كنت أتحدث مع صديقي النصراوي حول الإنجاز الاتحادي واللون الأبيض الذي أضاف جمالاً على جمال، وروعة الإنجاز الكبير، لكنه تحفظ في الحديث عن الأبيض على اعتبار انه مقترن بالأزرق ويشكلان في النهاية شعار الهلال!
وتطرقنا للمكافآت التي قدمها رئيس الاتحاد للاعبيه ومبالغها الكبيرة التي لم يشهد وسطنا الرياضي مثيلاً لها في أي من مناسباته الماضية، وعلق صديقي ضاحكاً: (200) ألف ريال في مباراة، وفريقنا يستكثر (500) ألف في نجم الفريق الحقباني أربع سنوات !
واتفقنا على أن مبلغ المائتي ألف ريال التي حصل عليها كل لاعب من رئيس النادي (بعيداً عن الهدايا والمكافآت الأخرى)، ستكون إضافة مهمة وفاعلة في إغراء الآخرين للعب في الاتحاد، ورافدا جديدا لمقدمات العقود السخية في مبالغها التي تدفعها الإدارة للنجوم القادمة من خارج أسوار النادي بعد أن مكنتها القوة المالية من الهيمنة على سوق الاحتراف المحلي في ظل محدودية امكانات المنافسين التي تحكمها مزاجية أعضاء الشرف !
وقلت لصديقي النصراوي: إن مخاوف منافسي الاتحاد ستزداد وقلقهم سيتضاعف.. فالفلوس تغير النفوس وربما تعجل من رحيل نجوم المنافسين باتجاه العميد !
قال: من جانبنا - نحن النصراويين - موضوع الإغراء الاتحادي لا يعنينا من قريب ولا من بعيد، والمادة ليس لها تأثير في مسيرة الفريق النصراوي لا في الماضي ولا في الحاضر، لسببين اثنين أولهما أننا كنا في الماضي نعيش مع فريق كله نجوم لكن لم يكن هناك احتراف يهدد بانتقالهم لأندية أخرى، ولذلك لم نكن نلتفت لحجم الفارق بين ما كان يناله نجومنا من مكافآت عند الفوز ببطولة وما كان يناله نجوم الآخرين.. وما زلت أتذكر يوم فاز النصر ببطولة دوري عام 1409هـ بقيادة ماجد عبدالله ونال كل لاعب مبلغ تسعة آلاف ريال وبعدها فاز الهلال ببطولة ونال كل لاعب أربعين ألف ريال !
أما السبب الثاني فهو أننا في وقتنا الحاضر وبعد ان أصبح هناك احتراف وإمكانية لانتقال اللاعبين، لم يعد لدينا نجوم في مستوى السابقين يمكن ان نقلق بسببهم أو ان نخشى عليهم من إغراءات الاتحاديين، ولذلك نحن نتابع وبسرور بالغ المسيرة الاتحادية التي تأكل الأخضر واليابس على أمل ان تمتد لتشمل أكثر من خميس العويران وتخطف ما تبقى من نجوم الجيران حتى يكونوا معنا في الهوى سوى !
قلت: لأول مرة تتحدث عن فريقك المفضل بهذا الشكل وتسجل اعترافات تاريخية خطيرة !
قال: أرجو ان يكون الموضوع بيني وبينك !
قلت: أبشر !
تسويق ماجد على حساب الثنيان !
زميلي سعود عبدالعزيز صنع الحدث باقتراحه إقامة حفل تكريم مشترك لماجد والثنيان، وعندما لم يجد الاقتراح ردود فعل عاد زميلي للتعليق على الحدث من خلال تصريح طلبه من رئيس الهلال الذي رحب بالمقترح ربما لأنه يدرك استحالة تنفيذه !
فيما لم يبحث زميلي العزيز عن تعليق النصراويين لقناعته بأن تكريم ماجد غير وارد في الموروث الاجتماعي النصراوي على الأقل حالياً !
وسعود أراد أن (يحسن) لماجد لكنه أساء إليه من حيث لا يدري، فمقترحه يسعى لتسويق ماجد على حساب الثنيان، وماجد ليس بحاجة لمن يسوق له؛ فتاريخه يكفيه !
وإذا كان زميلي يرى ان تكريم ماجد قد تحول إلى ما يشبه الأزمة، فإن تكريم الثنيان هو رغبة جماهيرية لا تقبل القسمة على اثنين، فهو الذي قدم ألوان المتعة الكروية وجعل عدد حضور تدريبات فريقه أكثر من عدد الجماهير التي تحضر بعض مبارياتنا، وفرض على غالبية عشاق الإبداع والإمتاع الكروي التنقل أثناء المباراة من مدرج إلى مدرج لمشاهدته عن قرب، ونال لقب الكابتن الأكثر وصولاً لمنصات التتويج، وهو قبل هذا كله نجم كل الجماهير !
(المقحم.. سور الصين العظيم)!
بدايةً، أود التأكيد على تقديري للأخ الأستاذ عبدالله المقحم - مساعد مدير عام قناتنا الرياضية -، كما أود ان أشير وأشيد بمحاولاته وجهوده التي بذلها في رياضة التلفزيون على مدى الخمسة والعشرين عاماً الماضية.. لكن هذا لا يمنع من ان أطالب ببديل عنه في إدارة القناة على اعتبار ان المقحم قد أخذ فرصته كاملة خلال تلك السنوات، وقدم كل ما لديه ولم يعد لديه جديد يمكن ان يخدم به القناة الرياضية التي هي بحاجة إلى التغيير في الوجوه والتطوير في الأداء، وهو ما يتفق مع سُنّة الحياة.. فالتغيير يعني قيادة إدارية جديدة لها فكرها ولها برامجها، ويتيح الفرصة لطاقات جديدة لكي تعمل وتقدم ما لديها بدلا من ان تظل معطلة بسبب أهواء وتوجهات شخصية أو اختلاف في وجهات النظر.. كما ان التغيير أيضا قد يضع نهاية لبعض العناصر المنتفعة التي تأخذ أكثر مما تعطي !
والتراشق الإعلامي الذي تابعناه مؤخراً في الصحافة الرياضية بين المقحم والمعلقين الرياضيين ربما يكشف مستقبلا بعض المستور مما يدور داخل القناة الرياضية، التي مع الأسف لم تستفد كما يجب من الدعم الذي لم يبخل به المسؤولون في التلفزيون، ولم تلب رغبات ومتطلبات الجماهير الرياضية أو على الأقل تحافظ على النجمومية والتألق الذي كان يمنحه برنامج كل الرياضة في القناة الثانية لرياضة التلفزيون !
ومسيرة القناة الرياضية التي لم تُرضِ طموحات جمهورنا الرياضي تدعم كثيراً مما يقال حول خلفيات العمل داخل القناة ودور ذلك في عرقلة انطلاقتها رغم جهود الرائع بتال القوس في إنقاذ ما يمكن إنقاذه !
وما دام أن المقحم قد أمضى ربع قرن من الزمان في خدمة رياضة التلفزيون التي لا تزال تعاني، فلماذا لا نجرب التغيير ونبحث عن التجديد والتطوير (ونقتحم) سور الصين العظيم لكي نصل إلى رياضة التلفزيون، ونلبسها ثوباً جديداً يتناسب مع سمعة وشعبية الرياضة السعودية التي أصبحت هدفاً لكل القنوات الفضائية الرياضية التي استقطبت جمهورنا الرياضي في غياب الإثارة والمهنية عن قناتنا الرياضية !
وسع صدرك !
- ما يكتبه في الصحيفة صباحاً يقبض ثمنه في الاستوديو مساءً !
- دورة الخليج على الأبواب، ومع ذلك ليس لها صوت أو صدى مثلما كانت بداياتها، وهذا يؤكد ان الزمن قد فاتها !
- الحرص على الفوز ببطولة مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد يحرم كثيرا من الفرق من إتاحة الفرصة للشباب واكتشاف عناصر جديدة تخدمها في المستقبل !
- حمزة إدريس لاعب نموذج في أخلاقه وفي فعاليته ومحافظته على مستواه، وهو أفضل صفقة فاز بها الاتحاد.
|