد وأن القضاء على المؤامرة العدوانية في المنطقة لا يتم إلا بالتضامن الجذري العميق ، القائم على الثقة المطلقة والاحترام المتبادل بين الدول العربية أيا كانت اتجاهاتها السياسية والعقائدية ، بحيث تتضافر الجهود والقوى المبعثرة في إطار علمي يعتمد العقل دون العاطفة للتقرير والتنفيذ ، فيصبح الانتصار حتمية راهنة تفرضها الظروف التاريخية والإرادة القومية ، وليس خيالات أو أمنيات تصطدم بالحقائق المرة عند التجارب المرتجلة ، وتؤدي بالتالي إلى هزيمة نفسية هي أخطر على الإنسان العربي من الهزائم المادية جميعا .
حرب ارتجال
ثم قام الأمير فهد بن عبد العزيز بعرض شامل للأحداث منذ عام 1948م إلى يومنا ، هذا فوصف الحروب العربية ضد إسرائيل بأنها حروب - ارتجال - وركز على تفرد بعض القيادات العربية بمواقف ، انعكست نتائجها على العرب جميعا .. وقال الأمير : لقد دخلنا الحرب سنة 1948م دونما حساب للظروف الموضوعية على المسرح الدولي ، وكانت الهزيمة الأولى التي أوجدت الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينية ، ثم كانت معركة السويس عام 1956 التي أدت إلى العدوان الثلاثي على مصر ، ولو عدنا إلى تقييم تلك المعركة بالأسلوب العقلي والعلمي المجرد ، لتبين لنا أنه كان يمكن تفادي الصدام الذي لم نستعد له استعدادا كافيا ، وأن نحقق مع ذلك عودة القناة لنا .. انه كان يمكن عودة القناة إلى مصر وجلاء الأجنبي عن أراضيها دون أن نحتاج إلى تدخل أمريكي أو إنذار سوفياتي يزيل آثار العدوان ، لنصور بعد ذلك هزيمتنا على أنها انتصار .
5 أعوام
وتطرق الأمير فهد بعد ذلك إلى حرب يونيو 1967 فقال : ان جميع التقارير العسكرية كانت تملي على العرب موقف التريث والعمل والاستعداد لمدة طويلة ، وكانت هذه التقارير تؤكد جميعا منذ مؤتمر القمة الأول سنة 1964م أن الحرب مع إسرائيل تحتاج إلى تعبئة متواصلة ماديا ومعنويا ، وأنها لن تصبح ممكنة إلا في موعد أدناه خمسة أعوام ، وبناء على تخطيط شامل ينفذ بحذافيره وبوعي كامل للمسؤولية.
القيادات العربية
وتساءل الأمير عن الأسباب التي أدت إلى قيام تلك الحروب ، وقال : ان المسؤولين عنها في القيادات العربية يتحملون تلك المسؤولية أمام التاريخ ، لان الآثار النفسية التي خلفها العدوان في صفوف الأمة العربية هي أشد وأدهى بكثير من الآثار المادية ، واستيلاء العدو على أجزاء من الوطن العربي .. وقد خلص الأمير فهد من خلال هذا العرض إلى نتائج ثلاث :
أولا : أن الحرب مع إسرائيل مرهونة باستعداد كامل للحرب على الصعيدين السياسي والعسكري ، وعلى صعيد تعبئة النفسية العربية للقتال .. وهذا لا يتم ارتجالا ولا يتحقق بالمبادرة السريعة ، بل انه يحتاج إلى الجهود المتواصلة والوقت الكافي والعمل الصامت ، دون التبجح والدعاية إلى أن تسمح الظروف بذلك ، على صعيد اكتمال التعبئة العربية في العمق واستعداد العالم لتقبل النتائج بارتياح ان هي جاءت لمصلحة العرب.
ثانيا : أن أول ما يحتاج إليه العرب في المرحلة الحاضرة هو أن يكفوا عن الجدل وينصرفوا إلى العمل ، وأن يعتمدوا السرية المطلقة في ما يخططون ويعملون ، وأن ينبذوا الخلافات الجانبية ويعودوا إلى جوهر تراثهم ودينهم وأخلاقهم لتخطيط التعامل فيما بينهم ، هذا فيما يتعلق بالعلاقات .. أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فإن أول ما يجب هو أن يكف العرب عن المزايدة والتبجح بصددها ، وأن يعمقوا فهم هذه القضية وحفظها في قلوبهم لا على ألسنتهم ، وأن يعملوا بجميع الوسائل للحصول على أصدقاء يؤمنون إيمانهم في ما يتعلق بفلسطين بين الحكومات والشعوب ، ويكون عملهم الظاهر إقناع العالم بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه ، وتعطيل الدعاية الصهيونية المزورة للحقائق في هذا الموضوع فيما يكون عملهم الباطن مواصلة الاستعداد للمواجهة عندما يصبحون بالفعل قادرين على تلك المواجهة.
ثالثا : هناك شرطان أساسيان للقيادة الواعية في هذه المرحلة العصيبة هما :
الإخلاص للأهداف وتحكيم العقل في الأقوال والأعمال .. وهذا ما يتمناه كل مخلص في الأمة العربية اليوم ، ويأمل أن يتميز به قادتها وزعماؤها .. وسئل الأمير فهد بن عبد العزيز عن دور المملكة العربية السعودية بالنسبة للقضية الفلسطينية والمصير العربي فقال :
كل إمكانياتنا في خدمة القضية
لقد عملت المملكة العربية السعودية بكل قواها منذ عهد - المغفور له - الملك عبد العزيز على دعم القضية الفلسطينية ، وقدمت في سبيلها الأرواح والأموال ولا تزال إلى اليوم تضع كل إمكانياتها في خدمة هذه القضية ، لكي ينال الشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة في أرضه ووطنه .. ولا تحتاج المملكة إلى دعاية وهي تعرض عن ذكر ما تفعله بهذا الصدد ، لأنه واجب على كل مسلم عربي وكل مسلم.
المصير العربي والإسلامي
أما فيما يتعلق بالمصير العربي والقضية الفلسطينية جزء منه ، فان دعوة جلالة الملك فيصل إلى التضامن الإسلامي تؤكد بمفهومها العميق أن مصير الأمة العربية مرتبط إلى حد بعيد بمصير العالم الإسلامي ، ومصير القضية الفلسطينية رهن بإرادة المسلمين وسائر المؤمنين بالله على حماية مقدساتهم في القدس وفلسطين ، وهذا ما أكده جلالة الملك فيصل في مختلف المناسبات ، وهذا هو قصده وقصد المسؤولين في مواجهة التحديات التي لا تواجه العرب وحدهم ، بل تواجه الشعوب الإسلامية كافة في مختلف ديار الإسلام.
ولكي أوجز أقول : ان المصير الفلسطيني جزء من المصير العربي والمصير العربي يتقرر على ضوء المصير الفلسطيني ، وكلاهما جزء من مصير الإسلام بل مصير الإنسانية بمفهومها الروحي العظيم الرافض للعنصريات والعصبيات ، النابذ للإلحاد المادي بمختلف صوره وأشكاله ، الهادف إلى تحقيق انتصار القيم الأخلاقية الثابتة والمثل العليا في المجتمع البشري.
صيغة لدرء الأخطار
وقال الأمير ردا على سؤال حول النتائج التي حققها المؤتمر الإسلامي الثالث ، الذي عقد في جده بتاريخ 29 فبراير الماضي وسائر المؤتمرات الإسلامية :
ان الهدف الذي يسعى إليه جلالة الملك فيصل وسائر الزعماء المسلمين هو ايجاد صيغة للتضامن تدرأ الأخطار عن الدول الشعوب الإسلامية في الظروف الراهنة .. ويمكن القول ان هذه الصيغة قد تأمنت بإبرام مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الثالث لميثاق المؤتمر الإسلامي وما هو قيد الدرس ، والإعداد حاليا في أعمال اللجان من إنشاء مصرف إسلامي للإنماء ووكالة أنباء إسلامية ومراكز ثقافية إسلامية في العالم ، وغير ذلك مما يعمق الروابط والصلات بين المسلمين في مختلف البلدان والقارات ، ويجعلهم قادرين على رد التحدي.
توحيد القوى الإسلامية
كذلك فان المؤتمر الذي عني عناية فائقة بالمؤامرات التي يتعرض لها المسلمون وكيفية مواجهتها ، سوف يعمل في مختلف نشاطاته المقبلة على تذليل العقبات الناشئة عن نزاعات طارئة بين المسلمين ، كالنزاع القائم حاليا في باكستان .. كما سيعمل على توحيد القوى الإسلامية في التصدي للعدوان على مقدسات الإسلام خصوصا في القدس وفلسطين ، وأن الأمل كبير في أن تكون لثلاث وثلاثين دولة إسلامية حضرت مؤتمر جدة معظمها أعضاء في الأمم المتحدة الكلمة الفصل في مصير هذه المقدسات ، والكلمة الفصل في إبانة الحق وإزالة الظلم واقرار العدالة بالنسبة للقضايا الإسلامية عامة والقضية الفلسطينية خاصة.
لسنا عائلة مالكة
ثم تحدث الأمير فهد حديث المسؤول الذي يواجه مشكلات الحكم اليومية ، وأجاب عن أسئلة تتعلق بالمملكة العربية السعودية وأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية ، وعلائق الدولة بالمواطن إلى ما هنالك من الشؤون العامة في المملكة فقال :
أولا - ان الحكم في المملكة هو المثل الأعلى للديمقراطية الإسلامية الأصيلة ، النابعة من تعاليم الشريعة السمحة والتقاليد العربية الشريفة ، فلا سيد في هذه البلاد ولا مسود ، بل كلنا أمراء وحكاما ومواطنين أخوة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وما ليس يجوز لأبناء العائلة المالكة لا يجوز لأبناء الشعب والعكس بالعكس ، فنحن لسنا عائلة مالكة بل أناس يقوم حكمهم للرعية على أساس الثقة .. ان أي فرد من أفراد هذا الشعب يستطيع أن يدخل على الملك أو على أي أمير أو مسؤول ويخاطبه مخاطبة الند للند ، باسمه أو بكنيته ، ويعرض ظلامته ويحصل على حقه بدون أي وسيط ، وفي أي وقت من أوقات الليل والنهار.
وبعد أن ضرب الأمير فهد مثلا على ذلك ، بأمر صدر من الملك فيصل بحبس أحد أبناء الأسرة السعودية ، الذي أهان سائق سيارة لخلاف على أفضلية المرور ، رغم أن السائق أسقط حقه واعتبر ذلك التأديب للشاب السعودي فوق ما يبتغيه من تأنيب قال الأمير : نحن أحرص ما نكون على تربية أنفسنا لانه لا يستطيع أن يبنى المملكة من كان يهدم نفسه.
مفهوم الحرية في بلادنا
ثانيا - أن النمو في المملكة العربية السعودية وما يظهر لكم من معالم العمران مرده إلى مبدأ الحرية الذي نعتمده في الاقتصاد ، وهو جزء من حرية الفرد المقدسة شرط الا تتجاوز حرية الجماعة أو المعتقد الأساسي المتعلق بالدين والأخلاق .. هكذا نفهم الحرية في إطارها الصحيح ونعتبر مجال العمل مفتوحا أمام الجميع ، أما أن تكون الحرية ذريعة لحركات الهدم والتخريب الاجتماعي واثارة الحروب الطبقية ، وخلق شرعة الكراهية والحقد بين الحكام والمحكوم والرئيس والمرؤوس والخروج على مبادئ الدين وتكريس حرية الجريمة والمعصية ، وعقوق الأبناء لآبائهم والزوجات لأزواجهن ، وإشاعة الفساد الخلقي وروح الاستسلام والترهل والخيانة وعبادة المادة ، فهذا ما نرفضه ونأباه لانه نقيض وجودنا ونقيض المثل الإنسانية العليا ، التي يكافح البشر قرونا طويلة في سبيل بنائها ، ونقيض الأديان السماوية وهو طريق إلى الانهيار والتداعي التام للسلطة كما نشهد في بعض المجتمعات مع الأسف ، ولا يمكن أن يسلم به أحد من المؤمنين المجاهدين الشرفاء الهادفين إلى بناء المجتمع الصالح.
المجتمع الآمن
ثالثا - لقد أرسى - المغفور له - الملك عبد العزيز قواعد هذه المملكة على الأمن والعدالة ، فصان المجتمع من الظلم وأقام مواثيق الشرف بين الناس فدانت له أطراف البلاد وقبائلها .. ومجتمعها المدني وما تزال هذه القاعدة مستمرة إلى اليوم وستظل إلى الأبد ، ما دمنا قادرين - بعون الله - على إقامة جسر من التفاهم المباشر بين الدولة والمواطن ، الحق عندنا يعلو ولا يعلى عليه ، ونحن مع ذلك تمكنا أن نأخذ بالتقدم في مختلف الميادين وأن نبني الدولة الحديثة السائرة قدما في سبيل التطور ، وليس أدل على الانفتاح الذي نؤمن به في طلب العلم والمعرفة والاختصاص ، مما أشار إليه جلالة الملك فيصل في الكلمة التي افتتح بها مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الثالث ، عندما أكد وجوب الاهتمام بالتكنولوجيا الحديثة والعلوم التطبيقية ، وكونها لا تتنافى بحال من الأحوال مع الجوهر الروحي للدين ، وذلك خلافا لما يروجه دعاة السوء من أعداء العرب والمسلمين ، وما يبثون من سموم محاولين التأثير على الرأي العام العالمي ، عندما يزعمون أننا نحن العرب والمسلمين جماعة منغلقة مناهضة للتطور .. ان أكبر دليل على بطلان هذه الادعاءات النمو الهائل الذي تحقق في هذه البلاد بالذات ، وهي مهد العروبة ومهد الإسلام خلال بضعة وعشرين عاما ، فقد تحولت فيها الصحراء إلى ورش للعمران وأخذ الشباب السعودي طريقه إلى المستقبل ، مرتكزا على دعائم تراثه وإيمانه الذي لا يتزعزع بأن كل بناء لا يقوم على أساس ثابت سرعان ما يزول .. أما الأسس الثابتة التي تبنى عليها حياتنا الحاضرة ومستقبلنا فهي الإيمان بالله والتعاطف القومي والإنساني والروحي في مجتمعنا الواحد ، الذي لن نسمح لأي تخريب معنوي أو مادي أن يمتد إليه في أي وقت من الأوقات.
الملك عبد العزيز دافع عن لبنان
وختم الأمير حديثه بكلمة عن لبنان قال فيها : ان لبنان هو الأخ الصديق وهو الإطار الذي تتعايش فيه جميع الأديان السماوية ، وتتآخى في سبيل الخير والحق .. وكل ما نرجوه ونأمله هو أن يظل قادرا على الصمود ومواجهة الأباطيل ، وأن تتمكن الأصالة الحقيقية في أرضه أن تنمو وتزدهر وتعبر عن إرادته الحقيقية وارادة شعبه في الحياة الكريمة ، وأن المملكة العربية السعودية ما تزال تعمل بكل وسيلة لدعم هذا البلد العربي الأمين ، وعلى رأسه فخامة الأستاذ سليمان فرنجية الذي يعمل جاهدا لخدمة لبنان والتضامن العربي بكل ما يملك من صفات الحكمة والشجاعة ، وكل ما تطلب المملكة من لبنان هو أن يكون مزدهرا ناميا حافظا لنفسه وحقيقته ، وأن يظل واحة الفكر والمبدأ الإنساني المثالي في حومة الاضطراب التي تسيطر اليوم على تيارات الفكر في هذه المنطقة من العالم.
لقد دافع - المغفور له - الملك عبد العزيز عن كيان لبنان ، وكان يوصي بأن يظل حرا سيدا مستقلا ، وتلك هي سياسة جلالة الملك فيصل وتلك أمانينا وأهدافنا جميعا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved